المتابعون

الأربعاء، 31 أكتوبر 2012

الشيطان الصغير

فيلم أحبه جدًا ولا أدري لماذا كنتُ أحب سيارة الأثاث التي تنقل الأثاث بداخلها وينام عليه الطفل الصغير حتى صارت في مخيلتي لعبة "عسكر وحرامية" المقابل الرسمي للبقاء على قيد الحياة على أثاثٍ تحملُهُ سيارة ضخمة يقودها ذلك المتهور وذلك الحنون الذي يتحول إلى وجهٍ عطوفٍ يرأفُ بالطفلِ لبراءته ويُربِّتُ بحنانٍ على كتفه مبتسمًا لشقاوته.



الوجوه القلقة في الفيلم أحبها، وأحب كذلك الدفء الأسري والود العائلي بين الجيران والمواقف المحترمة التي جمعت الأسرتين للبحث عن الصغير.



الشيطان
أظنه ليس هو الطفلُ الصغير الذي اختبأ في السيارة ولا الطفلة الصغيرة التي ساعدته على اللعب، وإنما أعتقدُ اعتقادًا باتًّا أنهم الكبار الذين لم يصدقوا الطفلة الصغيرة التي بكت عندما أخبرت والدتها بمكان الطفل الذي يريد المساعدة العاجلة.





عامل التليفون بالمحطة وجهٌ طيّب مألوف مختار بحرفية لأداء الدور أحببته وأحببتُ التعامل مع الموقف من خلاله.







الممرضة الواعية الذكية التي ربطت الأحداث ولكن ليس في وقتها وبعد فوات الأوان.
أجمل ما كان في الفيلم حرص الممرضة على أن تكون اليد الناعمة التي تخفف عن المصاب لا سيما إن كان طفلًا يبدو مثل أحد أبنائها مما دفعها ألَّا تسلمه هكذا إلا أن تطمئن عليه وكي لا تُخِل بدورها وواجبها وضميرها المهني.




===============




إيناس عبد الله الطفلة الصغيرة
لطالما تمنيتُ أن أحتضنها لصدقها ولبراءتها في الموقف الذي أرادت فيه أن تقتنع والدتها أنها ليست كاذبة.
ولطالما شعرت بالإهانة الشخصية لي أنا عندما نهرتها الأم وأمرتها أن تختفي في حجرتها وتغرب عن وجهها.
في تلك اللحظة شعرت أنني لا بد لي أن أصفعها هي وأن أضم الطفلة إلى صدري وأقول لها: انتِ صح ودول مخابيل!

مدرسة الحوياتي الثانوية بنات - إدارة عابدين التعليمية من 1995 إلى 1998

كان صعب أسيب مدرسة الابتدائي والإعدادي وأنا متعودة يكون فيه صفوف في الفصل للبنين وصفوف للبنات وأروح مدرسة كل اللي فيها بنات بس. الأمر كان غريب شوية بس الطريف إني لما دخلتها كنت بحس إننا معانا نفس صفوف البنين ودا لأن فيه بنات كنت بحس فيها بإنها بتتولى قيادات بصورة غير عادية تصل لحد الخشونة دون أي نعومة منهن. الأمر بدا غريبًا في البداية لكن بعدها قررت أتقبله مع بعض الاستثناءات: أصل البنات تقدر تغير ملابس الألعاب في الفصل المقفول عليها مع بعضها، ودا كان شيء نادر جدًا ما يحصل في مدرسة الابتدائي والإعدادي لأن مهما حصل لازم نغير ملابسنا في حمامات المدرسة اللي ما تساعش البنات كلها في نفس الوقت وبنغلب لما نغير بنتين ورا بنتين لحد ما مدرسة الألعاب أو مدرس الألعاب يعاقبنا على التأخير. كانت أيام.
الشعر الطويل:
لما كان يبقى شعر بنت واحدة أو بنتين معدي رجلها كنا بنعتبرها حالة نادرة في المدرسة الإعدادي ونقعد نسمي ونبارك ووالدة البنوتة تعمله لها كحكة علشان ما يتحسدش‘ إنما في الثانوي كل البنات كان شعرها طويل وحتى رانيا حسين اللي سموها روبي كانت في تانية ثانوي لما كنت أنا في تالتة وكانت ما فيهاش غير شعر اسود طويل وناعم ولامع جدًا مع لمعان السمار بتاعها القاتم شوية اللي بعدها بقى لونه فاتح حبتين تلاتة خمسة كدة.
 أما أنا بفضل الله والدتي كانت بتعمل لي ضفيرة واحدة وتشدها جامد قوي ولما كبرت وبقت تسيبني أسرحه بنفسي كانت بتقصه لأني ما كنتش هطوله رغم إني كنت بزعل قوي من إنها تغافلني وتقول إنها هتساوي الأطراف وأكتشف بعدها إنها عملت إزالة أكبر من إزالة مساحة إشغال طريق بصف أول وتاني وتالت ورابع وخامس كمان.
إنما لما كان بيطول كنت اتدربت ألفه زي البنات ما علمتني وخالاتي كمان وبقيت أسيبه بس في العيد ولما أكون قاعدة براحتي مع تيتة. وتيتة كمان لما كنت أسيبه كانت بتصرخ فيَّ علشان الحسد وتأمرني ألمه علشان أي حد هيشوفني هيحسدني عليه. موقف جميل لما كان فرح صاحبة ماما في الشغل ولبست الجيبة السودا السواريه والبلوزة البيضا الشيفون عليها وسيبت شعري وتيتة كانت عندنا، قعدت تقول لماما: قولي لبنتك تلم شعرها أحسن بعدين يتحسد. ولميته قدامها ولما رحت الفرح ورقصت فردته على ضهري والستات بقوا يقولوا: شوفي البت اللي شعرها بيرقص وراها.
موقف جميل قوي حسيته بعد ما ضعف وبدأ يتساقط وقلت لازم آخد القرار بنفسي ومسكت المقص وهوووووب رحت قصيته وأنا بغني ومبسوطة وبقول: ودَّع هواك وانساني عمر اللي فات ما هيرجع تاني وبابا بيفتح عينه وصاحي لقاني بغني ودا شيء بطال بالنسبة له ولما شاف الموضوع كان رد فعله عجيب: انتِ قصيتِ شعرك؟ وانا ماشية ومازلت بغني: ودَّع هواك وانساني عمر اللي فات ما هيرجع تاني.
حركات البنات:
بصي بقى يا بنتي انتِ وهي أنا ما بعرفش أشوف مدرس وأحبه كدة زي فلانة اللي قضت السنة تحبه حب الأفلام الأبيض والأسود لأني كنت بحب أساتذتي حب تاني من نوع جميل لأني لما كنت بشوفهم كنت بنبهر بيهم وبكلامهم وبعلمهم ودا لا ينطبق على أستاذ لطفي بوشناق اللي كانت البنت بتقلده تمام زي ما هو بيعمل في الفصل ولا هينطبق على أستاذ ثابت مدرس التربية الوطنية اللي كان حاطط نفسه معايا في موضع تحد طول الوقت لدرجة إنه يغيظني ويرمي الكشكول بتاعي في سلة المهملات قدامي مع إني كنت بكتب التواريخ وبنظم الكشكول بس آهو عند وخلاص علشان يكسر شوكتي شوية في الفصل.
إنما حواديت البنات دي أنا بقى ما ليش فيها. واحدة بتموت في دباديب الممثلة شيرين سيف النصر وهيغمى عليها لو ما قابلتهاش وبتجمع كل صورها من الجرايد والمجلات، والتانية راحت لبيت كاظم الساهر هنا في مصر لما جابت العنوان من مجلة الكواكب، والتالتة عمالة تقول لنا شوفوا الأستاذ دا لابس إيه وسنه كم سنة.. طب دا حتى لابس دبلة في إيده اليمين.. يبقى ممكن يفسخ الخطوبة عادي في أي وقت إنما لو كانت في الشمال يبقى صعب صراحة هههههههههههه.. والبنت اللي بتاخد عند فلان الفلاني درس لأنه شخصية، طب يعني إيه شخصية دي يا فلانة واللهِ أنا مش عارفة أفسر كلمة إن مدرس عنده شخصية أو إني مش عارفة أركِّز في الحصة أو حتى آخد درس وأنا في أولى ثانوي أو أغيب عن المدرسة لما يكون عندي شوية برد صغيرين.. هو انتو يا جماعة بتجيبوا الحاجات دي منين؟ أنا مش فاهمة إزاي بتقيسوها كدة!!
نرجع لأهم حاجة في كلام البنات عن قميص المدرس الشيك وريحة بارفانه وخطيبته أو مراته وولاده اللي معانا في المدرسة وهو عازب ولا متجوز. طب إزاي المدرس فلان يتجوز الطالبة اللي كانت عنده هنا؟ يا نهار أبيض هو انا لو كنت في المدرسة ببص لأستاذي هيفكَّر إني هحبه زي فلانة دي أو علانة التانية؟! يخرب بيت شكك في نفسك بقى طب واللهِ أنا مانا عارفة أعمل في نفسي إيه!
كلمة بنات:
كلمة غريبة على وداني أنا متعودة أستاذ عاطف في المدرسة الإعدادي بيقول يا رجالة أو حتى بيقول يا جماعة إنما إنه يقول يا بنات كدة مش منطقي على وداني. بس حقيقي كنت بحس بفرحة إننا بنات مع بعض في الفصل رغم إن طول الوقت عندي الإحساس المتكرر إن عندنا في الفصل صبيان وصبيان بيتشاقوا كمان.
بس كلمة بنات بقت مستساغة جدًا لما دخلت تانية ثانوي وقعدت مع ميس راندا في مجموعة اللغة الإنجليزية وطول الوقت وهي حامل وماشية في المجموعة عمالة أراقب بطنها الكبيرة الغريبة قوي وأسستغرب مسألة حملها بشدة خالص وإن ممكن ييجي لي حاجة وأحط إيدي عليها علشان أكتشف هو إيه دا بالظبط.. هههههههه يخرب بيت خيال العيال يا بنتي.
بس ميس إلهام بقى كانت البنات بتخليها تحضنها إزاي؟ أنا عمري ما أقرب من مدرسة كدة وأحضنها وأبوسها والوحيدة اللي عملت معاها كدة كانت ميس آمال مدرسة الجغرافيا اللي كانت بتحببني في الجغرافيا والتاريخ في إعدادي وخصوصًا بعد ما مات أول مولود لها وكان فصل سنة تالتة رابع إعدادي كله زعلان عليها.
الدمااااااااغ:
سنة تانية ثانوي وعلى رأي اللي بيقول عنها فزَّاعة الثانوية العامة. طب واللهِ أنا كانت تانية وتالتة ثانوي بالنسبة لي عبيطة غيرش بس المحيطين بيتصلوا كل شوية ويسألوا إن كنت بذاكر ولا بلعب وماما بتشد شعرها علشان شايفاني بلعب وبالنسبة لها اللي بيمتحن ويجيب مجموع حلو هو اللي بيحط كتبه على المكتب ويقعد وجنبه الأباجورة يذاكر 165 ساعة في اليوم وما تسألونيش إزاي لأني لحد النهاردة مش عارفة.
إنما بقى البنات في المدرسة أغرتني آخد درس خصوصي في تانية ثانوي عند أستاذ إيهاب ولأني خام خالص في مسألة الدروس الخصوصية ما عرفتش هيكون الوضع عامل إزاي وطول الوقت متخيلة الدرس الخصوصي من وجهة نظري مدرس لامم الطلبة وضروري يكون فيه سبورة ولو صغيرة عند الناس اللي هروح آخد الدرس عندهم. الموضوع طلع غريب لما أخويا وصلني لحد أستاذ إيهاب وكان معايا كاربون وورق زي ما علياء قالت وأستاذ إيهاب خدني عند البنت اللي هناخد عندها الدرس وبقى يسألني حبة حاجات عن الدرس وأنا قبل كل جملة أقول له: علياء بتقول ... علياء بتقول ... علياء بتقول .. حسيته بيستغرب كلامي عن علياء في الوقت اللي هو مش مستوعب إني عمري في حياتي أصلًا ما أخدت درس ولا دخلت عند ناس آخد درس من أساسه (علياء دي البنت اللي خبرة في مسألة الدروس وبتضحك على إني مش عارفة إن الدرس ما فيهوش سبورة وعمالة تفطمني على اللي هيحصل فيه بالظبط) ههههههه
المجموعة بقى هي عبارة عن مدرسة صغيرة بتقسم لي الحصص إلى ساعتين × ساعتين × ساعتين عن كل مادة، وأجمل مجموعة اللي كانت بتبقى في مقر أمانة الحزب الوطني الديمقراطي اللي مش فاهمة يعني إيه أمانة ويعني إيه وطني ويعني إيه ديمقراطي بس اللي فاهماه إننا لما كنا بندخل الحمام بتاعها اللي ريحته وحشة خالص أنا ورشا كنا بنقعد نتريق وخصوصًا أنا لما كنت بفتح الحمام ألاقي الناس عاملة حاجات في أماكن خارج الموضوع أساسًا وعليه فكنت بقول لرشا وأنا بشاور: الإنسان مسيّر ولا مخيّر.. وكفاية قرف بقى لأنها جملة إفيه كنت بقوله على حاجات غير منطقية في أماكن غير منطقية برضو وبطبق عليها أفكار الفلسفة اللي بحبها.
رشا بقى دي كانت بتقعد تتريق عليَّ لما أستاذ محمد شعبان يدخل الحصة من بدري وأنا جاية أتمخطر بعد أول ربع ساعة ما طارت من وقت الحصة. ولما أستاذ محمد شعبان بقى يلاحظ إني الوحيدة اللي بتعمل كدة وبتدخل من غير ما تعمل ولا نفس كأن موضوع تأخيرها عن الحصة بقى فرض عين وليس كفاية عليها هي لوحدها بقى يشاور على دماغه ويخبطها بإيده ويقول للولاد كلها عني: دمااااااااااااااغ.
بس الدماغ الحقيقية بقى كانت بتعجبني من مدرس اللغة العربية أستاذ محمد جافور اللي مازلت بحبه جدًا (كأستاذ بالطبع ومنبهرة به) وكنت بفضل متنحة معاه وعايشة كل فروع اللغة العربية من قصة ونصوص ونحو وقراءة وأدب وبلاغة، وبستغرب من العيال اللي حافظة معاه الدروس بالصورة دي لأني بكون عاوزة أسمع منه مش أحفظ وأعمل معاه أحلى دماغ بجد وهو بيتكلم عن الشعر وعن الأدب وعن القصة اللي كنت برسم كل تفاصيل مشاهدها ودروس القراءة كمان. الله عليك يا أستاذ محمد جافور. الراجل دا كنت بتمنى مجموعة العربي تستمر معاه لأطول وقت ممكن علشان أفضل سرحانة في كل كلمة ومعنى ومدلول وكمان لأنه كان بيقول عني شاطرة جدًا لما أجاوب معاه وأعرب كلمة في النحو اللي بحبه موت.
أستاذ محمد جافور دا حبيبي بجد لأنه الأسمر قوي اللي خطه جميل جدًا اللي بيقول لي دايمًا: انتِ شاعرة.. وأقول له يا أستاذ محمد أنا ما بكتبش شعر أنا ألقيه فقط وهو يصر إني شاعرة ويقول لي لأ انتِ شاعرة..
ربنا يمد في عمرك يا أستاذ محمد جافور ويبارك فيك ولما راحت له أختي تاخد عنده درس وهي في ثانوي قال لها هو انتِ كان لكِ أخت هنا؟ ولما قالت له أيوة وجت تحكي لي أنا طِرت طيراااااان من الفرحة اللي أكبر من دموعي دلوقت على الموقف لأنه لسه فاكرني بعد مرور 13 سنة من التعليم بيني وبين أختي الصغيرة.. وأروح أتلكك بإني رايحة أجيبها من المجموعة وقال بوصي عليها بقى وهو يشوفني ويقول لها: مش قلت لك إنك لكِ أخت وكانت هنا من تلات سنين. وأنا أصلح له لا يا أستاذ محمد من أبعد. يبقى من خمسة. لأ يا أستاذ محمد واللهِ أبعد من كدة بكتير.. لأ مش ممكن أنا فاكرك خالص حتى انتِ اللي بتكتبي شعر مش كدة؟ أيوة يا أستاذ محمد بس مش من فترة قريبة كدة دا من فترة بعيدة. 
أستاذ محمد جافور لو شافني تاني وتالت ورابع هيقول عني نفس الكلمة برضو: شاعرة. بس إزاي الراجل العظيم دا بيقول على المفعوصة اللي هي أنا شاعرة لحد النهاردة وهو لا قرأ لي ولا حاجة وكل الحكاية إنه كان شافني في مرة ألقي الشعر في مسابقة وطلب مني ألقي الشعر نفسه على الولاد في مجموعة العربي وهو بيثني عليَّ وبيمدحني وانا عاوزة أداري نفسي في أي حاجة علشان ما أتغرش في نفسي وآخد مقلب فيها.
عودة لمواقف البنات:
داليا الدرملي البنت الرفيعة قوي اللي كانت بتمثل على المدرسة إنها تعبانة كل حصة ألعاب وهي نازلة رقص في الفصل بين الحصص أو حتى بتبرد ضوافرها وقاعدة نازلة رغي مع علياء صديقتها الصدوق من أيام إعدادي في مدرسة إيجيبت. داليا في يوم نزلت للحكيمة ولقيتها بتقول لي تعالي معايا. رايحة فين بقى يا داليا؟ قالت هقول لك بصي يا ستي انا مش عايزة ألعب ألعاب ومش جايبة اللبس وعلشان الميس ما تهزأنيش هدخل أنام عند الحكيمة. وانتِ هتيجي معايا وتقولي للحكيمة إني كنت تعبانة وأنا أمسك جنبي وتفضلي تقولي إني كانت حالتي صعبة خالص.. ماشي؟ ماشي يا بنتي.
وعند حجرة الحكيمة اللي في الدور الأول جنب حمامات المدرسات أقف أتسمَّر قدام الباب وداليا عمالة تحفظني هقول للحكيمة إيه وأنا من ورا الباب وأول ما انفتح الباب دخلت داليا وأنا انفتحت في الضحك بصورة هيستيرية وأنا متخيلة داليا الدرملي داخلة للميس الحكيمة وبتكدب عليها وانا داخلة قال وهكدب معاها ومش قادرة أوقف ضحك لدرجة الميس الحكيمة بقت مصدقة داليا جدًا وأنا نازلة ضحك ضحك ضحك وبمسك بطني قدامها من كتر الضحك وهقع على الأرض وهي برضو لسه مصدقة داليا وأنا مش بنطق وأساند داليا لأ نازلة ضحك هيستيري بشكل مش قادرة أوقفه كل ما داليا تقول لها على أي عَرَض توصف بيه حالتها المرضية والألم اللي في جنبها، والميس مستغرباني ومستغربة ضحكي ومصدقة داليا وبرضو مستغرباني وأنا مش قادرة أمسك نفسي من الضحك لدرجة دموعي نزلت وكل ما أشوفها مصدقاها وهي بتكدب أبقى مش قادرة أمسك نفسي من الضحك أكتر وأكتر.
في النهاية لما الحصة انتهت وانا كنت خرجت من عند الحكيمة جري لأن داليا الدرملي كانت هتبهدلني لما تشوفني وتقرصني على الموقف اللي ما قدرتش أبطل عليه ضحك دا وهي بتكدب والحكيمة مصدقاها وأنا نازلة ضحك على الاتنين زي ما انا مش قادرة أبطل ضحك حالًا دلوقت.

بعض من ذكريات الثانوي سأتبعها بالبعض الآخر عن قريب

الثلاثاء، 30 أكتوبر 2012

الصدقُ هي

الصدقُ امرأة
والطُهرُ امرأة
والعِشقُ امرأة
والحياةُ امرأة
والجنةُ في حِضن امرأة
والسبيلُ إليها تقوده امرأة

هل سمعت يومًا برجلٍ نادته ملائكة الجنة إلا بامرأة؟
هل سمعتَ يومًا برجلٍ جاء إلى الدنيا بغيرِ امرأة؟
هل جُنِنْتَ يومًا إلَّا عندما عَشِقْتَ امرأة؟

فالزهرةُ في البستان امرأة
والظِّلُ والألوان امرأة
والعطرُ امرأة
والكونُ امرأة
وأنا...
امرأة









أُنسًا بكَ داعبتْكَ امرأة
لاعبتْك
صادقتْكَ
صاحبتْكَ
انتظرتْكَ
نوديَتْ إليكَ فطاوعتْكَ
منها قبلًا أخرجَتكَ
منها بَعدًا أرضعتكَ
حاضَرَتْك
طَبَّبْتك

غادَرتَها وسلَّمَتْكَ
إلى امرأةٍ صَاحَبَتْكَ
دَاعَبَتْكَ
آنَسَتْكَ

ناديتَ أجابَتْكَ

واعدَتْكَ
حُلمها شاركَتْكَ
سرَّها أودَعَتْكَ

سانَدَتْكَ
أنصَفَتْكَ
تغشَّيتَها ومن جديدٍ حَمَلَتْكَ
من جديدٍ وضَعَتْكَ
من جديدٍ
من جديدٍ

لأنه ..
في الصدق امرأةْ

الاثنين، 29 أكتوبر 2012

بتصعب عليَّ نفسي

بتصعب عليَّ نفسي قوي. وألاقي دموعي نزلت بسرعة لما أفتكر أي حاجة حلوة صغيرة عدت أو حتى حاجة كبيرة. المهم إني بحاول آخد نفسي في أي حاجة تانية وأملا دموعي في كوباية يمكن أشربها لما ما الاقيش ميه تروي عطشي في يوم. بس بقول لنفسي: ياااااااااااه هو ليه الواحد عنده إحساس بالكلمة كدة؟ ليه الواحد بينزل دموع على حاجة ممكن تكون أتفه ما تكون لشخص تاني لدرجة إنه ممكن ياخد الكوباية اللي بملاها دي ويدلقها ويمشي عليها بحذاء أسود لامع بلون قلبه أو لون شعره أو لون بدلته اللامعة في ضوء الشمس أو بين أضواء الكشافات اللي فولتها أعلى كتير من أضواء قلبي لما بيرقص بالفرحة من كلمة حلوة أو حاجة حلوة صغيرة ممكن تفرحه وتزيد من دوسة نفس الحذاء عليها علشان تكسرها وتحطمها زي ما نفس دوسة الحذاء بتشخلل قلبي برضو لو مشيت من طريق فيه شجر كتير ورقه اصفرّ وأصبح هش وداني حابة تسمع صوت هشاشته تحت رجلي.
بتصعب عليَّ نفسي لما ألاقيني مش قادرة أميِّز إن كان اللي بيني وبين قلب اللي حواليا حب ولا خداع..وبتصعب عليَّ نفسي أكتر لما ما الاقيش جواب يطمني عن السؤال!!
بتصعب عليَّ نفسي لما ألاقي إني بفكَّر حلو في حاجات أحلى لناس ما تستاهلش، وبتصعب عليَّ نفسي أكتر لما بلاقيني بكدِّب نفسي وأجني عليها زي العادة واقول إني ظالمة الناس كلها حتى لو كان الناس كلها بتيجي عليَّ كتير.
بتصعب عليَّ نفسي لما أتخيَّل إن كلامي تحصيل حاصل ضرب الثانية اللي بعيشها من عمري اللي فات واللي جاي على الأمل أو تحصيل حاصل ضرب ساعات السعادة × عداد العمر اللي ولَّى وفات.
بتصعب عليَّ نفسي لما بفكَّر في الغاليين على قلبي وهما بينسوه وبينسوني.
صعبان عليَّ نفسي بس الأكيد إني كالعادة هواسيها لوحدي برضو بنفسي ومش هستنى حد يواسيها غير ربي لأنه أرحم عليَّ منك يا نفسي.

عن الفتاة التي تسكب جمالها "بلا طائل في نظرهم"

لها مقوماتٌ تعيشُ بها الأنثى والذكر كليهما.
لها لحظاتٌ تستعيد فيها أنوثتها بعد أن تخفيها.
لها الجمالُ ولها الرجولة والشهامةُ والجرأةُ و.. و و وو
لها ما ليس لهم
لذلك عليها يسخطون..
لها الصدقُ حتى في أحلكِ حالاتها التي عليها أن تغتنم فيها فرصةً للكذب الذي يمارسون.
لها الأمانةُ مع المحبين والإخلاص.
لها الود، لها الأمل، لها الحنان، لها الأمان.
لها ولها ولها...

لها الله أن عرفتكَ، وعرفت غيرك منهم.
لها الوطن الذي تقطَّعَ في شرايين الدماء.
لها اللحظة التي تعرف فيها أنها تنخدع، وتنخدع
 لأنها تريد توازنًا مع ما تحس به من مشاعر.

الخديعةُ لك.
والوفاء والإخلاصُ والود لها.
المكرُ لك.
والحبُّ والدفءُ والورعُ لها.
الرسائلُ لك.
والوهمُ والخيالُ والسحرُ لها.

تغارُ منها النساءُ على الرمال التي تنسلتُ من بين أصابعها.
وتغارُ منها الرجالُ على التماسك وقتَ انفلاتهم.

وتغارُ هي من ترابٍ سيضمها، كما سيضمك وليتَكَ تعلم..

تحبُّ الحبَّ لأنه كذلك.
وتكرهُ العالم لأنه كذلك.
وتنتصرُ على الوحدة بما تتشرنقُ بهِ من أقوالها وأفعالك.
وتنسجُ اللحظةَ حريرًا ناعمًا أملس، لعلكَ تلمس.

تحاربُ الجميع لتبقى على قدمين.. وأنت؟
أنتَ ترسم الوهمَ معهم.
ربما لا ترسمه..
وربما ترسمها بعينيك.
وربما ترسمك بعينين متألمتين.
وربما، وربما، وربما...

لكن تبقى النهاية
الحبُّ للحب، والعشقُ للعشق
والجمالُ لا تسكبهُ سوى نفوسٍ تشبعَتْ بالحب.
ومهما كان بلا طائل، فلا حياة إلا للحب والجمال.
تنتهي الخيانة
وينتهى المكر
وتنتهي الخديعة

وتبقى القيم: الحق .. الخير .. الحب .. الجمال.

الأربعاء، 24 أكتوبر 2012

أول أيام عيد الأضحى المبارك 5/3/2001

يوميات عيد سعيد

البحث عن .. معزة!!
==========

قبل الوقفة بيوم. نسيت عيني النوم. وقمت من السرير. وخدني التفكير. هرشت راسي هرشة. سمعت بعدها دوشة. بصيت من الشباك. لقيت هنا وهناك. معزة اتنين تلاتة. بيجروا باستماتة. وخالي من وراهم. بيجري تاتا تاتا. ولاذوا بالفرار. وف عينه الشرار. وسمعت اللي قال. إزاي يا اخويا يكون. راجل ببنطلون. يجري ورا المعيز. بالبدلة والقميص. وبعد شوية جانا. يجر باستكانة. الست معزة هان. صاحبة المكانة. بس بس بس. شوف مين جايلكو هُس. حسن خول الجنينة. ومن وراه السرينة. أحمد يسري الهُمام. من عز الأحلام. ولأول مرة يصحا. تمانية بالتمام. حلَّق يا ابني حوش. لا يبقوا بالقروش. خمس معيز صبايا. بيخطفوا الرموش. 

وبعد بحث دام. دقايق والسلام. رجعلنا الهُمام. بيضرب التمام.

فاضل كام تلاتة. بيجيبوا شوكلاتة. يا زرقاء اليمامة. همتك معانا. من فوق السطح بصي. عليكِ لا ملامة. بصيت يا اخويا شفت. ويا ريتني ما كنت قُلت. على سطح الجيران. وزي الفيران. لمَّا تطاردها قطة. لحد الأدان.
فتَّح يا ابني ودانك. وبص من أمامك. معيزنا اهما اهما. حيوية وعزم وهمة.
جري حسن وراهم. من بعد ما لقاهم. وع الجراج ناداهم. وبالبرسيم رماهم.
وخلصت الحكاية. والقصة والرواية.

وعيد سعيد عليكو. وربي لا يوريكو.

الجمعة، 19 أكتوبر 2012

غنوتي

كنت ومازلت حبيبة تيتة. ولا أظن إن هناك طفلة دللتها جدتها مثلما كانت تفعل بي جدتي. وأظنني أنا أيضًا كنتُ أدللها ولكن مهما بلغ التدليل فلن يصل إلى ما كانت تدللني به. 
لكن أجمل ما كانت تفعل بي من تدليل كانت الغنوة التي ألفتها لي ولم تدعُ أحدًا من البنات بها رغم إن كثيرًا من الأمهات بالعائلة كن يستعِرْنها ويغيرن الاسم لتصبح لبناتهن من دوني.
 كانت تقول لي:
 يا رانيا يا غالية خطابك تمانية.
اتنين يجيبوا اللحمة واتنين يجيبوا البامية.
 واتنين يقولوا لاتنين بنت الأكابر غالية.
لم أكن أدرك معاني الكلمات إلا عندما كبرت، فقد كانت نغمة الغنوة نفسها وطريقتها تأخذني أكثر من الإبحار في معانيها.
كيف كان للجدة هذا الجمال في أن تربيني على هذه المعاني التي أثرت في بهذا العمق؟!
كثيرون كانوا يردون عليّ إذا ما ناديتهم بالغالية.. فمن أين لهم بأنني هكذا؟
هل كان لغنوتي هذا التأثير فيمن لم يسمعها تغنيها لي؟
وظللتُ أتساءل كلما حدثني شخصٌ وضمَّن حديثه هذه الكلمة "يا غالية" هل يعرفني بها أم أن تيتة قد ألقت بظلالها عليه كغيرها وهيمنت بكلمات غنوتها لي على عقله ليناديني مثلما كانت هي تنادي بعذب صوتها في الغنوة؟!
حبيبتي تيتة من العالم الأجمل

أنا هنا في العالم الأصعب، وحتى الآن لم أجد مَن يقدر هذا الغلاء ليدفع هذا الثمن. ربما كانت لكلماتك التأثير في لأدرك أنه لا المال ولا الأثاث ولا المظاهر الكاذبة ولا الغش ولا الخداع كانوا بالقدر الذي يحفظني. وأنا على عهدك بي دائمًا. فمَن تشتري شقة أو سيارة أو أثاث هي الفتاة الرخيصة كما علمتيني. وهناك لكل غالية ثمنٌ أعظم لا يقدر إلا بما ينقصُ الكثيرُ من أشباه رجال هذا الزمان. 
نعم يا جدتي فالثمن الذي تُقدَّر به فتاة مثلي ليس أقل من أشياء لا يستطيع المال شراءها. إنها أخلد من مجرد مشترياتٍ زائلة.
كثيرات هن مَن اشترين الرخيص، وقليلاتٌ هن من اشترين الغني. وأنا أريد أن أكون منهن، وأريد أن أظل غنية به لأبقى في عينيه أغلى ما يُشترى ليس بالمال ولا بالذهب ولا بالجاه ولا بالسلطان، وإنما... بالأغلى من كل هؤلاء... بالرجولة.
http://www.youtube.com/watch?v=pEGOYb6NQSA

إن اليهود يزوجون على المال ، والنصارى يزوجون على الجمال ، والمؤمنين يزوجون على التقوى والدين

الخميس، 18 أكتوبر 2012

في ذكرى كتاب

الدكتور/ عبد المعطي والدكتور/ سيد قطب ألفا كتابًا ونحن في الفرقة الثالثة بكلية الألسن جامعة عين شمس. كان الكتابُ بعنوان "جسر الغواية" ، وقد كان للكتاب أثرٌ عميقٌ في نفسي حتى أتذكره اليوم فأفيق من نومي وأريد أن أكتبه من خلالي.

لقد عبرتُ بعد أن فهمت الكتاب على جسر الغواية لأصل إلى مرحلة فهمه.. هكذا قالت إحدى الطالبات إلى الدكتور/ سيد قطب الذي شكا إليه أغلبُ الطلاب سوء فهم هذا الكتاب. ولأنني كنتُ أحبُ اللغةَ العربية كمادة دراسية في الكلية، ومازلتُ أحبها إلى الآن، كنتُ من أكثر الحريصين على فهم وتفنيد آراء الكتاب وإبداء الرأي فيه. كان الدكتور/ عبد المعطي والدكتور/ سيد قطب من المحببين إلى نفسي أثناء فترة الدراسة. كنتُ أيضًا قد تسللتُ إلى مكتبهما كي أعرضَ عليهما بعضًا مما أكتبُ من خواطر. انسلتُ من بين صديقاتي اللائي يلعن الكتاب ويلعن الحظ الأعسر الذي لم يجعل للكتاب لديهن أي معنى في عقولهن وأي أثر في نفوسهن، بل وقد اعتبرنه خرفًا لأستاذين يستعرضان علينا بما قد نالا من العلم ليبرزا مدى جهلنا جميعًا بفلسفة اللغة العربية.

كان للأمسِ في نفسي أثرٌ، فقد وقعت عيناي على أحد الدواوين للشعراء البارزين وسط أصدقائهم. من الغلاف وجدتُ كيف استعار الجملة التي كتبتها في خواطري، وأضفتها إلى كتابي، فاستقرَ بذلك معنى كتاب الدراسة في الماضي في رأسي. إنها الغواية.
الغواية هي أن تتسلل إلى مجموعة من البشر بأفكارك وتلقي عليهم بشباكِ غوايتك كي لا ينفلت منهم أحد ويظل واقعًا تحت تأثير سحر غوايتك. استقر في نفسي المعنى حين استقرأتُ ما مضى من سنواتٍ بسيطة منذ ارتبطتُ بعالم الشعراء والأدباء الشبان في مثل جيلي أو ربما أكبر قليلًا. وجدتُ الغواية عندما مارسها عليَ الكثيرون ممن يتسللون إلى فكرك بغوايتهم. 

حاولتُ ممارسة الغواية مثلهم، لكن اعتراف الجميع بأنني مارستُ غوايتي عليهم بدخولهم أسرى في شباكها لا يعني بالضرورة اعترافًا مباشرًا منهم بذلك، بل قد تجد ممارستي لغوايتهم لم تكن إلا استنفارًا منها ومحاولة لسرقة مساحات الغواية من تفكيري والسطو عليها ونسبها إلى أفكارهم التي اتسمت في كثيرٍ من مراحلها بالغوغائية والتكرار الممل الذي قد يخلو من روح اللغة والعقل والتفكير، بل وقد يصل أحيانًا إلى حد التكفير.

نعم انتصرت غوايتي في كتابات البعض من سارقيها. 
نعم فشلوا جميعًا في استنباط ما لكلامي من معانٍ عميقة الأثر والدلالة والمضمون في نفسي.
نعم أثبتوا أن تجربة الغواية التي مارستها عليهم كان لها الصدى الأكبر في أغلب ما امتلأت بهِ مساحاتهم البيضاء الخاوية من الصفحات الأدبية التي يقتاتون منها ويؤجرون عليها.
وسعيدةٌ في النهاية بأنني أقف على "جسر الغواية" ليستمدوا مني "غوايتهم" لآخرين.

الثلاثاء، 16 أكتوبر 2012

وهل من بعد دفئك؟!!

للمرة الثانية على التوالي أطلب أن أنام بجوارها. أتحسس غطاءها وأسألها أن أنام. تفسح لي وأتذكرك.
أتمنى أن أراكِ فيها..
اليوم استيقظتُ وأنا أتذكر يوم رحيلك..
تذكرتُ كيف غادرتُ المنزل وعيناكِ تنظر في عيني النظرة الأخيرة..
وتذكرتُ كيف عدتُ إلى المنزل ولم أجدكِ.
النافذة المفتوحة وكراسي المأتم والبوابة المفتوحة عن آخرها..
أخي يراني أبكي فيسرع إليَّ ويضمني.
الأهل والجميع وأنتِ للمرة الأولى لستِ بينهم..
تخيلتُ كيف كان نعشك
رنت في ذاكرتي جملة كانت الجارة تقولها عن ولدها: تيتة كانت خفيفة قوي يا ماما والنعش بيجري بيها.
رأيتهم في خيالي يحملونك ويتنافسون في حملك على الأعناق.
رأيتُكِ تأتيني في كل ليلة في أحلامي تواسيني وتؤازريني وتعتذرين لي أنك رحلتِ عني دون استئذان.
شعرتُ بيديك الناعمتين تربتان على كتفي.
وعدتُ لدفء أتمناه ولم أجده..
ما وجدته إلا معكِ ولن أجده إلا بكِ.
وهل من بعد دفئكِ دفء؟!

الذكرى السابعة لغيابها عني 19 أكتوبر 2005 - 15 رمضان

بتخيله


بتخيله قاعد في وسط هدومه وشه في الأرض ومكسوف وبيتكلم.
بتخيلني داخلة عليه وعلى والدته بصينية عليها حاجات تقيلة.
يمكن تكون الصينية مش شايلة حاجات كتير بس مش عارفة ليه في اللحظة دي بحس إنها تقيلة خالص وفيها حاجات كتير عليَّ أشيلها.
وأول ما أدخل يشيل عينيه من الأرض ويبص في عيني كأنه بيقول لي بيهم: خلاص كلها حاجات بسيطة وهنكون لبعض..
وأول ما تقع عينه عليَّ أتلخبط خالص وأوقع الصينية بكل اللي فيها عليه وعلى والدته ووالده وكل الموجودين يتلخبطوا ويحاولوا يصلحوا الموقف.
وانا من لخمتي أدخل أوضتي جري وأنا مرتبكة جدًا ومش عارفة أنا عملت إيه!
ومامته تبص له بصة كدة من تحت لتحت وتبقى عاوزة تاكله بيها قال إيه بتقول له بينها وبين نفسها: إيه البنت الخيبانة دي اللي مش عارفة تشيل الصينية وجايبني من بيتنا أخطبها لك؟
على فكرة دا مش فيلم .. ولا مقطع من فيلم أساسًا.
دي حقيقة أنا من زماااااااااان خايفة منها. إني أوقع الصينية من لخبطتي على العريس ومامته وباباه..
ههههههههه

مش هتيجي بقى علشان أكب عليك اللي على الصينية؟؟

الاثنين، 15 أكتوبر 2012

أنا نخبة!!

عشت طوال حياتي أرى الناس من حولي يتباغضون ويتحاسدون. أراهم يتنافسون ويتصارعون على أشياء كثيرًا ما بدت لي تافهةً.
وأنا أعترف اليوم أنني من النخبة، ولكني نخبة بشكل مختلف وعلى طريقتي التي تختلف تمامًا عن طرق النخبة المصطفاة من باقي الشعب.
كنتُ أردد كثيرًا قبل أحداث الخامس والعشرين من يناير أنني لن أنزل لأطالب بحقي إلا عندما تحدث ثورة حقيقية تشارك فيها جموع الشعب وتتفق على إنهاء الظلم الواقع عليه. وعندما قامت الثورة كنتُ أشاهدها وأنا على بعد خطواتٍ منها من سيارة عملي حيثُ كانت جموع الشباب تقفُ بالتحرير وأنا في سيارة مكيفة تغلفها صنوف الحماية عن أي يد تقترب من الموجودين بداخلها.
كان قلبي مع الشباب يرفرف بالهتاف، وكان السائقُ بجواري يحذرني من أن أنهي العمل وأنضم لهم لأنني كنتُ أعمل معه من مدة وكنتُ أتحدث إليه في أمورٍ كثيرة لم تكن تعجبني في البلاد وأنها حانت لحظةُ الانفراج وقد وجد الشباب متنفساتهم في الوقفات الاحتجاجية.
أنهيتُ يومي بعملي وقد ألح السائق أن يأخذني إلى المنزل ولكنني رفضتُ إلا أن يأخذني لأقرب نقطة من وسط البلد وهو يستحلفني ألَّا أنضم إليهم وأنا أعده أنني لن أنضم لأن أمي وإخوتي بالبيت ينتظروني.
خرجتُ من السيارة ومشيت من شارع 26 يوليو حتى وصلت إلى المنزل بعد إرهاقِ يوم العمل.
كنتُ أعلم أنها ربما تكون الأيام الأخيرة التي أعمل فيها نظرًا لما تمر به البلاد من أوضاع غير مستقرة.
المهم أنني عدت إلى المنزل وانتظرتُ أمام الشاشات وأهمها شاشة الكمبيوتر التي لا تنطفئ تمامًا منذ هذا الوقت. تابعتُ الأمر على شاشة التليفزيون وأنا على يقين تام بأن شاشاتنا المصرية تكذب بمنتهى الصراحة التي يكفلها لها نظام مبارك. لذلك لم أدر محرك القنوات عن القناتين التي تابعتهما طوال أيام الثورة: البي بي سي (عربية وإنجليزية) والجزيرة.
نعم أعترف أنني كنتُ كما يطلقون عليَّ البعض (كنباوية) ومازلت لأن الثورة التي رأيتها تقتل آلاف الأبرياء ما ظننتها ثورة حقيقية باستئذان النظام أن يسقط، وإنما كانت معركة أدارها النظام السابق وما يزال في دائرة إدارتها حتى الآن لينقض علينا بعد أن تقوى مخالبه، وبعد أن يتملكنا الضعف بأن يقضي بعضنا على البعض الآخر.
اليوم الثاني للمظاهرات يوم السادس والعشرين من يناير 2011 كنتُ أستعدُ لحضور مسابقة للحديث عن رواية أدبية، وعندما ركبت الحافلة للذهاب في موعدي قرر السائق تغيير المسار نظرًا لشدة الاشتباكات، ولإصراري على حضور المنافسة ذهبتُ سيرًا على الأقدام مرورًا بشارع 26 يوليو الذي ما إن سمعتُ أذان المغرب حتى رأيت جموع الشباب تهتفُ بسقوط مبارك من أول الشارع إلى آخره، ووجدتُ صفوفَ الأمن المركزي على جانبي الشارع ولواءات الشرطة من خلفهم بأجهزتهم اللاسلكية يتحدثون إلى القيادات العليا ، وضباط الشرطة الذين يقذفون بأنفسهم وسط جموع الشباب التي لم تتزحزح عن موقفها وهتافها وتستمر الاشتباكات بقنابل الغاز السيئة الرائحة ويهالني ما كانت تتعامل به الشرطة مع الفتيات والشباب من طريقةٍ أبسط ما يصفها هو الغباء.
بعدها سرتُ باتجاه الكوبري العلوي الذي يشق شارع 26 يوليو ويؤدي إلى الوصول إلى الزمالك عن طريق السير إلى الأمام باتجاه أعلى الكوبري العلوي المؤدي إلى الزمالك. ورأيتُ قوات الأمن وتكسير الزجاج وكاميرات ومعدات تصوير تعلو صيدلية الإسعاف، وكدتُ أنهار مما أرى. ووجدتُ أطفال عائلةٍ يبكون مما يرون مذعورين مما يحدث، وجذبتهم إليَّ مع أمهاتهم لننطلق في حافلةٍ أخرى ستسير بنا من طريقٍ آخر لنصل إلى الزمالك.
في الطريق الذي يمر بماسبيرو وجدتُ رجال الشرطة السرية تمسكُ بأي شابٍ أو فتاة وتنهال عليه ضربًا، كما وجدتُ من يسارع بالجلوس في الحافلة بعد الركوب مختفيًّا من الأحداث، والأطفال مازالوا يبكون ويصرخون بعد أن هدأت أمهاتهم من روعهم قليلًا قبل أن نمر بهؤلاء الذين صعدوا إلى الحافلة بهياجٍ شديد يريدون اعتقال أي شابٍ اعتقالًا عشوائيًّا. من نافذة الحافلة أرى رجال الشرطة السرية أيضًا بالتعاون مع رجال الشرطة العاديين يجذبون من أيادي أصحاب (الحناطير) السياط ويضربون بها على رؤوس الشباب. تذكرتُ حينها حديث رسول الله عن هؤلاء، وكدتُ أنهار بما سمعت من صراخ الأطفال معي بالحافلة.
غادرنا قلب الأحداث وتوجهنا إلى الزمالك وما إن رأيتُ صديقتي حتى وجدتني أرتمي في صدرها لأهدئ من مسحة الهلع التي انتابتني.
وقفتُ كأول متسابقة على المسرح أحاول أن أسرد الرواية وأتحدث عنها بالاستعانة ببعض الأوراق. وانتهت المسابقة ودق هاتفي فإذا بالبيت يريدون مني أن أتوجه إلى محلنا بالزمالك حيثُ يقلني خالي في سيارته إلى المنزل بسلام. وبالفعل كان ورافقتني صديقتي وخطيبها.
عدتُ إلى المنزل أتابع في شغفٍ شديد وأحكي ما رأيتُ من أحداث خطيرة، وأمي تطمئنُ أنني أقف أمامها بسلام في كل كلمة أروي بها إليها ما رأيت.
اليوم التالي أتابع نفس القناتين والأحداث تشتعل على المواقع الاجتماعية وأتابع كافة الأخبار من بعيد.
حتى يوم الثامن والعشرين الذي شعرت فيه صباحًا أن الأمر لا يبدو على ما يرام عندما كانت أختي الصغيرة تستعد لتذهب إلى صديقتها  التي تسكن في منطقة الحسين. رأيتها تسرع في ارتداء ملابسها وتحضير شنطتها ويتصل بها كثير من الأصدقاء صباحًا على هاتفها المحمول وهاتف المنزل. وأشعر بأنها تكذب وأن شيئًا ما مريبًا سيحدث. أسأل أمي فتجيبني إنها ستكون في بيت صديقتها مع مدرس التاريخ. وأذهب لأفتش عن أرقام هواتف كل الصديقات في دفاترها لأسأل عنها لأن الأمر لا يريحني ويقلقني بشدة. تنتهي صلاة الجمعة وتبدأ الاشتباكات في محيط الجامع الأزهر وأتابع على القنوات بعد أن انقطعت الاتصالات تقريبًا.
أرى الاشتباكات وأقرر النزول بعد أن تصيدتُ رقم هاتف منزل جدة الصديقة التي أخبرتني بأن هاتفها الأرضي لا يعمل، وأسألها عن العنوان تفصيلًا، وأرتدي ملابسي دون أن أخبر والدتي بأمر أختي، فقط أطمئنها وأنزل مهرولةً وأختنق من كثافة الدخان وأشاهد بعض المصلين المتجهين تحت كوبري الأزهر إلى ميدان باب الخلق حيث حاصرتهم الأجهزة الأمنية بالعصي وسيارات الأمن المركزي. أجري كالمجنونة بينهم لأراها وأنا أبكي ولا أعرف أين تكون! ربما هي هذه أو تلك، وأهرول مع الجموع من المصلين حتى تجذبني امرأة بالشارع كي لا يخنقني الدخان. أعيدُ الأمر في عقلي لأرى أختي الصغيرة تعود إلينا مقتولة في ملابسها وأراني أحاول أن أتمالك نفسي كي لا أفقد أمي، وأقول في نفسي: لو أن أمي بالمنزل لم تصل إلى مسامعها أخبار أختي حتى الآن فلماذا لا أعود لأكون بجانبها كي لا تكون وحدها بالمنزل إذا ما استقبلت خبرًا سيئًا؟!َ وماذا لو انطلقتُ أبحثُ عنها وأصابتني طلقاتهم وبدلًا من أن تفقد واحدة تفقد اثنتينا وربما تفقد حياتها من بعدنا؟!
عندها قررتُ أن أعود إلى المنزل وأطمئنها على أختي وأتكتم خبر عدم وجودها ببيت الصديقة. ولدى عودتي وجدتها تبكي متورمة العينين وأرى أن الخبر قد وصلها بالفعل، فعندما ذهبتُ لأتأكد من وجودها ببيت صديقتها وعلمت بأنها لم تذهب غادرتُ منزل صديقتها مسرعة التي اتصلت بأمي لتروي لها ما حدث بعد أن عادت الحرارة إلى هاتفهم الأرضي.
ظللتُ حتى الثامنة مساءً أمام شاشة التليفزيون أتابع الجزيرة والبي بي سي والهاتف الأرضي لا يتوقف بسؤال كل الأهل والأقارب هل توصلنا إلى مكانها، وأمي تزداد بكاءً وأنا أحاول أن أخرس كل الألسنة كي لا تزيد أمي في البكاء وكفاها ما كانت فيه من حالة من ارتفاع ضغط الدم والبكاء المستمر. حتى طرقت الباب في الثامنة مساءً الصغيرة وهي لا تنطق. أدخلتها بعد محادثات استمرت بينها وبين بعض أقاربي وأمي تنوي أن تلقنها درسًا بضربها، وأهدئ من كافة الأطراف وأخفيها لتدخل إلى حجرتها سريعًا وأغلق باب المنزل.
لحظات من القلق عشتها مع أختي فكيف بمَن أراه يعود إلى أمه في كفن؟!

حبيبتي مصر
لم أكن فيكِ مرتاحة في سنوات دراستي ولا في محاولاتي للحصول على عملٍ بعدها، ولكني ارتحتُ في أيام القلق اللذيذ الذي بتُ أحاول الإفاقة طوال الليل وكل مَن بالمنزل تحت شباكي وأنا أتخيل سيناريو العصابات المخيفة تقتحم المنزل في أي وقت وأنا أدافع عنه وعن أمي وأختي وأفديهما بروحي تمامًا مثلما كان يروي لنا ونحن صغار في المدرسة أستاذ/ مصطفى من مقاومة شعبية تصدت بها النساء في البيوت لهجوم العدو المغتصب وحررت أرضها.

هالني منذ أيام ما رأيت من لعبةٍ يلعب مدربوها على المناصب، ومصابٌ على عكازيه يغادرُ المسرح ويقول بأعلى صوته لآخر: إحنا أحسن من كل دول، فأرى في نفسي كيف وصلنا إلى أن نمجد أنفسنا على حساب قتلانا..!

رانيا
بالمناسبة هذا اسمي فقط لأنني لا أرى بيني وبين شكلي وتفكيري واسمي سوى أن الثلاثة يجتمعون في ولا أرى أحدًا يهتم لذلك فكفى أن ترى الشكل لتدرك أن الاثنين الآخرين - وربما عليهما أشياء أكثر بكثير في داخلي - لا ينتميان إليَّ.
تخرجتُ وعندي أحلامٌ كثيرة لي ولغيري.
لا أريدُ سياراتكم التي تعزلني عنكم فلا أشعر بكم ولا بمعاناتكم.
أسير بينكم وأتمنى أن أصبح هكذا طوال حياتي أو على الأقل حتى الساعات الباقية فيها.
  حلمت يومًا أن أكون معلمة وقد كان، وحلمت أن أكون صحفية وقد كان، وحلمت أن أخترق الشاشة التي أنظر إليها منذ صغري وقد كان، وحلمت أن أسير بين المعابد والمقابر والتماثيل وأشرح للناس تاريخ بلادي وحضارتها وطبيعتها وقد كان، وحلمت أن أكون أمًّا تربي ابنًا يصبح قائدًا وربما يكون وربما لا.
ولكنني أراني وسط من يدعي انتماءه للنخب السياسية والاجتماعية والفكرية أنني: أنا النخبة.
أنا النخبة ولا أطمحُ في المزيد.
أنا النخبة التي أحالها قانونكم إلى سن التقاعد عند الثلاثين، وأحالتها العادات والتقاليد ونظرات المجتمع إلى التقاعد عن سن الزواج بعد الخامسة والعشرين.
أنا النخبة التي لم تخرج في الخامس والعشرين ولا في الثامن والعشرين لأنها لا تصدق وعود الكبار ولا تهتف لدبابة ولا تلتقط صورةً بجوار مفتولي العضلات من رجال القوات المسلحة ولا تحضر حفلة لتتغنى بمصر وتقول لها: أنا بحبك يا بلادي.
أنا النخبة التي لم تنتمِ لحزبٍ أو جماعة ولا تنتوي ولن تنتمي.
أنا النخبة التي لا تريد سوى قدمين وعقل وجنيه واحد في الجيب ودراجة وعمل بسيط حتى لو كانت أسرتها تغنيها عن ذلك.
أنا النخبة ولا تتشرف أن يكون لها زوج سيارته تخترق الحارة الشعبية البسيطة التي تسكنها لتغيظ بها القريبات والجارات.
أنا النخبة التي لا تتشرف أن تبلغ العشرين بعد سنواتٍ أربع تقضيها في تعليمها الجامعي وتمد يديها لأبيها وأمها وأخيها لترتدي وتتصدق وتتعلم وتعمل وتترقى وتطلب ترفيهًا في أشياء ثانوية قد يعز على غيرها أن يبلغها حتى وإن تيسرت له كل السبل إليها.
أنا النخبة ولم تشتريني ولن أُشترى بأموالكم ولا مناصبكم.
أنا اخترتُ أن أكون النخبة وألعب وأمرح وأتعلم وأعمل وأتعرف بكم وأراكم وإن لم أنفق وسع ما أنفقتم.
أنا النخبة وسوف أظل النخبة ولا تعنيني من دنياكم سوى بالونتي الصغيرة وورداتي الرقيقة اللون الطيبة الزكية العطر.
أنا النخبة ولا أريد ما لا تساوي عند ربي جناح بعوضة.

أنا النخبة وأنتم لا شيء...

الأربعاء، 3 أكتوبر 2012

تنتظرُ طفلها الثالث.. وأنا أحتضنُ دبدوبي




ومع هذا لا يقنعون ويتطلعون إلى ما أصل إليه في وقت فراغي وأملأ به جَعبتي الخاوية من الحنان الغريزي الذي أتمتع به وتتمتع به من في سني من الفتيات.


ربما أخذ الله مني حنان جدتي التي أفتقدها تمامًا.
وربما أعيشُ لأنتظر ممارسة غريزتي الأساسية (الأمومة)..


مازلتُ أحمد الله على ما آتاني وأعلم أنه لن يؤتيني كل شيء.



ومازالوا يتطلعون ويتطفلون ويحاولون إفساد عليَّ متعتي اللحظية.

هلم إليَّ يا دبدوبي وهلمي إليَ يا عرائسي ودماي.


وأظلُ أحلم بك يا بني أحملك كما حملتُ قبلك كل أطفال العائلة حتى صاروا اليوم يتطلعون ويتطفلون ويلومون.