المتابعون

الجمعة، 19 أكتوبر 2012

غنوتي

كنت ومازلت حبيبة تيتة. ولا أظن إن هناك طفلة دللتها جدتها مثلما كانت تفعل بي جدتي. وأظنني أنا أيضًا كنتُ أدللها ولكن مهما بلغ التدليل فلن يصل إلى ما كانت تدللني به. 
لكن أجمل ما كانت تفعل بي من تدليل كانت الغنوة التي ألفتها لي ولم تدعُ أحدًا من البنات بها رغم إن كثيرًا من الأمهات بالعائلة كن يستعِرْنها ويغيرن الاسم لتصبح لبناتهن من دوني.
 كانت تقول لي:
 يا رانيا يا غالية خطابك تمانية.
اتنين يجيبوا اللحمة واتنين يجيبوا البامية.
 واتنين يقولوا لاتنين بنت الأكابر غالية.
لم أكن أدرك معاني الكلمات إلا عندما كبرت، فقد كانت نغمة الغنوة نفسها وطريقتها تأخذني أكثر من الإبحار في معانيها.
كيف كان للجدة هذا الجمال في أن تربيني على هذه المعاني التي أثرت في بهذا العمق؟!
كثيرون كانوا يردون عليّ إذا ما ناديتهم بالغالية.. فمن أين لهم بأنني هكذا؟
هل كان لغنوتي هذا التأثير فيمن لم يسمعها تغنيها لي؟
وظللتُ أتساءل كلما حدثني شخصٌ وضمَّن حديثه هذه الكلمة "يا غالية" هل يعرفني بها أم أن تيتة قد ألقت بظلالها عليه كغيرها وهيمنت بكلمات غنوتها لي على عقله ليناديني مثلما كانت هي تنادي بعذب صوتها في الغنوة؟!
حبيبتي تيتة من العالم الأجمل

أنا هنا في العالم الأصعب، وحتى الآن لم أجد مَن يقدر هذا الغلاء ليدفع هذا الثمن. ربما كانت لكلماتك التأثير في لأدرك أنه لا المال ولا الأثاث ولا المظاهر الكاذبة ولا الغش ولا الخداع كانوا بالقدر الذي يحفظني. وأنا على عهدك بي دائمًا. فمَن تشتري شقة أو سيارة أو أثاث هي الفتاة الرخيصة كما علمتيني. وهناك لكل غالية ثمنٌ أعظم لا يقدر إلا بما ينقصُ الكثيرُ من أشباه رجال هذا الزمان. 
نعم يا جدتي فالثمن الذي تُقدَّر به فتاة مثلي ليس أقل من أشياء لا يستطيع المال شراءها. إنها أخلد من مجرد مشترياتٍ زائلة.
كثيرات هن مَن اشترين الرخيص، وقليلاتٌ هن من اشترين الغني. وأنا أريد أن أكون منهن، وأريد أن أظل غنية به لأبقى في عينيه أغلى ما يُشترى ليس بالمال ولا بالذهب ولا بالجاه ولا بالسلطان، وإنما... بالأغلى من كل هؤلاء... بالرجولة.
http://www.youtube.com/watch?v=pEGOYb6NQSA

إن اليهود يزوجون على المال ، والنصارى يزوجون على الجمال ، والمؤمنين يزوجون على التقوى والدين

هناك تعليق واحد:

أشكر لك المتابعة والتفاعل بالتعليق