المتابعون

الخميس، 31 يناير 2013

واحنا صغيرين

يبقى نهارك مش معدي لو قلت لبابا أو ماما كلمة "خد" أو "خدي" وانتَ بتناوله حاجة.
لو طلعت عند تيتة علشان تقعد معاها من غير ما تاخد المفتاح معاك وتيجي ماما من الشغل تلاقي الشقة زي ما هي ولا روقت سريرك ولا طبقت كوبرتتك.
مفتاح الشقة لما كان يدخل في الكالون واحنا لسه بنلعب ولعبنا مغرقة البيت نلاقي في ثانية كل اللعب اتلمت ودخلت دولاب اللعب واتفقلت عليه السوستة. وطبعًا لو كانت ماما اللي بتفتح كان يبقى عادي وممكن تزعق شوية، أما لو بابا كان يبقى نهارنا برضو زي وشنا.
رسوماتي الجميلة لما كنت أحطها ع الحيط كان ماما تدخل تلاقيها تفرح قوي بيها. لكن نهار زي بعضه لو دخل لقى ورقة ملزوقة ع الحيطة.. لسه فاكرة الرسومات بتاعتي قوي بألوانها الجميلة. يا خسارة لما كان بيقطعهم كنت بتضايق قوي.
الشاورمة
كان بيخرجنا كل شوية نتفسح في السينما أو المسرح أو نلف بالعربية على الكورنيش ونروح ناكل شاورمة من أماكن بشوفها دلوقت لما كبرت وبفتكرها قوي. الطرشي بتاع الشاورمة والساندوتش الحراق. كلها ذكرى حلوة.
كرسي السفرة اللي كان بيذاكر عليها وكان بيتمرجح عليه ومرة واحدة هووب راح مناخيره مفتوحة والدم غرق الدنيا ومسكوا له مناخيره لحد ما التئمت.
البسكلتة يعني دمل في العين كنت بكره شكلي قوي لما ييجي وماما تفضل تحط لي مرهم تيرامايسين المقرف اللي بيدهنن تحت العين ويخليني أتكسف أخرج حتى أشوف تيتة أو خالو أو خالتو أو عيالهم الصغيرين اللي كنت بلعب بيهم.
لما كبرت شوية كتب لي دكتور على برشام مضاد حيوي اسمه امبسللين وكنت كل ما تيجي البسكلتة ف عيني أجيب الإمبسللين وآخده كل ست ساعات وأخف على طول من غير مرهم تيرامايسين المقرف دا.
دوا الكحة شيء برضو مش حلو كنت مجبرة إني آخده علشان البلغم اللي على طول من رائحة السجاير بتاعة بابا.
أفتكر لما كنت في تلتة ابتدائي وكنا بنعوم في البحر كان عمو بيعمل مسابقة مين أطول واحد هياخد نفس ويفضل في الميه وكنت بطلع الأولى. بعد كدة بسبب دخان السجاير بقيت بنهج خصوصًا إن اللي بيدخن كان بيعملها حفلة جماعية.
التليفون
كان بالنسبة لنا اختراع يدخل البيت بقرص وعلشان ما ارغيش أنا ودينا كانوا بيحطوا قفل عليه ههههه بس هو كان بيعرف مفتاح القفل فين ويروح يجيبه ويفتح التليفون.. أصل ما فيش حاجة في البيت كانت تستعصى عليه أبدًا.
التليفزيون كنا بنتحرم منه وقت الواجبات والمذاكرة وساعتها بابا وماما يدخلوا أوضة نومهم ويتفرجوا على المسلسلات والأفلام واحنا قاعدين نذاكر. نقوم نخرج من الأوضة ونتسحب ورا بعض ونفتح التليفزيون ونتفرج عليه برضو. ولما بابا يخرج يجيب حاجة من برة يلاقينا قاعدين متنحين فيه وياخد حسن على جنب ويقول له: لو عاوز تتفرج قول وأنا هخليك تتفرج بس ما تعملش كدة من ورانا علشان كدة كأنها سرقة.
مجلس الشعب والماتشات أكره شيء بيجبرنا الرجالة في البيت نتفرج عليه معاهم. وكمان نشرة الأخبار اللي بتبقى مش نازلة لي من زور خاااالص.
لما الكبار يتكلموا الصغيرين يسكتوا وبرضو هنفضل طول العمر الكبار يتكلموا والصغيرين يسكتوا كدة؟! دي بقت حاجة تفلق يا جدع عاوزين نتكلم كلام كبار بقى ومش عارفين.
أحلى أوقاتي لما كان بيقعد يعمل فيها الريس ويعيش عليَّ يا إما يعلمني حاجة من المصايب في البيت يا إما يقول لي على مكان الفستق اللي ماما بتعمل بيه الكنافة واحنا بنحب نأزأزه وبس يا إما بقى يقعد يحكي لي عن مغامراته.. والمرة اللي طلبت منه ياخدني معاه البولينج كانت مرة غريبة لما لقيت البنات بتشرب سجاير وكنت حاسة بإني هقع من طولي وإني بقيت مبلولة من الخضة إن فيه بنت أصلًا ممكن تعمل كدة. إخيه.
اللعب في الشارع متعة لو كان جدو بيفتح الجراج ويخرج الخرطوم ويرش الشارع بالمية ونخرج أنا وحسن العجلة ونلعب بيها. العجلة الأول كانت بسنادات وبعدين شوية شوية شيلنا السنادات. بس كان صعب عليَّ أسوق من غير السنادات إلا لما رحت عند عمتو عائشة في المعادي وشيماء وأسماء علموني أركب عجلتهم من غير السنادات واحنا رايحين نجيب الدقيق من السوق وشيماء تركب شوية وأنا وأسماء نجري وأسماء تركب وأنا وشيماء نجري ونروح نجيب الدقيق ونرجع كدة وبعدين تيتة كريمة تقعد مع عمتو عائشة ويعجنوا ويخبزوا الرقاق قدام الفرن الكهربي اللي عامل زي الأفران البلدي اللي كانت زمان عندهم في بيوتهم.

أم كريمة كانت ست طيبة
كانت محنية خالص يا عيني وكنت أنا والعيال بنتريق عليها لأننا ما كناش فاهمين إيه اللي جرى لها. لحد ما تيتة بقت تزعق لنا وتقول لنا إنها يا حرام بنتها كريمة ماتت وهي حامل في الشهر التالت والست أم كريمة جالها حاجة في عقلها وبقت تخرف كدة بيها.
بس كانت ست طيبة وكل ما عيني تكون فيها بسكلتة كانت تاخدني مستشفى قلاوون وتعرض خدماتها كلها على أي حد تشوفه من غير حتى ما يرضى كانت بتعمل له الخدمة بالعافية.

مراية تيتة
كانت أحلى مراية نقف أنا ودينا قدامها بشعورنا ونقعد نتسرح بالمشط ونقلد خالتو وخالتو الكبار وساعات نجيب الجزم اللي كعبهم عال ونلبسهم ونقف نتفرج هنبقى عاملين إزاي لو بقينا كبار.
يااااااااااه الصغيرين لو يعرفوا قيمة الطفولة ما يتمنوش يكبروا زي ما كنا بنتفرج على خالاتنا وهما واقفين بصباع الروج في المراية ونبقى عاوزين نكبر بقى علشان نحط منه.

الأربعاء، 30 يناير 2013

فضفضات

زمان
لما كنت بقابل كل كلمة على الورق وأفتح لها ملف في أي حاجة في الفراغ بعيييييييد أتخيلها: البيجامة.. الوردة.. المشهد الحلو اللي بيرتسم بين أم وطفلها.. اضطهاد زوج لزوجته.. ربما كمان معاشرته لها... كل الخيال كان بالنسبة لي حقيقة بتترسم وبشوفها متجسدة قدام عيني.
زمان
كان فيه طفلة شايفاها دلوقت وشايفة لأول مرة لون فستانها الأحمر وشعرها السايح القصير والقصة اللي مجملاها على جمالها وكل دا وبتشد إيد أمها علشان تدخل عندنا. لون الباب كان بني في لون الكالون النبيتي وشكلها وهي بتلح لأمها إنها لازم تدخل عندنا.
البنت دي كانت هي. هي وبس اللي كنت كل حاجة وهي كانت كل حاجة ليَّ. حتى أختها لم يسعها قلبها. كان لعبنا بين الجيران وجرينا وتنطيطنا ع البسطة وبين إيدين خالاتنا وتيتة وضحكنا وجرينا وكل متعة قضيناها مع بعضنا. لون البلكونة ولون بلاطها ولون ملايات السرير اللي كنا بنحطها نغطي بيها فوقينا. كل حاجة كل حاجة كنا بنلعب بيها. العرايس الحلوة اللي كانت عندي وكنت بشيلها وأول ما تيجي أسربها من ورا ماما لما تلاقيني بخرج لعبي وعاوزة ألعب بيهم كلهم معاها. كل حاجة كل حاجة. البنت دي كانت هي. يمكن ما تعرفنيش لو قرتني النهاردة لأنها بقت حاجة بعيدة قوي عليَّ. لما قالوا هتتخطب قلت: ياااااااااااااه دانا كنت من زمان بتمنى أشوفها واشوف كل بنات الخالات والأخوال بيتخطبوا وأقف في فرحهم وأجيب لكل فرح ليَّ فستان سواريه ألبسه وفي الآخر خالص يمكن لما أتجوز ألاقيهم كلهم في فرحي من حواليا. بس كل واحدة بتتخطب ليه بتتخطف مني كدة؟
الكل فاكر إني بصيت للبنات إنها أصغر كتير مني أنا وهيروحوا بيتهم وانا لأ. نفس إحساس البنت اللي ماتت. بس والله لو أقول من هنا ليوم القيامة إني مش طمعانة ما في ولا حد ف يوم هيصدق مشاعري. مش عارفة ليه ما حدش حاسس إني مش عايزة حاجة من الحياة.

من زماااااااان
وانا كل حاجة بالنسبة ليَّ بحسها مش كاملة خالص. نص أب ونص أم ونص أخ ونص أخت ونص نص وكل نص في الحاجات دي عمري ما حسيت إنه ممكن يكتمل.
شايف إيه يا جدي في عيوني تخليك تبص لي وترجع عنهم؟
ليه حبك الكبير حتى كان كله ليه ونصه ليّ أو أقل؟ رغم إن حبي كان لك أكبر منه كتير...

من زمان القريب
كانت عمتي اللي ماتت بتقول لي إنها هتفارقني ومش هتفضل.. قصدها يعني إن تيتة مش هتعيش لي طول حياتي .. أو حياتها
تيتة اللي قبل وفاتها بشوية كانت بتبص فيَّ قوي.. كنت حاسة إنها هتفارقني وانها بتحاول تملا عيونها مني.
كنت بتخيلها زي ما بتخيل حاجات كتييييير زي ما هي بالظبط أو يمكن بشوفها في الخيال أعمق كتير من الحقيقة.. أعمق من الكلمة اللي بتخليني أسرح في بيت الشعر اللي بيتقال أو حتى ف قصة.
هو ليه جسم تيتة ما اتحللش؟
طب هو ليه أنا كنت دايمًا متخيلاه حتى قبل ما خالي يقول عنه؟
طب هو ليه أنا دلوقت برضو شايفاه وأقوى من الحقيقة كمان ومن الخيال؟
هو ليه أمنيتي الملحة لما كنت بروح من المدرسة مع علياء اللي ساكنة جنب بيتي إني أموت في حضن تيتة ولو ماتت هي قبلي أندفن برضو في حضنها؟

من زمان البعيد
لسه فاكرة وهو خارج م البيت فرحان واخدني معاه بيقول لي إنه ماشي. طبعًا ساعتها حسيت إن حاجة كبيرة هتنقص من البيت. بس خلاص اتعودت. هو مشي وهي مشيت من قبله وسابتني. ويفضل المثل اللي طول عمرها كانت بتفكرني بيه: تعاشر يا ابن آدم ما تعاشر ومسيرك تفارق.

طب هو ليه دايمًا خيال فادية المسيطر في الذاكرة عندي بصورتها اللي اتصورتها معايا؟
طيفها وهي بتعمل كل حاجة بيفكرني بحاجات كتير في الدنيا أنا عملتها.
كلمة بسرعة لخالتي اللي كانت بتقولها لها في آخر لحظات حياتها في المستشفى بتطاردني. بحس إن كل شيء استعجلته هي بستعجله دلوقت زيها.
دلوقت؟؟

عارفة كل حاجة كانت نص
نص دنيا
نص شغل
نص أجر
نص عمل
نص حب.. نص حب.. نص حب.. نص حب.. نص حب.. نص حب..كتيييييييير قوي.
عمر حبي ما كان كوامل.. كله نص.
هو انا ليه تملي بشوف قبرها منور كدة؟
بشوفها برضو نايمة على جنبها.. زي ما كانت نايمة ع السرير وإيدها اليمين تحت خدها.
هو انتِ ليه يا تيتة كدة؟ ليه حاجات كتير قوي كنتِ بتعمليها بتطلع فطرة سليمة وسنة؟
ليه لما كنتِ بتنامي على جنبك كنتِ بتنامي ع اليمين؟ ليه أكتشف بعد السنين دي كلها ليه كان الرسول بيحط إيده اليمين تحت خده؟
ليه؟

أنا فاكرة كل حاجة كنتِ بتحكيها لي: فاكرة حدوتة نوبان اللي بلاد تشيلها وبلاد تحطها.. والغول والدادة بتاعتها والتسعة وتسعين باب في القصر اللي لما فتحت المية لقت الست اللي متعلقة من شعرها وف بقها لبانة وفتحت الشباك لقت الغول جوزها بيحفر قبر اللي مات وكان ماشي وراه في الجنازة بيقول: أخويا أخويا وف الآخر فتح القبر وأكله.
عارفة إني فاكرة كمان لما كنتِ بتحكي لي عن شقاوة ولادك وهما صغيرين؟
فاكرة كمان لما حكيتِ عن جدك الله يرحمه اللي مات على سريره بعد ما صلى الجمعة وهو راقد في الفراش تعبان قوي قوي وكان ما بيحركش غير صباعه في الصلاة. أنا فاكرة كمان حاجة مهمة قوي..
حاجة مهمة.. حاجة مهمة.. فاكرة الموقف اللي اتخيلته كأني واقفة فيه: فاكرة لما حكيتِ لي عن أمك اللي ماتت وكانت محوشة فلوس علشان تحج. فاكرة كمان لأني حسيت مع كلامك عنها بصوت التلبية اللي قلتِ إنها كانت خارجة من قبرها كأنها في الكعبة لأنها كانت عاوزة تروح هناك.

خايفة ومش خايفة..
خايفة من كتر ما بشوفك قصادي كأنك مش ميتة بتتكلمي معايا وبتضحكي وبناكل سوا ونشرب وبحس ساعات إن سنة 2005 لما متِ ما جاتش والتاريخ واقف لسه وساعات بنساه حتى لو افتكرت أرقامه.
عارفة يا تيتة طنط رجاء ماتت بعدك وقالت جملة قبل ما تموت بيوم: قالت أنا طالعة لخالتي.
ولما ماما قالت لها: خالتك ما ماتت يا رجاء
قالت لها: اسكتِ انتِ مش عارفة أنا طالعة لخالتي
طنط رجاء كانت بتشوف حد واقف معاها وف آخر مرة نادت أختها علشان تقول لها: دخلت أستحمى لقيت الراجل قليل الأدب داخل ورايا برضو.. عاوز مني إيه؟

عارفة يا تيتة؟ طنط رجاء أتاريها كانت بتشوف ملك الموت بيقرب منها وهياخد روحها واحنا ما كناش عارفين..

سالي صاحبتي جاية على بالي كتير..
يوم لما زرت أبوها وأمها في البيت اللي اتملا عيال أخوها وأختها الكبار حسيت إنه مش حلم وإنه حقيقة. يااااااااه كل حلم أنا شفته بكل تفاصيله الصغيرة من لون الفرش وشكله وترتيب العفش كل حاجة كل حاجة متمثلة قدامي كأني أنا دلوقت اللي في الخيال وهما اللي في الحقيقة.

شايفة كلامي دا حد بيقراه
ومش عارفة ليه عاوزة عمو محمد يخف بسرعة لأني عاوزة أروح خلاص
عاوزة أروح عند الرسول يا تيتة
خايفة ما الحقش أروح.
خايفة العمرة اللي بتمناها تيجي بسرعة تروح عليَّ خالص وخايفة لو فتحوا قبري ما يسمعوش صوت التلبية اللي كنت بتخيلها وهي طالعة من قبر أمك زي ما كنتِ بتحكي لي.

زمان اللي هو كان إمبارح بصحيح
كنت بلعب مع دينا بالعرايس وكانت العرايس دي بنتها هي مش بنتي.. وأنا كنت بشتغل وكأن دينا جوزها طلقها أو حتى مات وانا اللي مش عندي عيال وباخد بالي من بنتها.
مش عارفة ليه رغم الأمل ورغم إني بحس إن كل الولاد اللي خلفوهم خالاتي وكل طفل أنا شيلته في الدنيا كان زي ابني.
مش زعلانة منك على فكرة يا تيتة لما قلتِ زمان قبل فرح دينا إن دي أول مرة العائلات كلها بتاعتنا هتتجمع وآخر مرة كمان.
ومش زعلانة من بنتك لما قالت لي قبل ما أخرج في مرة لشغلي الصبح إني مش هخلف علشان كانت طمعانة في فستان أختي أو فستاني اللي شايلاه كذكرى لأحب فستان لي وأحب فستان لأختي يلبسوهم ولادي وولادها.
مش زعلانة بجد ومش هزعل بس خايفة من كلمة بسرعة اللي قالتها فادية قبل ما تموت وانا بسرعة ما لحقتش أعمل حاجات كتير من أحلامي لنفسي ولبلدي ولديني.

السبت، 19 يناير 2013

عايزة ألبس أبيض × أبيض × أبيض × أبيض

غريب قوي الحلم اللي أصحو منه بعد ما أسمع قرآن يتردد بصوت له صدى في الحلم. وغريبة إني لا أتذكر منه حتى آية القرآن الآن. والجميل إني لقيت الغنوة بتاعة "بحبك يا سيدي" لأحمد الحجار بتتردد على شفاهي.
يا رب ألبس الأبيض وأروح أزور بيتك بجد. يا سلام بقى وهتكون أول تجربة ليَّ بركوب الطائرة. بس الطائرة زمان كان نفسي تتجه إلى إيطاليا. وقلت إني نفسي أروح إيطاليا كتير وأتفرج على المعالم السياحية اللي كان نفسي أشوفها قوي والطبيعة الساحرة هناك. وأقابل كل أصحابي اللي كانوا بيوعدوني يستقبلوني في بيتهم. أجمل حد وعدني بالاستقبال دا كانت الأسرة الجميلة اللي طفلتها الصغيرة "سيرينا" قالت لي: فيه كنبة في الصالة كبيييييييرة وممكن تكفي تنامي عليها. راحت مامتها قالت لها: طب وحجرتك ما هي كبيرة ولازم تعزمي "رانيا" فيها لأننا عاوزين ناخدها معانا هنا. والبنت بصت لي كدة. ومامتها غمزتني وقالت لي: ما بتحبش حد يشاركها هي وأختها في حجرتهما. وطول الطريق كانت بتبص عليَّ تراقبني وتقول للبنات: بصوا إزاي "رانيا" هادية وساكتة وبتكلمنا بالراحة خالص رغم إن حواليها الشوارع زحام قوي والطريق مختنق والسائق برضو هادي وساكت. وأنا ألاحقها بابتسامة. وهي تقوم تقول للبنات برضو عن ابتسامتي.
بس حلمي دا في إني أروح إيطاليا وأزور برج بيزا المائل كان لسبب. كنت أسمع الشيخ كشك يرحمه الله وكل من مثله يقال عنه إنه بكى لما سمع إن البرج يزداد ميلًا وقد يسقط. ولما سألوه عن سر بكائه قال لهم إنه كان عاوز ربنا يحييه لما يفتح على المسلمين بلاد الروم مرة أخرى فيؤذن من فوق هذا البرج. وتمنيت أكون فوقه أؤذن بصوتٍ منخفض أو حتى في سري كي أحقق أمل الشيخ وأتمنى أن يتحقق قريبًا إن شاء الله.
حاسة إن ربنا اختار لي الخير.
يا رب أزور البيت يا رب.