المتابعون

الأربعاء، 27 يناير 2016

قوارير هيستيرية

تأخذنا عبلة كامل بمشاهدها في هذا الفيلم. نموذج ملهم يسوق لنا إحدى صور خدش زجاجات القوارير حد إصابتها والتلذذ بنزيفها.
نموذج يفضح عوار المجتمع الذي يدهس ورداته الناعمة الرقيقة. دنيا لم تخلق لهن ولم يُخلقن لها.
عبلة كامل توجد في كل فتاة منا، لا تنكرن وجودكن معها وفيها في كل مشهد دار بحياتها أمامكن. الوداد الذي تطلبه كل فتاة فاقدة لكثير من مشاعر تحظى بها الأخريات. هي لا تهتم كثيرًا بشكلها، إذ ربما تتخفى في تلك التفاصيل البريئة المغموسة في لذة الإبقاء على طبيعة إنسانة. يكفيها كونها إنسانة إذ لم يكفِ غيرها سوى النظر إليها على هذه الحالة باعتبارها نُدرة. الندرة لقلتها في زمن اختفاء تلك الحالات مما يجعلها ندرة تخلق طرافة حدث يستهوي الجميع الضحك منه وعليه. عبلة قد يستبدل أحدهم حرفًا بحرف كي يطغيها بسذاجة تسلبها كل حقوق امرأة. وداد قد تتمتع بالود الذي تتمنى ممارسته مع من يشاركها إياه. لا تخرج من حياتهما ولا تدخل إلا وأنتَ تلعن تفاصيل أدت إلى بقائهما في هذا المجتمع المليء بالدناءات. تتخلى إحداهما عن كل شيء في مقابل شيء بسيط قد يستكثره عليها أغلب سكان هذا العالم. بينما تستقوي الأخرى بكل شيء لم يضعها أسيرة مخلوبة اللب لهذا الشيء نفسه.
قد تستغرب أداء وداد وعبلة أو أداء عبلة لوداد، لكن يبقى أن تستخلص من شخصيتيهما أنهما تمتلكان حسًّا مرهفًا. هذا الذي يجعلهما يرفضان أن يريا النظرة التي تستخف بقدرتيهما على كشف ما وراء النفوس. هما اثنتان قد ضلت أعين الجميع مكانهما، لكنهما يبحثان في أعين الجميع عن مكان. ظلهما الفرح الذي لا يأتيهما من كثرة ترددهما على أبوابه.
الغيرة من مشاعرهما تعتصر قلوب الفاقدات من حوليهما. الحب لا يعرف لهذا العالم أقدامًا مثلما تخطو بهما الاثنتان.
الإذلال ليس وسيلة لكسب العطف، هما لا يستحقان أقل من الحب. والحب لا يأتيهما حيث لا يعد الحب إلا شخصيات أقل عاطفة منهما.
الحياة على موعد معهما لتذيقهما مرارة تأشيرة الدخول في سفر مع الروح إلى عالم آخر يتمنيان عليه أن يأخذهما إليه.