المتابعون

الخميس، 27 أكتوبر 2011

واخدني الحنين

أكتب عن ميس أميمة وميس محاسن.
بدايةً أحب أوضح إن العلاقة بيني وبين أمينات المكتبات على مدى سنوات حياتي مش عارفة ليه كانت متأصلة للغاية. من أول مكتبة دار الكتب للأطفال ولحد مكتبات المدرسة وأمينات المكتبات في كل مكان بس نقدر نستثني منهم المرحلة الجامعية لأن دي مرحلة غريبة تعرضت فيها لمضايقات كثيرة من جانب أمينتي المكتبة بقسمنا العزيز.
المهم
ميس أميمة دي كنت بحس فيها بإنها أم جميلة خالص، وما كانتش بتحسسني بفرق في العلاقة بينها وبين ابنها، بل ومن فرط حبها فيَّ سمعها ابنها مصطفى ذات مرة وهي تختم الصلاة وتقول في دعائها: يا رب تنولي كل اللي في بالك وتنجحي وتتفوقي يا رانيا. وبالطبع لما سمعها بتدعي لي كدة قال لها: مين رانيا دي اللي بتدعي لها قبل حتى ما تفكري تدعي لابنك؟
الكلام دا حكته لميس محاسن في المكتبة زميلتها اللي برضو كانت بتحبني.
وبمناسبة ميس محاسن برضو اللي شفتها في مرة بعد الدراسة وافتكرتني. صعب تكون مدرس في مدرسة وتفتكر الطلبة بتوعك خصوصًا لو مرت عليك دفعات كتيرة في المدرسة دي أو المدارس اللي بعدها.
على بالي والله يا ميس أميمة ومش ممكن أنسى الموقف اللي وقفت فيه جنبي.
في مرة سارة شافت هند وبنات تانية في الفصل(تالتة أول أدبي) بياكلوا كشري واشتاقت تاكل من الكشري اللي بياكلوا منه ولعبت في دماغي وقالت لي نجيب من العلبة الصغيرة اللي بجنيه ونص. طبعًا عشان سارة دي صديقة عمري اللي من رابعة ابتدائي في مدرسة إيجبت الخاصة معايا فقلت مش ممكن أكسر لها كلمة.
المهم تاني يوم جت أمل وجم الناس اللي من دار السلام محملين بعلب الكشري. في الوقت دا ميس فاتن اللي هي كنا مسمينها عسكري المدرسة تشمشم زي كلاب الحراسة بالظبط، وكانت من عادتها تفتش شنط البنات وتخرج منها بلاوي. ما عدا الفصل بتاعنا إحنا طبعًا لأن أقصى شيء مخالف كانت بنت زينا تشيله كان مشط أو مراية عشان تعدل شعرها أو تظبط طرحتها. ودا بيفكرني كمان بموقف ميس منى بتاعة التربية الرياضية اللي نادتني في يوم واحنا مروحين وقعدت تكحت في عيني بالمنديل الورق لما وجعت لي عيني قال كانت متصورة إني حاطة ماسكرا أو كحل.
المهم ميس فاتن قررت تفتش شنط البنات في الفصل بعد ما حد من البنات فتن إننا معانا كشري. هههههه. أنا طبعًا وسارة خفنا عشان ما تكتبش لنا جوابات استدعاء لولي الأمر ونبقى بنات مش محترمة وكل يوم أبوهم وأمهم جايين المدرسة عشان بيشاغبوا. ويالهوي لو كانت سمعتي مع مدرسي اللغة العربية اللي بيحتفوا بيَّ في كل مناسبة يعرفوا المصايب دي .. كانت تبقى كارثة. استغليت فرصة إن ميس فاتن لسه ما دخلتش الفصل وأخدت شنطتي اللي كانت فيها علب الكشري ونزلتها من الباب الخلفي للفصل عند ميس أميمة في المكتبة.
ميس أميمة ذكية وحطت الشنطة ورا الستارة اللي في المكتبة بحيث ما تشوفهاش ميس فاتن. مش عارفة مين لسانها كطويل من البنات وراحت فتنت إن رانيا أخدت الشنطة وراحت بيها المكتبة وأكيد هتخبي الكشري هناك.
ميس فاتن قابلتني وكانت عندنا حصة تربية رياضية والميس بتشوف الغياب وانا ميس فاتن نادت عليَّ.
يا نهار أبيض. وعشان ما بعرفش أكدب كنت بحاول أبلع الضحك في سري عشان ما اكشفش نفسي قدامها. ميس فاتن بقى بصت في عيوني بصتها الشهيرة اللي تخللي أجدع بنت فيكِ يا مصر تعترف بأي ذنب حتى لو ما عملتهوش بس تخلص من بصة عينيها. المهم ربنا ثبتني قدامها لما سألتني: فين علب الكشري يا بت؟ فقلت لها: كشري مين يا ميس؟ فقالت لي: هتستعبطي يا بت الكشري اللي مخبياه في شنطة المدرسة اللي مش في الفصل. فقلت لها: يا ميس أنا واخدة الشنطة معايا تحت في حصة الألعاب ومعنديش لا كشري ولا حاجة. فقالت لي: طب تعالي معايا المكتبة. قلت في بالي يا لهوي لو تكتشف الشنطة في المكتبة وتبقى مصيبة. ودخلت معاها المكتبة وأنا مش عارفة ميس أميمة وميس محاسن خبوا الشنطة فين. ميس فاتن فتشت المكتبة كلها ما عدا الستارة بالطبع ما جاش على بالها تفتش وراها. وبصت في عيني وهددتني لو لقت الشنطة بتاعتي تحت وفيها علب الكشري مش هيحصل لي طيب.
رحت أخدت الشنطة وعلب الكشري طبعًا كانت ميس أميمة خرجتهم وفرغت كل إزازة مزيل العرق في الشنطة عشان ريحة الدقة والشطة.
وأخدت الشنطة وطيران على الحوش عشان أقعد على دكة اللي مش بيلعبوا قبل ما ميس فاتن تنزل تفتش الشنط اللي تحت برضو.
في الوقت اللي نزلت فيه من ورا كانت ميس فاتن نزلت من قدام وبدأت تتكلم مع ميس التربية الرياضية وبتتفق على تفتيش الشنط وأول شنطة هي شنطتي. الميس سمحت لها وساعتها قالت لي: فين شنطتك يا بت؟ فقلت لها: أهيه يا ميس.
الميس فتحت الشنطة ولا لقيتش العلب بتاعة الكشري. ههههههههه
الحمد لله
وفي آخر اليوم الدراسي نزلت لميس أميمة عشان آخد علب الكشري وطبعًا سارة كانت زعلت من الموقف وما رضيتش تاخد العلبة بتاعتها وقالت لي أديها لحد غلبان في الشارع. وأنا روحت البيت وأكلت العلبة أنا وأختي الصغيرة.
ونجاني ربنا من شر ميس فاتن.

سامحوني نطيت على تالتة ثانوي بس هرجع من تاني لإعدادي وابتدائي عشان عندي كلام كتير قوي هقوله.

الاثنين، 24 أكتوبر 2011

العيد الكبير

سامحوني إذا قلت إنني لا أحب هذا العيد.
العيد الكبير عندي يشكل أزمة كبيرة في أن أتقبله بمراسمه.. أمس كنتُ أحب الأعياد واليوم لا أحبها بنفس القدر، لكن هذا العيد منذ الصغر لا يُريحني ما نقومُ فيه من ذبحٍ للأضحية وتوزيعٍ للحومها وجلودها.
أتذكر جدي في الأيام التي كانت تسبق العيد عندما كان يشتري الخراف ليذبحها بصحبة والدي وأخي يُخيفني بالخراف حين يدفعها نحوي في جراج بيتنا. وأنا أصرخُ فيرفعني جدي على إحدى السيارات كي لا أخاف من الخراف.
ليست هذه هي الذكرى الأليمة بالطبع، ولكن ما يؤلمني هو مناظر ذبح الخراف ودماؤها يسيل على الأرض، وتتسخ الملابس والأيادي باللون الأحمر، فيزيدُ كرهي له رغم حبي لارتدائه في بعض الأحيان.
صوتُ الساطور وهو يكسر عظام الذبائح يُخيفني حتى أتخيل أن أصابعي تحته فأسارع إلى فراشي وألقي بنفسي عليه وأضع كل الوسادات كي لا أسمع صوته العالي.
عندما يخرجون السكاكين ليبدأ كل منهم في التقطيع أخافُ مناظرها ويؤلمني جدًا ما أرى من جروحٍ في أصابع البعض منهم أحيانًا، حتى لو كانوا لم يشرعوا بعد في عملية الذبح، فمجرد رؤية السكين تهيئ لي شكل الجروح حتى إنني أشعر بألمها في أصابعي.
عندما كنتُ صغيرة كنتُ أُوهِمُ نفسي باللعب بالبالونات والفساتين التي كنت أرتدي منها في كل يوم ما يبدو أجمل من سابقه. لكن مجرد رؤيتي للمشاهد الدموية كان يؤلمني بما يجعلني أكره هذا العيد.

الثلاثاء، 18 أكتوبر 2011

القصة المشاركة في مسابقة القصة القصيرة التي أقامتها ديوان بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية





تأملات في المرآة
وَقَفَتْ بين سطور الكلمة حائرةً .. ماذا تقول في الحرفين الممتدين على سن القلم الحبر الأزرق؟ انتظَرَتْ، وَانتَظَرَتْ، لم تأتيها الفرصةُ كي تُفصحَ عن كلمة سر البركان الخامل داخل تلافيف جهاز بشريّ ضمته عظامٌ جامدةٌ كالصخر الراكد في مياه نهر الأحزان. من خارج أكفان الحلم المُلتَفَّة حول بويضة أمل ساكن في الوجدان، خرجت لتُسلِّم، قُل بل تستسلم لقيود سجان رابض بسياط جبان.
رَمَقَتْهُ بنظرةِ خائبةٍ عابسة.... "ما بال الفارس الأزرق فوق حصان الأحلام الأبيض لا يأتيني؟ هل طَرَقَتْ أبوابَ الفتيات الأحلامُ المُهلكةُ؟"

تابَعَهَا بنظراتٍ كاشفةٍ. أحسَّتْ أنها لا تواري شيئاً بما ارتدَتْ. استدارتْ لتتعرى وتتعرى...أكثر فأكثر.

– هل تُعْجِبُكَ؟

"ما باله يتأملني وعيناه تخترقني على مرأىً منهم؟ من يا تُرى إليه يدفعُني؟"

- أتعرفين الخيطَ والإبرة؟ ... أتعرفين البنَ والفنجان؟ ... إذن أتزوجك.
- هاكَ مهر ابنتك.
و لسان حالهما يقول: ... بل جاريتك.
في الشرفات التَفَّتْ العذارى يتلهفن وصول الموكب. ها قد وصل نعشُها. وفي التابوت الخشبي المزين بأهازيج السرور الزائف وابتسامات الفرح العارية وهمسات الفتيات و العجائز والعوانس، دَخَلَتْ مرغمةً. دفعَتْهَا الأيادي وهي تسوِّي أكفانها الحريرية الملتفة المنتفشة البيضاء. في ظلمات القبر الدامسة كان مرقدها.

تجَمَّدَتْ أحاسيسُها. ارتَجَفَتْ حين رأتهُ بوجهٍ يُكشِّر عن أنياب الذئاب.
على صفحتها رأت الماضي يطل من وراء زجاجات العطر المرتصة دون انتظام. انتفت علاماتُ الأنوثة الطاغية التي غطت ملامح الجسد المترهل يومًا. وحلت محلها تراكمات هموم الساخطة. لم تنجب. فكفاها همًّا ما بَلَغَتْ. تنعتها الحماةُ بالعاقر، أحيانًا بالأرض البور المقفرة. كُتِبَ عليها البوار.
الآن تسألها: ما بال الفارس الأزرق فوق حصان الأحلام الأبيض لا يأتيني؟ أتراه اليوم يتذكرني؟ كيف وقد كُتِبَ عليَّ رقادي؟









الآن أسألُكِ: يا مرآتي مَنْ أجمل فتيات الدنيا؟ أهناك مَنْ هي أجمل مني؟
بالطبع ترد المرآة....
وتكون ضحية أخرى خلف ستار الفرح المتسخة بأساطير القمع الدامية. تتهامس العجائز وتضحك منهن النساء. والمرآة تعكس ماضيها. تلك الطفلة المفعومة بروايات الفارس الأزرق فوق حصانه الأبيض لا يأتيها إلا وهي في أجمل حلة. يقترب فيقبل جبينها وترتعش يداها الصغيرتان في كفيه المضمومتين فوقهما. لكن الفارس لم يأتِ... ولن يأتي. والمرآة تكشف سنوات الأكفان البيضاء المنتزعة ليلة رقادها الأولى وتزف للعالم أجمع فضائح تتناقلها ألسنة النسوة.

الاثنين، 17 أكتوبر 2011

مش عايزة أشتري عربية


وليه يكون عندي سيارة أو عربية بآلاف الجنيهات؟ وليه أصلًا أُنفق عليها تصليحات وكماليات ولعب وحاجات ومحتاجات؟؟
عِدُّوا معي كدة كم سيارة تسير على أرض مصر!! واحد اتنين... تلاتة.. خمسة.... عشرين.... مية...... ملايييييين السيارات.
إحنا نفسنا كان عندنا سيارة.
وأخويا زمان كان يركب مع جدي في سيارته ويتعارك معي على الركوب بجواره لكي يقول له جدو: ندر عليَّ يا حسن لو تدخل الجامعة ما تدخلش على رجليك إلا وأجيب لك العربية اللي تحبها.
كان حسن بيشاور من الشباك ويقول له: وتكون ريجاتا يا جدو.
جدو كان يقول له: ريجاتا وأحلى من الريجاتا كمان.
ويرجع يقوله تاني: وتكون حمرا.
ويرد عليه جدو: ماشي يا سيدي أوامرك.

ومات جدو قبل ما حسن يشوف حتى شهادة القبول.
الله يرحم جدو!

السيارة في حياتي كانت وما تزال صفيحة تسير على أربع كاوتشات.
بحب أكون حرة طليقة مش متقيدة في التقفيصة الحديد دي.
ولما البيت يكون كبير فيه خالو وخالو وكل العائلة وكل واحد فينا عنده سيارة تفتكروا الشارع هيبقى عامل إزاي؟
هي دي الحقيقة بالفعل. ولولا الجراج كان زمان السيارات تسد الشوارع.

لمَّا كانت تيتة مريضة كان نفسي يبقى عندي سيارة صغيرة عشان آخدها للدكتور.. وكان نفسي كمان آخدها أفسحها وأخليها تشوف حاجات جميلة في بلدنا الحلوة اللي محرومة منها بسبب مرضها.
ولما ماتت تيتة السيارة لا تلزمني أبدًا.

لي صديقة كنت أقول لها: لو رزقني الله بثروة كبيرة لن أشتري السيارة، فكانت تندهش وتقول لي: أنا نفسي ربنا يرزقني بثروة مخصوص عشان أشتري سيارة.
كنت بقول لها: المبلغ اللي أصرفه في سيارة هيكون حرام عليَّ لو ما أشغلهوش وأكبر وأجيب ناس معايا تشتغل وتكبر والناس يعملوا بفلوسهم مشروعات وما يبقاش في بطالة في بلدي.

تلف السنين وتدور وأنا زي ما أنا لا ثروة ولا سيارة ولا حاجة. بس حقيقي فرحانة بدراجتي ولا ميت مليون سيارة تحلو في عيوني.
هعمل إيه بيها؟
بس المجتمع المتدني الثقافة بيفكر إنها جريمة إن البنت تركب دراجة وتلف بيها في الشارع.
المجتمع نفسه هو اللي زمان كان بينتقد المرأة في ركوبها للسيارة وكنت فاكرة إزاي بنستغرب أنا وأخي عندما تمر سيارة بجوار سيارتنا تقودها امرأة. لكن لما كبرنا شوية بابا أخدنا في مكان يعلم ماما القيادة السليمة للسيارة. ولأن ماما كمان لا تحب السيارات ولا قيادتها فشلت تمام الفشل.
المجتمع نفسه بيرفض تحرش الرجال بالنساء في المواصلات العامة.
شيء غريب!!
بس لما ترجع تعد معايا كمية السيارات الموجودة في الشوارع ومتوسط مثلًا أسعارها 20 ألف جنيه يبقى بإذن الله السيارات دي كلها كان زمان بدالها كام مصنع وكام مستشفى وكام مدرسة؟؟؟
طب يا جماعة بالله عليكم: كام أتوبيس عام كان ممكن يمشي ويلمنا كلنا ويمشي في الشوارع براحته لو ما كانتش السيارات دي كلها؟
طب السؤال بقى دا الكبير قوي: لو أنا راكبة سيارتي لوحدي مش أولى بالمساحة اللي واخداها سيارتي دي مساحة 4 أو 5 دراجات تشيل خمسة يركبوا؟؟؟
طب لو أنا كنت راكبة سيارتي تفتكروا مش كان هيصعب عليَّ الكراسي اللي فاضية جنبي وورايا والناس في الشوارع واقفين في انتظار أتوبيس أو ميكروباص؟؟؟
واللهِ كان بيصعب عليَّ نفسي وأنا مش في السيارة وناس واقفين بسياراتهم بطول الشارع كل واحد جنبه كرسي فاضي ووراه تلاتة تانيين ومكانهم كان ممكن الناس ترتاح وتروح بيوتها ولا تتأخرش.

خلاصة الكلام يا جماعة: المجلس العسكري لما استفتانا ع الدستور بـ"نعم ولا" يُقال إنه صرف حوالي 200 مليون جنيه.... طب مش أولى كان يجيب لنا بيهم أتوبيسات؟
ولا حتى يكلف خاطره ويجيب للناس ميكروباصات وأهو يشغل الغلابة ويقضي على نسبة بطالة؟
أو حتى كان جاب بيهم أتوبيسات خاصة لكل الموظفين في كل حتة في مصر عشان ما يستنوش الأتوبيسات ورجليهم توجعهم؟

أو حتى كان حط في عينه حصوة ملح واشترى لي سيارة أوصَّل أنا بيها الناس بدال وقفتهم ع المحطة؟!!

الخميس، 13 أكتوبر 2011

محتاجة أبكي عليكِ: سالي علاء الدين

حبيبتي سالي
ما تزعليش مني عشان لسه عارفة بيوم وفاتك. كان نفسي أكلمك قوي قوي. هتوحشني رقتك وتعبيرك الجميل عن الحب ليَّ ولكل زميلة لينا في الفصل. لسه فاكرة الصبح بدري لما كنا نعدي على البيت عندك ونستنى أو نطلع نخبط وتفتحي.
طعم الفاصوليا الخضرا اللي عمري ما دقتها إلا على إيديكِ الحلوتين.
كل شيء جميل يا سالي وضحكك الصافي وبراءتك كلهم يا سالي بيخلوني عليكِ أدمع.
سالي علاء الدين
ساكنة قدام الداخلية في البيت العالي على الناصية.
يا سلام يا سالي لما زرتك آخر مرة واتفرجت على رحلتك لليابان!
أد إيه كانت جميلة الصور قبل ما أعرف سبب مرواحك... عملية زرع فص كبد... سلامتك يا سالي يا ريتني كنت انا.
لو هقولك أد إيه وجعت قلبي المكالمة دي لما نسرين كلمتني وقالت لي لازم نقف جنب ماما.
حقيقي يا سالي أنا هنفطر عليكِ.. بس أنا متأكدة إنك بذوقك وأدبك وأخلاقك وطيبتك وحسك العالي هتبقي في الجنة.
واتمنى نكون كلنا مع أغلى البنات
معكِ يا سالي.

الأربعاء، 12 أكتوبر 2011

فصلُ رواية لم تكتمل

أمس فقط شعرت كم أنا محتاجة للعمل.. ربما كان البعض يعمل لدى هيئة أو مؤسسة حكومية أو جهة أعمالٍ خاصة أو أو أو .... لكنني أظل الوحيدة التي تنتظر هاتفها يدق فتأخذ الأمر بالعمل لتستعد للنزول صباحًا ولمدة يومٍ واحد لا تدري إن كان سيأتي بالكثير أم بالقليل. وتظلُ الأعينُ ترصدني في كل مكان، كيف أتحرك، ومَن معي، وكم حصلت في آخر يومي، وهل أنفقه فيما يفيد أم أنفقه فيما لا يفيد، وكيف سأنفقه، وهل بالفعل أستحق ما حصلت عليه لأنفق وأنا وحيدة لا أسرة ولا عيال ولا بيت كي أنفق عليه!!! أسئلة كثيرة عليَّ أن أواجهها. ومع أول جنيه أنفقته مما ادخرته أمي لجهاز عرسي شعرت كم أحتاج أن أعود إلى العمل..
عندما التحقتُ بكليتي كنتُ أتمنى أن أتخرج فيها لتحسين ظروفنا المعيشية وظروفي الاجتماعية ومن ثَمَّ أتزوجُ بمَن يليق بي، لستُ طامعةً في أكثر مما أرى ممن حولي من انتظارٍ للشخص المأمول الذي يُرضي ليس فقط العائلة وإنما يُرضي طموحي الشخصي.. مهلًا فأنا لا أطمع في الكثير. لا أريدُ ما تريده باقي الفتيات، وحتى إن أردتُ فلماذا أكون أنا أقل وأدنى منهنَّ؟ لا لا أريد سوى القليل القليل.. ولكن القليل لا يعني أقل أيضًا مما أريد. لن أتنازل عن أبٍ محترمٍ لأبنائي. لن أتنازل عن القيم والأخلاقيات والعادات المحترمة المحمودة التي يربي عليها أبنائي بعيدًا عن موروثات وثقافات المجتمع الخاطئة. أعلمُ إنها ليست مشكلتي وحدي لكنني أسعى كثيرًا لحلها وسط الصراعات الأسرية، وصراع العمر الذي يخطف رويدًا رويدًا الحلم مني، وصراع الأعين التي ترصدني جيئةً وذهابًا.
اعترافاتي هذه قد تُسجلُ ضدي رغم اقتناعي التام أنها شكلٌ يُرضيني على المستوى الشخصي قد لا يقبله أحدٌ في المستقبل إلا أنني أرفضُ أنانية رجلٍ يُحاسبني على ماضٍ لم يمتلكني فيه. نعم من حقي أن تكون لي اعترافات ومساحات كبيرة من البوح الذهني حتى وإن لم أجد ما يقرأ عني الكثير أو لا يعرفُ حتى قراءتي، ويظلُ حُلمي ان أجد مَن يعرف القراءة .. قراءة المشاعر وقراءة الإنسان قبل قراءة المادة والحس الخارجي.
قد تعد الفتيات خطواتها على المستوى الشخصي انتصارًا، فلا أنسى أبدًا أحلام الفتيات الأخرى في اللحاق بي أو حتى أن تتخطاني. تلك التي تزوجت بشابٍ كامل الأوصاف تسعى إلى الانتساب لعائلته الكثير من الفتيات، وتلك التي تعمل في إحدى شركات البترول أو تعمل مهندسة بإحدى قلاع الاستثمار في مصر والشرق الأوسط، وتلك التي سعى والداها أن تكمل دراساتها العليا لتصبح الأستاذة الدكتورة. ومازلن يرصدن ما وصلتُ أنا إليه. يقفن أمامي لينظرن إليَّ دومًا في الخلف. هُنَّ أفضلُ مني أو هكذا يعتقدن ولا أقولها لأنني أفاضل بيني وبينهن إلا أنني أراها تلمع في أعينهن دائمًا حتى لو كنتُ أتجاهلها، لكنني لا أستطيع أن أتغافل ما قد وصلتُ إليه من طموحاتٍ زائفة.
يسعى أحدهم إلى التقرب مني رغم الفارق في العمر بيني وبينه فأنا أكبره بثلاث إلى أربع سنوات، هو شابٌ قد يُناسب إحداهن فبالإضافةِ إلى مهنته المرموقة أراه يسعى إلى تحسين ظروفه كثيرًا بتعلم مهارات ولغات والاجتهاد في كل شيء، لكنني لا أريده فهو ليس فقط أصغر مني سنًّا وإنما قد يتناسب مع فتاةٍ صغيرة أقطعُ عليها الفرصة في أن يبنيا معًا مستقبلهما، وأنا لم أعتد طيلةَ حياتي أن آخذ ما ليس لي، بل تعودتُ الانسحاب في الوقت المناسب لكي لا أحصل على ما لا أستحق ويستحقه الآخرون.
أرى السخريةَ في أعين الصغيرات اللاتي لا أكرههن وإنما أكره تصرفاتهن الغبية التي يبثها فيهن الآباء ليس فقط ليصبحن أفضل مني وإنما لتوبخني أعينهن بقلة حيلتي. لن أنسى أبدًا ما فعلهُ أمامي ليتباهى بخطيب ابنته المهندس بشركة البترول الذي يبدل في سيارتيه الفارهتين، ولن أنسى كذلك الآخر الذي يُطلق من آنٍ لآخر كلمات السخرية الغبية والتي تمتزجُ بالغيظ والحقد مني وآخرها ما قاله حينما قَدَّرَ ما أحصلُ عليه شهريًّا بألفي جنيه... ها ها هاااااااااااا!!!
أحاولُ من آنٍ لآخر أن أسعدَ بالبسيط من الأشياء: وردة جميلة بلونٍ أجمل أنتعشُ دومًا لرقتها بين مثيلاتها من الزهور.. بالونة تتألق وسط بالونات متعددة تمسكُها يدُ فتاةٍ صغيرة في الطريق.. ملابس جديدة قد تغير من شكلي الخارجي ومن آلامي الداخلية.. أيادٍ تحضنني وشفاهٌ تقبلني في آخر اللقاء لعجوزٍ تجلسُ بجواري وتدعي لي إذا تجاذبتُ الحديث معها.. أحضان أخرى كاذبة أفتقدها من أقرب الناس إليَّ أبي، أخي، وأخيرًا أمي..
الأشياءُ البسيطة كثيرةٌ لكنها لا تتغير، حتى كونها في الخيال لا يجعلني أنتفي وجودها...
أشتاقُ إلى مصحفي، أشتاقُ إلى قصص الأنبياء والطاهرين، أشتاق كذلك لطهر مريم وعفافها وقصر آسيا المصلوبة على الشجرة تنتظر اللقاء فتبتسم. أشتاقُ إلى كفِّ النبي يمسح عني آلامي. أشتاقُ إلى رؤية صغيري يمشي ويجري ويبتسم وينطقها عاليةً تشقُّ مسامعهم أجمعين: ماماااااااااااااااااااااا...

الخميس، 6 أكتوبر 2011

اعتذار


استيقظت من نومها دون أن تسمعدقات جرس المنبه بهاتفها المحمول. تفحصت الحقيبة التي استقرت بجوارها على الفراش..رباه!! إنها السابعة وثماني دقائقٍ. انتفضت منزعجة من الفراش وبسرعة قامت بالطقوس الصباحية حتى الصلاة بعد ارتداء ملابسها. بحثت عن نظارتها التي تقيها الشمس وتبعث في عينيها الأمل بلونها الوردي الذي يجعل الحياة تبدو ورديةً في عينيها، ولكنهااختفت ربما كي لا تُداري انتفاخ عينيها من آثار البكاء.
نزلت بسرعة بعد أن تلت دعاءالخروج من المنزل. تُحاولُ أن تبحث عن فرحةٍ ولو بسيطة تهزّ قلبها. تسيرُ بخطواتٍ سريعة نحو المحطة حيث استقلت أول حافلة إلى العباسية. ولم تنسَ استكمال قراءةروايتها التي بدأتها منذ أيامٍ في أثناء ذهابها إلى العمل. تنزل في العباسيةوتشيرُ لحافلةٍ أخرى لتتوقف وتقلها إلى عملها. تفكرُ بتجهم فيما حدث ليلة أمس. ترى فتاتين على وجهيهما الغضاضة التي اعتلت وجهها من سنواتٍ طوال. تنزل مرةً أخرى لتركب السيارة الأخيرة. تدفع الأجرة وتنظر باهتمامٍ من النافذة الصغيرة لكي تنبه السائق ليتوقف عند المكان المعلوم. ياااااااه!! لقد توقف في مكانٍ يبعد عنه قليلًا. تنزلُ فتعود المسافة نفسها وتحاول أن تسرع كي لا تُغضِب المدير الجديد في العمل.
تدخلُ مسرعةً فتجد الساعة قد تجاوزت الثامنة بثلاث دقائقٍ أو ربما بأقل. توقع في دفتر الحضور بعد أن أومأت برأسها إلى المدير الذي انشغل مع زميلٍ آخر لكنه التفت لقدومها ونظر في ساعته على الفور.
وقَّعَت في دفتر الحضور، وسلكت مسلكها إلى الفصل حيثُ زوجة المدير تعلم الفتيات. سلمت وصافحت.. وأغلقت الباب واستقرت فوق الكرسي. وإذا بالباب تطرقه ابنة المدير الصغيرة، تقولُ: عمو يريدك.
تندهشُ وتخرج لتجيبه فيسألها أن تذهب إلى حجرة المدير، ثم يستوقفها لتجلس في فصلٍ لتنتظر وتدخل بعد دقائق قليلةإلى حجرته التي لا تفصلها ألواح الزجاج القاتمة قليلًا.
يحاولُ أن يفهمها بلغته العربيةالضعيفة أن المركز يُعاني من عدم إقبال الطلاب هذا الشهر وأنها قضت معهم في المركزيومين وسوف يتصل بها في وقتٍ آخر. تتقبل الوضع بصدرٍ رحب، وتوقع الإيصال وتأخذالنقود على استحياءٍ وتنصرف.
"هكذا الحياة! ما دامت لأحدٍ قبلي. ولكنها تفعلها معي بزيادة.. الحمد لله.. لا حول ولا قوة إلا بالله.. إنا لله وإنا إليه راجعون!!"
تتذكرُ كيف قضت حياتها تتنقل من بيت الجدة إلى بيت الأم في نفس البناية وكيف كانت تُغضبها خالاتها اللاتي يستكثرن عليها معاملة الجدة الحسنة لها؛ فتعودُ إلى منزلها فلا تنعم بالهدوء والحب المماثل من الجدة ولا العناية، فتعاودُ الكَرَّة من جديدٍوتعيد الكراسات والكتب والمنضدة إلى بيت الجدة بأعلى البناية.
تشير إلى سيارة ثم تلمحها مكتوبٌ عليها "التحرير" فتستقلها وتدفع الأجرة من جديد. تحاولُ أن تنسى وتعاودُ في الخيالِ إلى نفس التفكير: ما استقرت لها الحياةُ من قبل!!
في الطريق تتغافل الرواية وتفكرفي شكل الرجال الذين تراهم وهل تنطبعُ حقًّا صورهم في الذاكرة أم أنها تدققُ في ملامحهم دون جدوى! تفكرُ في هذا وذاك ولا تجد لصورهم مكانًا في ذاكرتها التي تعتصرها لتُخرجَ منها حتى شكل أعينهم التي تنظرُ إليها ولا تلتقطُ منها أيَّ شيءٍبالمرة يستقرُ في ذاكرتها.
تصلُ إلى التحرير، تنزلُ متجهمةًوتتذكر المجلة التي وعدها أستاذاها بأن تكون قصيدتها بين دفتيها. تتذكرُ الحزنَ مرةً أخرى، فتحاولُ أن تُقنعَ نفسها بالفرحة الصغيرة التي حاولت دسها في الذاكرةلكي تنسى أمر العمل المتوقف منذ شهور. ترى بائع الجرائد والمجلات فتسأله عن المجلة. يجيبها بالنفي. تُصِرُّ على أن تجدها لدى البائع الآخر في الجهة المقابلة،فيجيبها هو الآخر بالنفي.. تُصِرُّ على الفرحة. تعبر الطريق، وتجد مسلكًا إلى بائع الجرائد بالميدان. تبحث عنها فلا تجدها فتسأله فيكلف شابًا بالبحث فلا يجد فتعودُ فيبحث الرجل المسن بنفسه وهي تسأل نفسها الفرحة وتُلِحُّ عليها. يخبرها عن مكان البائع المجاور. تذهب إليه فيشير عليها أن تعودَ مرةً أخرى إلى البائع الأول الذي ينفي تمامًا ويذكر إنه قد بلغه منها خمسة أعدادٍ لم يتبقَ منهم أيُّ عدد. تسأله عن المصدر فيقول لها الشاب: 6 شارع الصحافة، اركبي المترو وانزلي محطة جمال عبدالناصر.
- ياااااه!! المترو وكثرةالمواصلات أهلكتها وخصوصًا الصعود والهبوط لتلك السلالم المملة. لا سأمشي..
وسط البلد جميلٌ صباحًا. الشوارع هادئة، ونظيفة. يأخذها شارعُ إلى آخر تنظر في زجاجات العرض فترى أحذية جميلة لاتراها جيدًا ليلًا أثناء السير. تتابع أسعار الأحذية التي أعجبتها فترى: ستين جنيهًا، خمسين جنيهًا، خمسين.. خمسين.. ستين..
تتمتم:"يعني ما حصلت عليه من أجرٍ في يومين ع الجزمة!"
تلمعُ في رأسها فكرةُ الذهاب إلى الشيخ الذي يحتفظُ بأعدادِ الجريدة التي تنشر لها مقالًا من آنٍ لآخر. تسير وتسيروتسأل، وأخيرًا تجده فتسأله بعد أن يلقي عليها تحياته الطيبة المعتادة. ويؤكدُ لهاوجود المجلة. يراها فتلمعُ فرحةٌ من نوعٍ خاص في عينيها. تعطيه الثمن فيرفضُ بشدةوتصرُ هي وتقول: عندما أصبح مشهورةً سآتيك وتعطيني الجرائد كلها مجانًا وأدعك تلتقطُ صورةً معي لتعلقها على كتبك. وتضحك.. ويُصرُّ الرجل ألَّا يحصل على المقابل، فتضع النقود في جيبه الذي يعلو جلبابه. تمسك بالمجلة وتفر الصفحات الأخيرة حيث لمحت قبل شرائها قصيدة الزميل. ولا ترى قصيدتها.. تعيد النظرَ ولاتراها. تسألُ البائعَ أن يبحث معها، ولا جدوى. يُعيدُ البائع إليها ثمن المجلةويستحلفها أن تأخذ العدد ويواسيها بخجل. تكادُ تبكي.. تنصرفُ فربما تُسعِدُ زميلهابحصولها على المجلة.
تسير وتسير وتحاول أن تمشي من نفس مكان زجاجات عرض الأحذية ويُرهقها السير بل الأسى من فقدان العمل والفرحةالمرتقبة. تشيرُ إلى سيارة الأجرة، وتركب. تعودُ في ثوانٍ إلى المنزل فالشوارع ليست مزدحمة. تطرق الباب وتدخل بعد أن ينفتح وتفتح باب الحجرة لتلقي بقطع الملابس على الفراش تريدُ أن تنام لتنسى.
مهلًا!! سأكتبُ لهما أنني مستاءةمما حدث. تفتحُ الجهاز وتكتب في رسالة خاصة وتتذكر الكتابة لأستاذها الآخر فلاينفتح بريده فتكتب له رسالة خارجية تعبر فيها عن استيائها لعدم نشر القصيدة. تقضي ساعات أمام الجهاز الذي لم تفارقه إلا لضرورات بسيطة. حتى إذا حلَّ الليلُ تتذكرالحقيبة فعليها أن تخيطها قبل أن تخرج غدًا. تعودُ إلى المجلة التي استقرت بجوارالحقيبة وقطع الملابس، وتفتحها وتسمي الله: من الصفحات الأولى إلى الأخيرة فلا تجدشيئًا.. تسمي الله ثانيةً... ما هذا؟؟؟ إنها القصيدة في الصفحات الأولى بالمجلة!تبكي لظلمها الذي سبب ربما جرحًا لأستاذيها. فتقررُ أن تعتذر...

الأربعاء، 5 أكتوبر 2011

حبيبتي تيتة

هو أنا ممكن أتخيلك؟ وأحضنك حضن كبييييييير قوي؟ في اللحظة دي يا تيتة ومع كل بنت في العيلة بتلبس فستان أبيض وطرحة بيضا، كنت بشوفك تبصي عليَّ وتنسي كل الموجودين وهما بيطلبوا منك تباركي لولادهم وتقولي: نفسي اطمن على رانيا قبل ما اموت!!
اطمني يا تيتة.. محدش هيغني لي الغنوة اللي كنتِ بتغنيها لي.. مفيش حد بيعرف حتى يغنيها زيك لو انك علمتِ كل الستات الكبار والصغيرين يغنوها..
أنا برضو بسمع كلامك وباخد بيه لما كنتِ تقولي لي: مفيش فرحة في الدنيا أحلى من فرحة النجاح. كل الناس بتتجوز، وكل الناس بتخلف، لكن مش كل الناس بتنجح... وهو دا كلامك بالظبط اللي بحس بيه مع كل نجاح لي في الدنيا.
بحس إني صغيرة زيك يا تيتة لما كنتِ تحسي بإن قلبك صغير وترمي نفسك عليَّ وتحسسيني إنك بنتي. أو تحسي بنفسك إن ابنك هو أبوكِ.. والنهاردة بس افتكرت إزاي كنت في حياتي كتير زي أم تانية لأمي..
تفتكري يا تيتة ممكن أقابلك؟؟ تفتكري طب لو قابلتك ممكن تحضنيني في قبرك؟ طب يا ترى هتفتكري لما كانت الدنيا تضلم في البيت والنور بيقطع وتقولي: مبحبش الضلمة ولما اموت ركبوا لي لمبة تحت.. كنت بضحك من كلامك وأحضنك واحس معاكي بالأمان.بس ما كانتش الضلمة وحشة زي الحياة من غيرك دلوقتي.

الاثنين، 3 أكتوبر 2011

الجمعة 30 سبتمبر...يومٌ شديد الاختلاف مدهش

الصباحُ مختلفٌ عن سابقيه.. الغريبُ أنني ركبت دراجتي فرأيتُ أحدهم يمرُ بسيارته ويقول لي: كنت عارف إنك هنا والساعة سبعة ونص بالظبط....
مررتُ على بائع الجرائد لأشتري جريدةً ظهرت لي فيها مقالة. يسألني عما نفعل فأقول إننا نركب الدراجة لتشجيع الجميع على استخدامها والحركة دون الاعتماد على المواصلات الملوثة للبيئة، المؤذية.
في طريقي على الكوبري ألتفتُ لأنغام غريبة لم أعتدها في حياتي... أديرُ رأسي لأرى الكنيسة بجواري.
أمرُ بدراجتي فيحاولُ أحدهم أن يُلقي كلمة يخرج منها بحوارٍ معي، إلا أنني أُفسحُ له الطريق وأقول: اتفضل شوف طريقك!! فيعتذر برأسٍ مطأطئ.
لا أكادُ أبدأ في النزول من الكوبري حتى ألاحظ سير الدراجة المسمى بالـ"جنزير" وقد خرج عن تروس الدراجة.... ياللحظ!! رباه!
أحاولُ الاتصال بالمسؤول عن تنظيم اليوم، فيطمئنُ قلبي عندما يخبرني أنهم مازالوا بعيدًا ولم يبلغوا نقطة البداية.
أرى من فوق الكوبري سيارة التاكسي وعليها دراجة يؤكدُ لي عقلي بأنه من المشاركين في اليوم. أستوقفهم.
أسأله، فيجيبني بالإيجاب وينزل السائق ليضع الدراجة بجوار دراجته فأقول له: لأ من ورا أصلها بتطبق.
نصل في ثوانٍ معدودة. نذهب معًا إلى الساقية بعد التعارف. نقابل الأصدقاء ونحييهم تحية الصباح. أرى حسين الطفل الجميل الذي يساعدني في فهم دراجتي فهو يفهمها أكثر مني. أشرح له المشكلة فنذهب إلى محطة البنزين أنا وهو وبعض الأصدقاء الذين يعانون من بعض المشكلات في دراجاتهم.
نبدأُ في التحرك بعد إصلاح الدراجات والتعارف الجميل.
هذه المرة كسابق العهد لا أعرف خط السير وبعد رمسيس أسمع أحدهم يقول إننا سنذهب إلى بانوراما حرب أكتوبر.
قبل كوبري قصر النيل نتبادل الدراجات أنا وزميل. نستأنف المسير.
هذه المرة أيضًا لم أتعب لأستريح في سيارة نقل ومتابعة الدراجات وهو ما جعلني أتفاءل.
عند نقطة الوصول طلبتُ من الزميل التقاط الصور لي بآلة تصويري الخاصة.. جميل!! تذكرتُ رحلة المدرسة إلى بانوراما حرب أكتوبر التي حُرِمتُ منها أثناء الدراسة..
يصلُ كلانا إلى نقطة بداية المهرجان حيثُ نحاولُ أن نُبقي على طائراتنا على ارتفاعٍ كبير لأطول مدة. يالها من متعة!!
متعةُ التعارف وبناء الصداقات الكثيرة لي أجمل المتع التي أسأل الله ألا يحرمنيها..
لدى انتهائنا أتوجهُ مع بعض الزملاء والأصدقاء الذين يمتلكون مثلي دراجاتهم إلى طريق العودة. صلاح سالم فالعباسية فالدمرداش وعند مسجد النور ننحرف في المسير فنسلك أنا وزميلي الآخر طريقًا أسهل. يتصل بهم للحاق بنا لكنهم يفضلون طريقهم، فيتفقوا على مكان الصلاة وأن يتقابلوا في التحرير بعدها....
أصلُ إلى وسط البلد لأعود إلى منزلي وأصواتُ صلاة الجمعة والخطبة تعلو في كل مكان...
أتأملُ ما حدث: كنتُ أسيرُ صباحًا على الكوبري لأتفاجأ بأصوات أجراس الكنائس... أتعرف على أصدقاء كثيرين من بينهم أقباط لا يهمني ما نختلف عليه ولكن الأهم أننا نتفق في ممارسة رياضة جميلة... أعودُ إلى منزلي وسط أصوات الأذان لصلاة الجمعة والخطبة.
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه يا وطن!!! كم أنتَ جميلٌ!!! كم أنتَ جميلٌ!!! كم أنتَ جمييييييييييييييييييل!!!!!
احتضنتني السماءُ بأصوات الجرس لأعود في حماية الله بأصوات الأذان وذكر الله!
هل هناك ما هو أمتع من هذا؟؟
بالطبع لا....
فليحفظك إلهي يا وطني يا غالٍ وعالٍ!!

السبت، 1 أكتوبر 2011

إلى مَن سيقبل جبيني ليلة عرسي ويملك ناصيتي ليأخذ بيدي لندخل معًا إلى الجنة




إلى مَن سيقبل جبيني ليلة عرسي ويملك ناصيتي ليأخذ بيدي لندخل معًا إلى الجنة
************************************************
أشتاقُك والجنة تنادينا، فهلا تجيب النداء؟
أحببتُكَ دهرًا ولقائي اليومَ بك كُتِبَ لنا قبلًا في السماء
لم يكن اختيارك سهلًا عليَّ إذ تخيرتك من بين آلاف اللآلاف
تحملتُ كثيرًا مَن قالوا عني إنني لا أصلح لك
وتحملتُ قبلهم مَن نفى عني زواجي في الدنيا
كُلُّ هذا أتحمل من أجل أن أحمل رضيعي
كي لا يلعنني يومًا أنني لم أختر له أبًا مثلك
واثقةٌ أنا في الله أنه قد بلغني بكَ أعظم الدرجات
لأنني اخترتُ لهم أعظم أبٍ في الوجود
كنتُ أُشيرُ بيديّ يومًا فأقول: ربُّ الأسرة هو مَن يطوق بجناحيه كل أبنائه وزوجته
كنتُ أفردُ ذراعيّ وأضمهما وأخالُني أنا أنت
ساعتها كنتُ أشعرُ بالدفء يملؤني
وبالسعادةِ أقتنع أنَّ عدل الله باق لن تخيبه الظنون
وبالحبِّ انتظرتك
بالأمل
أرسمُ وجه طفليَّ على سمائي الصافية كي لا تلوثها صفحات دخان حياتي
وأنتظر
يوم اللقاء
يومَ تَمد إليَّ يدك وتأخذني إليك
تطبعُ على جبيني أول قبلة
أحني رأسي خجلًا بين أهلي وأهلك
وتصحبني سريعًا إلى منزلنا الصغير
هناك أجدُ كلَّ شيءٍ لي يبتسم
وأراك أيضًا تبتسم
وتسألني أن أتوضأ
وتتقدمني في الصلاة
وتبدأ في الدعاء
ليبارك الله حياتنا
**********