المتابعون

الخميس، 16 ديسمبر 2010

جاءني السيد "بيانو"



في منامي جاءني
كنتُ طفلةً أحبُّ أصابعه
أتنزه بين النغمات المختلفة التي تصدرُ عنه
في كل مرة كنتُ أجربُ بأصابعي الصغيرة
كنتُ أستعذبه
***
في ليلتها جاءني
كنت أغطُّ في النوم
لم أكن أحلم
بلى كنتُ
كنتُ في الثلث الأخير أحلم به
انتظرتُ الصبح يطلع
***
ذهب ليلي
و طلع نهاري حين دق
أغمغم في حسرة على ما فاتني في الليل من أحلام
أقول لنفسي: لم نكد ننام حتى طلع الصبحُ
هكذا قلتُ
و خرجتُ و القطط تتبارى في الوثبات على جانبي الطريق
تداعبني كعادتها عصافيرُ الصباح الجميلة
تبعثُ الأمل و التفاؤل في
***

مواصلاتٌ ليست لعينة كما تكون في كل مرة
لا أتعذب فيها كالعادة
أنزل من السيارة
أتوجه مسرعةً نحو الفندق
أتحدثُ إلى فتاة الاستقبال
ألمحه
أدير نظري
أعود بالنظر ثانيةً نحوه
لا أصدق ما رأيت
ما هذا؟
إنه هو
هو ما رأيت
يداعب عيني ثانيةً
لا أستطيع أن أديرها هذه المرة بعيدًا عنه
أعدو إليه و أقفز و أتمثلُ ما كانت تفعله القطط في الصباح
أرى رجلين كهلين
أحدهما بمواجهة الآخر
ينتبه إلى وثباتي و يبتسم
أبتسم إليه و أقول له بلغته: صباح الخير
أمازحه
و يجذبني هذا الشيء
يجذبني
أجلسُ و في مخيلتي ما كنت أفعل و أنا طفلة بأصابعي الصغيرة تحاول الإمساك بأصابعه
أداعبُ أصابعه
ينظر الرجل إليَّ و يتوقف عن القراءة
ظنَّ أنني سأعزف أحد ألحاني
لكنني أومأتُ إليه
و أشرتُ
لا أعرف
أحاول أن أسجل تلك اللحظة التاريخية في حياتي
يا لها من لحظة جميلة
و يا لها من مصادفة
ألتقطُ الهاتف
أستأذنه أن يقوم بالتقاط الصورة لي
أشاهد الأولى و لا تكفي
فالثانية
الفرحة تلمع
جاءني الآن السيد بيانو
:)

الأربعاء، 15 ديسمبر 2010

ساعات الفرحة











ساعات الفرحة بتتعد




و قلوبنا ليها بتشتاق




ساعات الفرحة بتتمد




و تضلل كل العشاق




ساعات الفرحة بتتكلم




و تحلي بصوتها ليالينا




ساعات الفرحة بتتعلم




و تعلم بساتين أمانينا




ساعات الفرحة




الأحد، 12 ديسمبر 2010

بفتكر عيد ميلادك و ما بفتكرش عيدي











إلى الجميل



نجيب محفوظ



ذهب كتابي الأول و الثاني إلى حيثُ لا رجعة



تألمتُ كثيرًا لما كتبتُ لك و لروعة رومانسيته



و لذلك أحتالُ الآن على ذاكرتي علها تدرك قيمة الكلمات التي سأكتبها لك الآن



عفوًا فكان أهم ما في كتابيّ



أنني رأيتُك في أحلامي التي استوحيتها من فيلم وثائقيّ عنكَ



ظهرت زوجتك و تقمصتُها



رأيتُني هي و أنا أصنعُ لك كوبًا من الحليب و بعض الشطيرات التي أعددتُها لك لتلتهمها و أنتَ تكتب



التهمها



و التهم أنَّاتي عليكَ



التهم ما كنتَ تكتبُ من شوقي إليك



و التهمني بعدها في أسطرك



قد كنتُ أسرحُ فتأخذني الأحلام فأراني على قدميك



أحضرتُ لك الحليبَ
و أنتظر...
و تنهمك....
أنتَ في الكتابة أنظرُ إليك في حنانٍ



أُحاولُ أن أخطفَ بعضًا مما كتبت



و أراني...
عفوًا



لقد تجاوزتُ الحدود...



تجاوزتُ المدى



في أحلامي التي لا أدفعُ لها مالاً



أكملُ المشهدَ



حيثُ اختلستُ إليكَ النظر و أنتَ تكتبُ



و أنا أجلس أسفلك و أركنُ رأسي إليك



يا لها من لحظاتٍ جميلة حين أشعرُ أنني أركنُ إلى قدميك الضئيلتين



و أنتَ في الكتابةِ منهمك



منهمك



أغفو أغطُّ في نومٍ عميق



أراك ترفعُني إليكَ



تُقيمُني



فأُرَبِّتُ على كتفيكَ



و أذهب وحدي لأنام



و أنتَ هناك على مكتبك



و تنهمك..



في الكتابةِ ...تنهمك



يا لها من لحظاتٍ أتأسفُ لها



و أتمنى لو كنتُ لكَ زوجة تصنعُ لك الشطائر و الحليب



و أنتهي



يومَ انتهائكَ



في نفس السنة التي فارقتني



لا أقوى على العيش دونك



في يوم ميلادك أتذكرني



في ثوبي الأبيض



أعدو إليك هناك



في العالم غير المرئي



في عالمك



أُسرعُ إليكَ و أمُدُّ يدي لتلتقطني كالوردة بل كالفراشات الجميلة وسط حور الجنة التي ترفض لهن البقاء معك من دوني



عفوًا تجاوزتُ المدى



السبت، 11 ديسمبر 2010

و من تاني بحلم


عارفة إن ممكن أحلامي تكون بتضايقكم هنا

بس هحلم بمين؟

أصل حلمي إني أكون مش هيبقى هنا على السطور الضعيفة دي

حلمي إني أكون ربما يكون بعد ما ينتهي كل كون

فاهمين حاجة؟

و لو حتى فهمتوا

مين هيقدر يفهم أنا كنت عايزة أقول إيه غيري؟

كل واحد بيمسك في إيده كتاب كتبه قبله راجل كبير

أو صغير

المهم إنه بيتظاهر إنه فاهم

و الجالسين كلهم بيبصوا على كتاباته

بيقولوا عنه عاقل

لو إن كل الناس اللي بيكتبوا بيكونوا مجانين

استنوا

ما تفكروش إني بشتمكم

أنا بس بقولكم الحقيقة

و لا أنتم مش مجانين بالكتابة

طيب

الواحد منهم بيعمل حفل توقيع للكتاب

و يرجع يناقش

مرة...و التانية

و ...بعدين

هيفيد بإيه في النهاية؟

ما هو لو عارف إن اللي بيقوله مش هيوصل لعقل اللي قدامه عشان يشاركه في تفكيره زي ما هو بيفكر دلوقتي فيه ما كانش كلف خاطره و كتبه أو قراه قدامهم

طب و العمل؟

ما هو أنتَ مستحيل تكتب عشان تقرا الناس عايزة تقراك إزاي

و مستحيل تقرا اللي عند الناس عشان الناس نفسها تقراك زي ما أنتَ بتفكر

تبقى مجنون بقى و لا مش مجنون؟

و من المجانين بيعملوا حاجات يكسبوا بيها

يعني مثلاً

المجنون اللي هيقرا كلامي ممكن يتجنن و ينشره

و المجنون بتاع المطبعة ممكن يتجنن و يقرا الكلام اللي بينشره لما يطبعه

و المجنون اللي بيعمل الغلاف في المطبعة و بيجلد ممكن تاخده الجلالة و الفضول عشان يقرا

و كل دول مجانين

عشان محدش فيهم لا هيفهم أنا عايزة أقول إيه و لا أنا بفكر في الكلام دا إزاي

و نرجع نعمل حفلة توقيع

و من بعدها حفلة مناقشة

و المجانين يحاضروا فيها و يحضروا

المشكلة إن كلمة مجنون في النهاية ممكن لا تعني في العربية الفصحى "مختل العقل" و يمكن أن تعني شيئًا آخر

عذرًا فهذه العربيةُ دائمًا تطغى على كتاباتي

فقد كنت بالأمس القريب قارئةً لها

و بها أكتبُ و أحبُّ كتاباتي بها

المهم

إن الجنان ياخدك و بعد ما هتقرا تفتكر إن أنا بتكلم عن نفسي

أو عن حاجة جوايا مجنونة و عايزة أخرجها

أيوة بالظبط كدة

هو أنا فعلاً مجنونة بالحاجة اللي جوايا و عايزة أخرجها

و زي ما كلنا مجانين

في مجانين بالكورة و دول عملت لهم كلمتين جنان و على الله يفهموهم

و في مجانين بالشرا

و في مجانين بالإعلان

و في مجانين بالسيما

و في مجانين بالقراءة

و المهم إنك في النهاية ما تبطلش تحلم و لا تبطل تكتب

عشان في مجنون بيك هنا هيقرالك
و مهما اتجنن بيك المجنون دا عمره ما هيفهم أنتَ عايز تقول إيه من ورا جنانك

رسالة إليكِ.. أيتها الأيام، الله يسامحك!

أمي الحنون، أو كما أتخيلك هكذا. افرحي و ابتهجي إنه هو يناديني و يبسط إليَّ يدًا من ذهب تشبهُ أساوري التي كنتِ ستطمئنين لها و هي تلف يدي و تطوق رقبتي و قد ألبسنيها مَن بهِ و له تأنسين. أمي الحنون، اسمحي لي أن أناديكِ هكذا، أو هكذا تمنيتُ أن تناديكِ أحاسيسي قبل شفتاي، كم تمللتِ مني و من كتبي الملقاة على الأرفف، كم كنتِ تعدين الليالي لتبعدي عن عينيكِ قصاصاتي و أوراقي، كم كنتِ مني تشتكين، و الآن قد حان الوقت و قد آن بي كل الأوان لكي أفارق مضجعي لكِ تهنأين به..تنامين على فراشي الذي سأترك. حجرتي الجميلة، كم قضيتُ الوقتَ فيكِ أُعِدُّ العدة للرحيل. هذي دفاتري و ألواني و أقلامي الذي كنتُ اشتريت..و اليوم أترككم إلى رحيل.
هذي الكتب كانت تملل أعين الغرباء قبل أعينك..هذي الدموع تركتها قد بللت وسادتي. هذا أنا و أنا أموتُ على فراقِ محبتي. ضاعت سنون كيف أمضي بها و لها في تعاستي؟
فلتفرحي
و لتبشري
و تهللي
و بالبخور عليَّ حالاً أقبلي
هذا التراثُ تركتُهُ.
علَّ الحنان الذي تجرعتُ المرار لنيلهِ بكِ يهنأُ حين ترتسمُ الدموع الزائفات على خدودك تلمعُ. ذكرى قصيرة و تفرحين بفراقي لتشاهدي آخر مشاهد قصة الحب الجميل و تبكي بدمع العين على فراقِ حبيب أو لقربٍ في موعدِ

الجمعة، 10 ديسمبر 2010

يوم الجمعة







كان يومًا خاصًّا



كنت لا أحبه أحيانًا و أحيانًا أعشقه.يوم الجمعة كان اليوم الذي تجتمع فيه عليَّ كل أنواع النكد الأزلي حيث تصرخ بوجهي من وقت لآخر لننهي أعمال المنزل.لم أكن أدري لماذا كانت دائمًا تقرر البدء في الأعمال المنزلية و الانتهاء منها دون وضع اللمسات الأخيرة. كنت أحب أن أكنس و أمسح و أشاهد البلاطات و من بعد تغيير الأرضية أشاهد وأعد السراميكات الواحدة تليها الأخرى و كنت أحب مشاهدة الأرضية و هي تلمع بعد تنظيفها. كانت تقطع عليَّ المشاهدة و تصرخ في وجهي من وقتٍ لآخر. كنت أكره المنزل برمته عندما تشعرني دومًا بعجزي عن القيام بالأعمال المنزلية و إتقانها كما تقوم هي بها. لا أنكرُ أنني لا أجيدُ مسح الأرضية و تلميعها بنفس طريقة إجادتها، لكنها لا تريد أن تعترف أنني أفوقها بمراحل عندما تمسح الأرضية و تترك الأشياء مبعثرةً في كل مكان فأعيدُ ترتيبها بشكلٍ أفخرُ بهِ و أحبهُ كلما رأيته منظمًا و مرتبًا و جميلاً. كان الجميع ينبهر لذلك و لا يتذكر أحدٌ أنها من قامت بمسح الأرضية. كنت أحيانًا أطبخُ و أشعر بأنني ربة المنزل لسويعاتٍ بسيطة و أحلم بأنني أقطن فيللا كبيرة تلفني بمساحة الشقة كلها من أولها إلى آخرها. كنتُ أحبُّ المنزل حتى تعودَ إليه. كانت تلقي بأشيائها دون اكتراث. لم يكن يُعجبُها ما أصنع حتى لو كان جميلاً في أعين كل من شاهده. كانت دومًا تنتقد ما أصنع حتى لو كان جميلاً. تبدد الجمال في أعيني. لم أعد أصنع شيئًا و لن أساعدها بعد اليوم في المنزل. كل مرة كنت أتخذ القرار ذاته و كل مرة كنتُ أكره نفسي و أكره حالي. و أعيد النظر مرةً ثانيةً. قارنتها كثيرًا بما كانت تصنع معي جدتي حين أفترشُ الأرضَ بالمياه التي تتجمع في منطقة دون الأخرى وأفرح بقطرات الكيروسين-جاز البيت كما يسمونه-و أحاول أن أصنع مثلما أصنع مع ابنتها في المنزل رغم أن بيت الجدة لم يكن شديد تعقيد التفاصيل مثلما كان و مازال بيتُنا. كانت الجدة تتهلل في كل مرة بالفرحة و البشر. لا تتوقف عن المديح أمام الخالات و أمام الجميع. كانت تعجب بكل ما أصنع، و توجه إليَّ النصيحة من آن لآخر. لم تكن تصرخ في إلا عندما أتخلص من بعض الكراكيب. كانت المقارنة بين صنيعها و صنيع الوالدة التي كانت تشعرُ بالغيرةِ مما أصنع لدى جدتي. حتى عندما كنت أنظف البيت لدى الجدة كانت لا تتوقف عن قولها أمام الخالات أنها مَن ترسلني لأنظف البيت لدى الجدة. أحيانًا كانت تراقبني و أنا أصنع ما أصنعه لدى الجدة، فتحاول أن تفعل مثلما تفعل في شقتنا. كنتُ أتركها تفعل ما تفعل. لم يكن الجميع يصدق أن رانيا تستطيع القيام بالأعمال المنزلية، و هو نتيجة طبيعية لما كانت تقوله الوالدة و تشكو به أمام الجميع أنني لا أساعدها و لا أقوم بأي عملٍ بالمنزل. ادعاءاتها كانت تُزيدني كرهًا للمنزل بما فيه. لكني كنتُ أحبه و أعود إلى تنظيفه كلما كانت تغيبُ عنه. كنتُ أحبه. لكنني اليوم قررت ألا أحبه و ألا أمارس أيًّا من أعمالي المنزلية. ليس فقط لأنني أعاني من آلام الظهر و الفقرات التي تآكلت غضاريفها من كثرة القيام بالأعمال المنزلية، و لكن لأنني لا أريدُ أن أظلم نفسي و أستمر في ظلمها أكثر بكثير مما تتحمل. كثيرًا ما كنتُ أتوجهُ إلى الله بالدعاء أن يرزقني منزلاً لا يشاركني فيه أحدٌ. أو تشاركني فيه الجدة فقط. لكن الجدة رحلت. و المنزل باقٍ. و أنا ما عدتُ أتحمل أن أظلم نفسي كما كنتُ من قبل. سأنتظر الصيف و لعشرة أيامٍ يغيبون فيها عن المنزل أشعرُ أنني السيدة. أنني مَن لا تطيقُ أحدًا يقلب نظامه و يعبثُ بهِ. أنني من أفعل و من آمر و لا أنهي. أنني سيدة قراري و أجيدُ الطبخ و الكنس و التدبير أحسن مما هي تصنع.

صباح الخير يا جميلة


صباح الرز باللبن اللي بيخلي سنتنا البيضا تيجي بسرعة

صباح العسل الأبيض و اللبن الحليب

لما بنساكِ بتجيني تمللي ف أحلامي

و ازاي أنساكِ يا خفيفة الروح

يا جميلة الهلة و الطلة

تعرفي مين شفت؟

شفته كمان بقميصه الكحلي

كان أوسم و أوسم من كل مرة

بنطلونه الرمادي المكوي و حزامه و جزمته

شعره المتسرح

كله بتفاصيله الحلوة أوي

فاكرة لما كنتِ بتقولي إنه راح المسرحية دي؟

أنا بقى شفته خارج منها

كان زي القمر

يمكن هو كمان بيوحشني

بتوحشني كتافه الجميلة لما كان بيصلي و ياخدنا عليها

بتوحشني كمان يا تيتة ستايرك البيضا

و كراسي صالونك

و البيوت الجميلة اللي كنا بنعملها بستايرك

و وحشني صراخك و احنا بنلعب بالمية

و السكر

ولا هتنسي؟

أبدًا عمرك ما نسيتِ

و لا أبدًا تنسي

و هتنسيني إزاي؟

في حد بينسى نفسه..روحه؟

و لا عمري هنسى

و لا عمرك أبدًا تنسيني يا أجمل بسمة كانت بترسمني
...
و كبرت كتير أوي يا تيتة
كان نفسي تشوفي و تفرحي بيَّ و أنا بكبر قدام عينك
و لا يهمك
أنا حاسة بكل أنفاسك جنبي بتونسني
و لا يوم هنساها و لا هنسى أبدًا عينك
و لا هنسى إنك دايمًا معايا في كل حاجة بتونسي وحدتي