المتابعون

الأربعاء، 31 أكتوبر 2012

مدرسة الحوياتي الثانوية بنات - إدارة عابدين التعليمية من 1995 إلى 1998

كان صعب أسيب مدرسة الابتدائي والإعدادي وأنا متعودة يكون فيه صفوف في الفصل للبنين وصفوف للبنات وأروح مدرسة كل اللي فيها بنات بس. الأمر كان غريب شوية بس الطريف إني لما دخلتها كنت بحس إننا معانا نفس صفوف البنين ودا لأن فيه بنات كنت بحس فيها بإنها بتتولى قيادات بصورة غير عادية تصل لحد الخشونة دون أي نعومة منهن. الأمر بدا غريبًا في البداية لكن بعدها قررت أتقبله مع بعض الاستثناءات: أصل البنات تقدر تغير ملابس الألعاب في الفصل المقفول عليها مع بعضها، ودا كان شيء نادر جدًا ما يحصل في مدرسة الابتدائي والإعدادي لأن مهما حصل لازم نغير ملابسنا في حمامات المدرسة اللي ما تساعش البنات كلها في نفس الوقت وبنغلب لما نغير بنتين ورا بنتين لحد ما مدرسة الألعاب أو مدرس الألعاب يعاقبنا على التأخير. كانت أيام.
الشعر الطويل:
لما كان يبقى شعر بنت واحدة أو بنتين معدي رجلها كنا بنعتبرها حالة نادرة في المدرسة الإعدادي ونقعد نسمي ونبارك ووالدة البنوتة تعمله لها كحكة علشان ما يتحسدش‘ إنما في الثانوي كل البنات كان شعرها طويل وحتى رانيا حسين اللي سموها روبي كانت في تانية ثانوي لما كنت أنا في تالتة وكانت ما فيهاش غير شعر اسود طويل وناعم ولامع جدًا مع لمعان السمار بتاعها القاتم شوية اللي بعدها بقى لونه فاتح حبتين تلاتة خمسة كدة.
 أما أنا بفضل الله والدتي كانت بتعمل لي ضفيرة واحدة وتشدها جامد قوي ولما كبرت وبقت تسيبني أسرحه بنفسي كانت بتقصه لأني ما كنتش هطوله رغم إني كنت بزعل قوي من إنها تغافلني وتقول إنها هتساوي الأطراف وأكتشف بعدها إنها عملت إزالة أكبر من إزالة مساحة إشغال طريق بصف أول وتاني وتالت ورابع وخامس كمان.
إنما لما كان بيطول كنت اتدربت ألفه زي البنات ما علمتني وخالاتي كمان وبقيت أسيبه بس في العيد ولما أكون قاعدة براحتي مع تيتة. وتيتة كمان لما كنت أسيبه كانت بتصرخ فيَّ علشان الحسد وتأمرني ألمه علشان أي حد هيشوفني هيحسدني عليه. موقف جميل لما كان فرح صاحبة ماما في الشغل ولبست الجيبة السودا السواريه والبلوزة البيضا الشيفون عليها وسيبت شعري وتيتة كانت عندنا، قعدت تقول لماما: قولي لبنتك تلم شعرها أحسن بعدين يتحسد. ولميته قدامها ولما رحت الفرح ورقصت فردته على ضهري والستات بقوا يقولوا: شوفي البت اللي شعرها بيرقص وراها.
موقف جميل قوي حسيته بعد ما ضعف وبدأ يتساقط وقلت لازم آخد القرار بنفسي ومسكت المقص وهوووووب رحت قصيته وأنا بغني ومبسوطة وبقول: ودَّع هواك وانساني عمر اللي فات ما هيرجع تاني وبابا بيفتح عينه وصاحي لقاني بغني ودا شيء بطال بالنسبة له ولما شاف الموضوع كان رد فعله عجيب: انتِ قصيتِ شعرك؟ وانا ماشية ومازلت بغني: ودَّع هواك وانساني عمر اللي فات ما هيرجع تاني.
حركات البنات:
بصي بقى يا بنتي انتِ وهي أنا ما بعرفش أشوف مدرس وأحبه كدة زي فلانة اللي قضت السنة تحبه حب الأفلام الأبيض والأسود لأني كنت بحب أساتذتي حب تاني من نوع جميل لأني لما كنت بشوفهم كنت بنبهر بيهم وبكلامهم وبعلمهم ودا لا ينطبق على أستاذ لطفي بوشناق اللي كانت البنت بتقلده تمام زي ما هو بيعمل في الفصل ولا هينطبق على أستاذ ثابت مدرس التربية الوطنية اللي كان حاطط نفسه معايا في موضع تحد طول الوقت لدرجة إنه يغيظني ويرمي الكشكول بتاعي في سلة المهملات قدامي مع إني كنت بكتب التواريخ وبنظم الكشكول بس آهو عند وخلاص علشان يكسر شوكتي شوية في الفصل.
إنما حواديت البنات دي أنا بقى ما ليش فيها. واحدة بتموت في دباديب الممثلة شيرين سيف النصر وهيغمى عليها لو ما قابلتهاش وبتجمع كل صورها من الجرايد والمجلات، والتانية راحت لبيت كاظم الساهر هنا في مصر لما جابت العنوان من مجلة الكواكب، والتالتة عمالة تقول لنا شوفوا الأستاذ دا لابس إيه وسنه كم سنة.. طب دا حتى لابس دبلة في إيده اليمين.. يبقى ممكن يفسخ الخطوبة عادي في أي وقت إنما لو كانت في الشمال يبقى صعب صراحة هههههههههههه.. والبنت اللي بتاخد عند فلان الفلاني درس لأنه شخصية، طب يعني إيه شخصية دي يا فلانة واللهِ أنا مش عارفة أفسر كلمة إن مدرس عنده شخصية أو إني مش عارفة أركِّز في الحصة أو حتى آخد درس وأنا في أولى ثانوي أو أغيب عن المدرسة لما يكون عندي شوية برد صغيرين.. هو انتو يا جماعة بتجيبوا الحاجات دي منين؟ أنا مش فاهمة إزاي بتقيسوها كدة!!
نرجع لأهم حاجة في كلام البنات عن قميص المدرس الشيك وريحة بارفانه وخطيبته أو مراته وولاده اللي معانا في المدرسة وهو عازب ولا متجوز. طب إزاي المدرس فلان يتجوز الطالبة اللي كانت عنده هنا؟ يا نهار أبيض هو انا لو كنت في المدرسة ببص لأستاذي هيفكَّر إني هحبه زي فلانة دي أو علانة التانية؟! يخرب بيت شكك في نفسك بقى طب واللهِ أنا مانا عارفة أعمل في نفسي إيه!
كلمة بنات:
كلمة غريبة على وداني أنا متعودة أستاذ عاطف في المدرسة الإعدادي بيقول يا رجالة أو حتى بيقول يا جماعة إنما إنه يقول يا بنات كدة مش منطقي على وداني. بس حقيقي كنت بحس بفرحة إننا بنات مع بعض في الفصل رغم إن طول الوقت عندي الإحساس المتكرر إن عندنا في الفصل صبيان وصبيان بيتشاقوا كمان.
بس كلمة بنات بقت مستساغة جدًا لما دخلت تانية ثانوي وقعدت مع ميس راندا في مجموعة اللغة الإنجليزية وطول الوقت وهي حامل وماشية في المجموعة عمالة أراقب بطنها الكبيرة الغريبة قوي وأسستغرب مسألة حملها بشدة خالص وإن ممكن ييجي لي حاجة وأحط إيدي عليها علشان أكتشف هو إيه دا بالظبط.. هههههههه يخرب بيت خيال العيال يا بنتي.
بس ميس إلهام بقى كانت البنات بتخليها تحضنها إزاي؟ أنا عمري ما أقرب من مدرسة كدة وأحضنها وأبوسها والوحيدة اللي عملت معاها كدة كانت ميس آمال مدرسة الجغرافيا اللي كانت بتحببني في الجغرافيا والتاريخ في إعدادي وخصوصًا بعد ما مات أول مولود لها وكان فصل سنة تالتة رابع إعدادي كله زعلان عليها.
الدمااااااااغ:
سنة تانية ثانوي وعلى رأي اللي بيقول عنها فزَّاعة الثانوية العامة. طب واللهِ أنا كانت تانية وتالتة ثانوي بالنسبة لي عبيطة غيرش بس المحيطين بيتصلوا كل شوية ويسألوا إن كنت بذاكر ولا بلعب وماما بتشد شعرها علشان شايفاني بلعب وبالنسبة لها اللي بيمتحن ويجيب مجموع حلو هو اللي بيحط كتبه على المكتب ويقعد وجنبه الأباجورة يذاكر 165 ساعة في اليوم وما تسألونيش إزاي لأني لحد النهاردة مش عارفة.
إنما بقى البنات في المدرسة أغرتني آخد درس خصوصي في تانية ثانوي عند أستاذ إيهاب ولأني خام خالص في مسألة الدروس الخصوصية ما عرفتش هيكون الوضع عامل إزاي وطول الوقت متخيلة الدرس الخصوصي من وجهة نظري مدرس لامم الطلبة وضروري يكون فيه سبورة ولو صغيرة عند الناس اللي هروح آخد الدرس عندهم. الموضوع طلع غريب لما أخويا وصلني لحد أستاذ إيهاب وكان معايا كاربون وورق زي ما علياء قالت وأستاذ إيهاب خدني عند البنت اللي هناخد عندها الدرس وبقى يسألني حبة حاجات عن الدرس وأنا قبل كل جملة أقول له: علياء بتقول ... علياء بتقول ... علياء بتقول .. حسيته بيستغرب كلامي عن علياء في الوقت اللي هو مش مستوعب إني عمري في حياتي أصلًا ما أخدت درس ولا دخلت عند ناس آخد درس من أساسه (علياء دي البنت اللي خبرة في مسألة الدروس وبتضحك على إني مش عارفة إن الدرس ما فيهوش سبورة وعمالة تفطمني على اللي هيحصل فيه بالظبط) ههههههه
المجموعة بقى هي عبارة عن مدرسة صغيرة بتقسم لي الحصص إلى ساعتين × ساعتين × ساعتين عن كل مادة، وأجمل مجموعة اللي كانت بتبقى في مقر أمانة الحزب الوطني الديمقراطي اللي مش فاهمة يعني إيه أمانة ويعني إيه وطني ويعني إيه ديمقراطي بس اللي فاهماه إننا لما كنا بندخل الحمام بتاعها اللي ريحته وحشة خالص أنا ورشا كنا بنقعد نتريق وخصوصًا أنا لما كنت بفتح الحمام ألاقي الناس عاملة حاجات في أماكن خارج الموضوع أساسًا وعليه فكنت بقول لرشا وأنا بشاور: الإنسان مسيّر ولا مخيّر.. وكفاية قرف بقى لأنها جملة إفيه كنت بقوله على حاجات غير منطقية في أماكن غير منطقية برضو وبطبق عليها أفكار الفلسفة اللي بحبها.
رشا بقى دي كانت بتقعد تتريق عليَّ لما أستاذ محمد شعبان يدخل الحصة من بدري وأنا جاية أتمخطر بعد أول ربع ساعة ما طارت من وقت الحصة. ولما أستاذ محمد شعبان بقى يلاحظ إني الوحيدة اللي بتعمل كدة وبتدخل من غير ما تعمل ولا نفس كأن موضوع تأخيرها عن الحصة بقى فرض عين وليس كفاية عليها هي لوحدها بقى يشاور على دماغه ويخبطها بإيده ويقول للولاد كلها عني: دمااااااااااااااغ.
بس الدماغ الحقيقية بقى كانت بتعجبني من مدرس اللغة العربية أستاذ محمد جافور اللي مازلت بحبه جدًا (كأستاذ بالطبع ومنبهرة به) وكنت بفضل متنحة معاه وعايشة كل فروع اللغة العربية من قصة ونصوص ونحو وقراءة وأدب وبلاغة، وبستغرب من العيال اللي حافظة معاه الدروس بالصورة دي لأني بكون عاوزة أسمع منه مش أحفظ وأعمل معاه أحلى دماغ بجد وهو بيتكلم عن الشعر وعن الأدب وعن القصة اللي كنت برسم كل تفاصيل مشاهدها ودروس القراءة كمان. الله عليك يا أستاذ محمد جافور. الراجل دا كنت بتمنى مجموعة العربي تستمر معاه لأطول وقت ممكن علشان أفضل سرحانة في كل كلمة ومعنى ومدلول وكمان لأنه كان بيقول عني شاطرة جدًا لما أجاوب معاه وأعرب كلمة في النحو اللي بحبه موت.
أستاذ محمد جافور دا حبيبي بجد لأنه الأسمر قوي اللي خطه جميل جدًا اللي بيقول لي دايمًا: انتِ شاعرة.. وأقول له يا أستاذ محمد أنا ما بكتبش شعر أنا ألقيه فقط وهو يصر إني شاعرة ويقول لي لأ انتِ شاعرة..
ربنا يمد في عمرك يا أستاذ محمد جافور ويبارك فيك ولما راحت له أختي تاخد عنده درس وهي في ثانوي قال لها هو انتِ كان لكِ أخت هنا؟ ولما قالت له أيوة وجت تحكي لي أنا طِرت طيراااااان من الفرحة اللي أكبر من دموعي دلوقت على الموقف لأنه لسه فاكرني بعد مرور 13 سنة من التعليم بيني وبين أختي الصغيرة.. وأروح أتلكك بإني رايحة أجيبها من المجموعة وقال بوصي عليها بقى وهو يشوفني ويقول لها: مش قلت لك إنك لكِ أخت وكانت هنا من تلات سنين. وأنا أصلح له لا يا أستاذ محمد من أبعد. يبقى من خمسة. لأ يا أستاذ محمد واللهِ أبعد من كدة بكتير.. لأ مش ممكن أنا فاكرك خالص حتى انتِ اللي بتكتبي شعر مش كدة؟ أيوة يا أستاذ محمد بس مش من فترة قريبة كدة دا من فترة بعيدة. 
أستاذ محمد جافور لو شافني تاني وتالت ورابع هيقول عني نفس الكلمة برضو: شاعرة. بس إزاي الراجل العظيم دا بيقول على المفعوصة اللي هي أنا شاعرة لحد النهاردة وهو لا قرأ لي ولا حاجة وكل الحكاية إنه كان شافني في مرة ألقي الشعر في مسابقة وطلب مني ألقي الشعر نفسه على الولاد في مجموعة العربي وهو بيثني عليَّ وبيمدحني وانا عاوزة أداري نفسي في أي حاجة علشان ما أتغرش في نفسي وآخد مقلب فيها.
عودة لمواقف البنات:
داليا الدرملي البنت الرفيعة قوي اللي كانت بتمثل على المدرسة إنها تعبانة كل حصة ألعاب وهي نازلة رقص في الفصل بين الحصص أو حتى بتبرد ضوافرها وقاعدة نازلة رغي مع علياء صديقتها الصدوق من أيام إعدادي في مدرسة إيجيبت. داليا في يوم نزلت للحكيمة ولقيتها بتقول لي تعالي معايا. رايحة فين بقى يا داليا؟ قالت هقول لك بصي يا ستي انا مش عايزة ألعب ألعاب ومش جايبة اللبس وعلشان الميس ما تهزأنيش هدخل أنام عند الحكيمة. وانتِ هتيجي معايا وتقولي للحكيمة إني كنت تعبانة وأنا أمسك جنبي وتفضلي تقولي إني كانت حالتي صعبة خالص.. ماشي؟ ماشي يا بنتي.
وعند حجرة الحكيمة اللي في الدور الأول جنب حمامات المدرسات أقف أتسمَّر قدام الباب وداليا عمالة تحفظني هقول للحكيمة إيه وأنا من ورا الباب وأول ما انفتح الباب دخلت داليا وأنا انفتحت في الضحك بصورة هيستيرية وأنا متخيلة داليا الدرملي داخلة للميس الحكيمة وبتكدب عليها وانا داخلة قال وهكدب معاها ومش قادرة أوقف ضحك لدرجة الميس الحكيمة بقت مصدقة داليا جدًا وأنا نازلة ضحك ضحك ضحك وبمسك بطني قدامها من كتر الضحك وهقع على الأرض وهي برضو لسه مصدقة داليا وأنا مش بنطق وأساند داليا لأ نازلة ضحك هيستيري بشكل مش قادرة أوقفه كل ما داليا تقول لها على أي عَرَض توصف بيه حالتها المرضية والألم اللي في جنبها، والميس مستغرباني ومستغربة ضحكي ومصدقة داليا وبرضو مستغرباني وأنا مش قادرة أمسك نفسي من الضحك لدرجة دموعي نزلت وكل ما أشوفها مصدقاها وهي بتكدب أبقى مش قادرة أمسك نفسي من الضحك أكتر وأكتر.
في النهاية لما الحصة انتهت وانا كنت خرجت من عند الحكيمة جري لأن داليا الدرملي كانت هتبهدلني لما تشوفني وتقرصني على الموقف اللي ما قدرتش أبطل عليه ضحك دا وهي بتكدب والحكيمة مصدقاها وأنا نازلة ضحك على الاتنين زي ما انا مش قادرة أبطل ضحك حالًا دلوقت.

بعض من ذكريات الثانوي سأتبعها بالبعض الآخر عن قريب

هناك 3 تعليقات:

  1. والله أنا سعيد جدااا لما قريت حاجه عن أ محمد جافور ، أنا نفسي اعتر فيه نفسي اوصل والله ، ده كان أستائي من ٢٦ سنه ونفسي أشوفه

    ردحذف
  2. ياريت لو حضرتك تعرفي رقم تلفونه ترسليه ليا أكون شاكر فضلك

    ردحذف
  3. الأستاذ الفاضل محمد جلال
    إن شاء الله تقدر تقابل أستاذ محمد جافور في جمعية أرمنا النوبية في عابدين في شارع عبد العزيز جاويش.

    ردحذف

أشكر لك المتابعة والتفاعل بالتعليق