المتابعون

الخميس، 11 أبريل 2013

اليوم قررت أكون محل الشهيد

قررت أعيش كأني شهيدة مكان كل اللي ماتوا. أول حاجة مش هبص على اللي هسيبه من أشياء خاصة بي، ولا هيتصرفوا معها إزاي أهلي. لكن أنا هبص على أهلي اللي ربما ينقسمون: بعضهم هيعيط ويزعل ويتضايق ويجزع ويبكي وينهار ويسخط على نظام الحكم لأن موتي كان بسبب إهمال ما أو بسبب تأخر في سير الإصلاحات أو تباطؤ.. وبعض أهلي هيصبر وهيقول الحمد لله دا أجلها. مش كتير من أهلي ممكن يصبروا كدة لأن الصدمة بتاعة الموت قد تنسي الناس إنهم مآلهم إلى الجنة أو النار وإن الموت حتمي وإنه هو الحقيقة الواحدة في هذه الدنيا. ولأنهم ممكن يكونوا من اللي هيصبوا غضبهم ولعنتهم كلها على النظام الحاكم أو على شخص الحاكم فقررت أكون أنا الشهيد اللي هيصحو من نومته المؤقتة ويشكر اللي عجَّل بها لأنه ارتاح من زيف الحياة ومن تدليس وتزوير الناس للحق وإلباسه ثوب الباطل والعكس. قررت أقول إني أؤجل عقاب المتسبب الحقيقي في وفاتي في الدنيا إلى الآخرة حتى يرى الخلق الحق حقًّا لأنه لا يراه الآن في الدنيا من كثرة الغبار فوق أنفه حتى أنه يسد عنه الحق أمام عينيه.
قررت أقول من زمان إن الحق هو اللي ربنا كشفه ليَّ بعد ما كنت ماشية وراء الثوار اللي كنت أظن بعضهم ثوارًا. ولقيت ثوار تانيين مختلفين بيصبروا على الإيذاء المادي والمعنوي وربنا بيكافئهم. بالضبط زي ما كان بيحصل لي زمان كتير قوي من ناس مقربين لي وكنت بدفع السيئة بالحسنة وكنت أشد الناس ألمًا مما أرى وأسمع منهم عني وعن غيري ومازلت. لكنني قررتُ مقاطعة الباطل تمامًا. ومثلما تركت مجالس الساخطين الناجمين المتجهمين الملبسين الحق بالباطل لحاجة في نفوسهم ولأنهم ارتضوا أن يسمعوا طرفًا على حساب كافة الأطراف، وجدتُ طريقًا أخرى يدفعني الله إليها دفعًا. أبدلني الله خيرًا من صحبة السوء كما طلبت من الله. وكلما كان هناك مَن يضيق صدره بكلامي في الوقت الذي أتقبل فيه كلامه، وجدتُ الله يبدلنيه بآخر يتقبل ما أراه صوابًا.. هنا علمت وأدركت كيف كان الله يسوق إليَّ الحق ويسوقني في طريقه كلما طلبتُ منه ذلك. وعرفتُ أن النهضة بالفعل هي إرادة شعب وهي إرادة الله إذا أرادها الشعب.
هنا أعود إلى أهلي الذين قد يضرهم كلامي هذا عندما يستميلهم أحد الأقارب والمعارف فيوسوس لهم بضرورة المطالبة بحقي وعدم السكوت عنه في وسائل الإعلام المغرضة، وأرى الباطل يسوق أهلي في بعض القنوات التي تبث الضغينة والحقد والزور في نفوس الجميع. أرى المطالبة بهذا الحق يدفع أهلي أن يقولوا كلمة الباطل: لقد كان العهد السابق أفضل بكثير من هذا العهد إذ كنا نشعر بالأمن والأمان والنظام والنظافة والجمال والعدل والنجاح والتقدم وسير العدالة على عجل وزيادة في الإنتاج ومعاملة حسنة في أقسام الشرطة وتكافؤ في الفرص وعدالة في توزيع الأجور وعدالة في المجتمع بكل طوائفه وعلى مستوى اختلاف أفكاره ومعتقداته.
كل ما يقوله هنا أهلي عني ويبكونني بهِ هو الباطل. وكل ما أنزلني الله من خيرٍ بمنزلةِ الصدق هو الحق والحقُّ باقٍ رغم ما يحاول أغلب الناس من محاولاتٍ لإلباسه بالباطل.
أنا فقط أتقمص دوري إذا كنتُ شهيدة وكان أهلي من أهل بعض الشهداء.
ولا أتمنى أن يسير أهلي عكس ما جاء به الحديث الشريف لما يرونه من خلافات وتخبطات سياسية: يأتي زمان على أمتي القابض فيه على دينه كالقابض على جمر النار.
اللهم ارزقنا القبض على دينك والعض بالنواجز على سنة الرسول وسنة صحابته ومن اتبعه.
اللهم أرنا الحقَّ حقًّا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه.
اللهم يا مقلب القلوب يا مقلب القلوب يا مقلب القلوب ثبِّت قلبي على دينك واقبضني إليك غير مفتونة فيه.      

هناك تعليق واحد:

أشكر لك المتابعة والتفاعل بالتعليق