لما اشتريت العجلة كان عندي اقتناع تام إن مصر هتتغير وتركب دراجات بدلًا من السيارات الملوثة للهواء والملوثة لفكر أغلب الناس كمان بالعنجهية والتباهي والتفاخر بالإكثار من كماليات الحياة لكي يحترمك الناس.
ورجعت كتير من كم يوم بالذاكرة لما كنت ماشية في الشارع مع واحدة من صاحباتي - اللي المفروض إنها كانت مقربة لي بس اكتشفت بعدين ندالتها وإنها كانت غير جديرة بحقوق الصداقة - واتكلمنا في موضوع امتلاك السيارة من وجهة نظري ونظرها. هي كانت بتتكلم إنها عاوزة فلوس كتير قوي علشان تمتلك السيارة. وانا قلت لها أنا لو معي فلوس هدعي من ربنا ما يبقاش عندي سيارة علشان السيارة دي نقمة مش نعمة والإنسان مش بتعمله سيارته أو مظهره أو كماليات بيمتلكها.
بالطبع هي اليوم من أشد الناس انتقادًا لي خصوصًا إنها ساكنة جنب بيتي بكم شارع واشترت سيارة فخمة جدًا بعد ما اشتغلت في نفس المجالات اللي كنت انا بحلم أشتغل فيها وهي بتنفذ أحلامي بالسعي وراء الشخصيات التي تتسلق من خلالها للوصول بأي تمن لحلمها ولو كان على حساب أي شيء.
المشكلة ليست في الدراجة ولا في السيارة المشكلة في الاثنين إن كانا لا يستخدمهما إنسان بحكمة فتشعر إن الحاجتين دول هما اللي سايقينه مش هو اللي سايقهم.
نفس الفكرة من بنت تانية اسمها رانيا عيد
البنت ماتت في سن صغيرة بعد إصابتها بالسرطان واكتشاف الإصابة قبل وفاتها بمدة بسيطة جدًا
البنت دي كنت ماشية معها برضو
شاورت لي على السيارات وقالت لي نفس جمل الطموح بتاعة رشا بس بشكل أكثر عمقًا برغبة أكبر من رغبة رشا
ونفس إجابتي لها كانت إجابتي لرشا ولغيرها وغيرها...
طيب بقى اليوم مع العجلة
اليوم تذكرت لما دخلت عند الطبيب وأمسك بالأشعات وبدأ يقرأ التفاصيل ويقول لي الموقف... العمود الفقري بين فقراته فيه غضاريف علشان تمنع احتكاك الفقرات ببعضها. الفقرتين الغضروف متآكل بينهما تمامًا..
هو انتِ عندك كم سنة؟
رديت عليه
قال لي: الأمراض دي بتيجي للناس في سن الشيخوخة.
الضغط على عصب هنا متصل بالرجل اليمين أو الشمال ممكن يسبب موت العصب ومن ثَمَّ يسبب الشلل..
شلل؟؟؟
طب الحل؟
الحل في تخفيف الوزن ولعب الرياضة وجلسات كهربا
مليت من جلسات الكهربا
الحقن اللي اكتشفت إنها مش بتعيد تكوين الغضروف بل هي مقويات
قرفت بقى كل شوية أروح لنفس طبيبة الصيدلية وأتحقن بنفس الحقنة اللي شايفة ما لهاش أي لازمة في الحياة لما الغضروف تآكل واحتمال الإصابة بالشلل كبير لو الحالة ساءت.
طب أعمل إيه؟؟
الدنيا ما تستاهلش.. كفاية قضيتها زمان كتير في إهدار وقتي وصحتي وما كانش بيعجب. ولما استقبلت خبر زي دا لوحدي عند طبيب رحت له لوحدي ودفعت تمن كل شيء لوحدي ومحتمل كنت أصاب بالشلل ولا حد هينفعني خالص...طب إيه؟
طب لازم أعمل حاجة تخليني أتمتع برجلي اللي ممكن ما أعرفش أمشي عليها تاني.
لما واحد كفيف سألني في يوم إيه أجمل متعة من متع الدنيا ربنا أعطاها للإنسان ولازم يشكر ربنا عليها وكان بيلمح للنظر جاوبته بلا تفكير: إنك تكون ماشي على رجليك.
أيوة أنا بحب أمشي كتير قوي قوي قوي
ذكريات تيتة في الطفولة كانت بتقول لي إنها كانت بتلف شبرا كلها وتمشي مشي كتييييييييييير قوي وكانت دايمًا بتذيل كلامها بإن اللي يعيش ياما يشوف واللي بيمشي بيشوف أكتر.
ومن ساعتها بالفعل كنت بعيش بإني أمشي وأمشي وأمشي من كل مكان لمكان لمكان بحس إن المشي حياة.
طيب إيه اللي حصل اليوم؟
اليوم فكرت: لو فقدت المشي على رجلي إيه ممكن يحصل لي لو ما كنتش بركب عجلة وبتمتع بيها؟
طب لو فقدت عيني زي الناس المكفوفين اللي بساعدهم في رسالة وبيصعب عليَّ قوي كونهم مش بيقدروا يشوفوا؟
طب لو فقدت عقلي زي البنت اللي فقدت عقلها بعد وفاة والدتها وزواج والدها للمرة التانية ومن ساعتها وهي بتمشي في الشارع جنب بيتنا وبتكسر في الحاجة لما الناس بتنرفزها وتضايقها؟؟
طب لو فقدت الحياة زي كل اللي فقدوها في سن الشباب؟؟
طب الحمد لله إن لسه عندي طاقة في رجلي أمشي بيها
ولسه عندي بصر في عيني أشوف بيه
ولسه عندي عقل أتحكم في قيادة دراجتي وقيادة حياتي
ولسه عندي حياة وبعمل فيها كل شيء بحول الله وقوته لا بحولي وقوتي.
طب واللهِ أنا مش جايبة الدراجة يا رب أتباهى بيها ولا أستعرض بيها أمام أي شخص محروم ولا أمشي بيها وألفت أنظار الشباب.
أقسم بالله ويا رب أنتَ المطلع على ما في قلبي إن الدراجة دي بقضي بيها مشاويري لنشر فكرة ركوب الدراجات في بلدنا والتخلي عن فكرة رانيا عيد اللي ماتت ونفسها تركب سيارة والتخلي عن فكرة المباهاة بالسيارة واستفزاز مشاعر الناس المحرومة من ركوبها وتعطيل آلاف بل ملايين الناس عن الوصول لبيوتها أو أعمالها بسبب أنانية الكثيرين بركوب كل شخص لسيارته الخاصة التي تشغل حيزًا كبيرًا جدًا من مساحات الشوارع وبتعطل حركة سير المواصلات العامة التي تنقل كثير مننا.
ورجعت كتير من كم يوم بالذاكرة لما كنت ماشية في الشارع مع واحدة من صاحباتي - اللي المفروض إنها كانت مقربة لي بس اكتشفت بعدين ندالتها وإنها كانت غير جديرة بحقوق الصداقة - واتكلمنا في موضوع امتلاك السيارة من وجهة نظري ونظرها. هي كانت بتتكلم إنها عاوزة فلوس كتير قوي علشان تمتلك السيارة. وانا قلت لها أنا لو معي فلوس هدعي من ربنا ما يبقاش عندي سيارة علشان السيارة دي نقمة مش نعمة والإنسان مش بتعمله سيارته أو مظهره أو كماليات بيمتلكها.
بالطبع هي اليوم من أشد الناس انتقادًا لي خصوصًا إنها ساكنة جنب بيتي بكم شارع واشترت سيارة فخمة جدًا بعد ما اشتغلت في نفس المجالات اللي كنت انا بحلم أشتغل فيها وهي بتنفذ أحلامي بالسعي وراء الشخصيات التي تتسلق من خلالها للوصول بأي تمن لحلمها ولو كان على حساب أي شيء.
المشكلة ليست في الدراجة ولا في السيارة المشكلة في الاثنين إن كانا لا يستخدمهما إنسان بحكمة فتشعر إن الحاجتين دول هما اللي سايقينه مش هو اللي سايقهم.
نفس الفكرة من بنت تانية اسمها رانيا عيد
البنت ماتت في سن صغيرة بعد إصابتها بالسرطان واكتشاف الإصابة قبل وفاتها بمدة بسيطة جدًا
البنت دي كنت ماشية معها برضو
شاورت لي على السيارات وقالت لي نفس جمل الطموح بتاعة رشا بس بشكل أكثر عمقًا برغبة أكبر من رغبة رشا
ونفس إجابتي لها كانت إجابتي لرشا ولغيرها وغيرها...
طيب بقى اليوم مع العجلة
اليوم تذكرت لما دخلت عند الطبيب وأمسك بالأشعات وبدأ يقرأ التفاصيل ويقول لي الموقف... العمود الفقري بين فقراته فيه غضاريف علشان تمنع احتكاك الفقرات ببعضها. الفقرتين الغضروف متآكل بينهما تمامًا..
هو انتِ عندك كم سنة؟
رديت عليه
قال لي: الأمراض دي بتيجي للناس في سن الشيخوخة.
الضغط على عصب هنا متصل بالرجل اليمين أو الشمال ممكن يسبب موت العصب ومن ثَمَّ يسبب الشلل..
شلل؟؟؟
طب الحل؟
الحل في تخفيف الوزن ولعب الرياضة وجلسات كهربا
مليت من جلسات الكهربا
الحقن اللي اكتشفت إنها مش بتعيد تكوين الغضروف بل هي مقويات
قرفت بقى كل شوية أروح لنفس طبيبة الصيدلية وأتحقن بنفس الحقنة اللي شايفة ما لهاش أي لازمة في الحياة لما الغضروف تآكل واحتمال الإصابة بالشلل كبير لو الحالة ساءت.
طب أعمل إيه؟؟
الدنيا ما تستاهلش.. كفاية قضيتها زمان كتير في إهدار وقتي وصحتي وما كانش بيعجب. ولما استقبلت خبر زي دا لوحدي عند طبيب رحت له لوحدي ودفعت تمن كل شيء لوحدي ومحتمل كنت أصاب بالشلل ولا حد هينفعني خالص...طب إيه؟
طب لازم أعمل حاجة تخليني أتمتع برجلي اللي ممكن ما أعرفش أمشي عليها تاني.
لما واحد كفيف سألني في يوم إيه أجمل متعة من متع الدنيا ربنا أعطاها للإنسان ولازم يشكر ربنا عليها وكان بيلمح للنظر جاوبته بلا تفكير: إنك تكون ماشي على رجليك.
أيوة أنا بحب أمشي كتير قوي قوي قوي
ذكريات تيتة في الطفولة كانت بتقول لي إنها كانت بتلف شبرا كلها وتمشي مشي كتييييييييييير قوي وكانت دايمًا بتذيل كلامها بإن اللي يعيش ياما يشوف واللي بيمشي بيشوف أكتر.
ومن ساعتها بالفعل كنت بعيش بإني أمشي وأمشي وأمشي من كل مكان لمكان لمكان بحس إن المشي حياة.
طيب إيه اللي حصل اليوم؟
اليوم فكرت: لو فقدت المشي على رجلي إيه ممكن يحصل لي لو ما كنتش بركب عجلة وبتمتع بيها؟
طب لو فقدت عيني زي الناس المكفوفين اللي بساعدهم في رسالة وبيصعب عليَّ قوي كونهم مش بيقدروا يشوفوا؟
طب لو فقدت عقلي زي البنت اللي فقدت عقلها بعد وفاة والدتها وزواج والدها للمرة التانية ومن ساعتها وهي بتمشي في الشارع جنب بيتنا وبتكسر في الحاجة لما الناس بتنرفزها وتضايقها؟؟
طب لو فقدت الحياة زي كل اللي فقدوها في سن الشباب؟؟
طب الحمد لله إن لسه عندي طاقة في رجلي أمشي بيها
ولسه عندي بصر في عيني أشوف بيه
ولسه عندي عقل أتحكم في قيادة دراجتي وقيادة حياتي
ولسه عندي حياة وبعمل فيها كل شيء بحول الله وقوته لا بحولي وقوتي.
طب واللهِ أنا مش جايبة الدراجة يا رب أتباهى بيها ولا أستعرض بيها أمام أي شخص محروم ولا أمشي بيها وألفت أنظار الشباب.
أقسم بالله ويا رب أنتَ المطلع على ما في قلبي إن الدراجة دي بقضي بيها مشاويري لنشر فكرة ركوب الدراجات في بلدنا والتخلي عن فكرة رانيا عيد اللي ماتت ونفسها تركب سيارة والتخلي عن فكرة المباهاة بالسيارة واستفزاز مشاعر الناس المحرومة من ركوبها وتعطيل آلاف بل ملايين الناس عن الوصول لبيوتها أو أعمالها بسبب أنانية الكثيرين بركوب كل شخص لسيارته الخاصة التي تشغل حيزًا كبيرًا جدًا من مساحات الشوارع وبتعطل حركة سير المواصلات العامة التي تنقل كثير مننا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أشكر لك المتابعة والتفاعل بالتعليق