المتابعون

السبت، 17 نوفمبر 2012

مدرسة الحوياتي الثانوية بنات (زغروتة أحلى بنوتة)

فصل تانية تاني أدبي كانت تشاركني فيه أختي قبل ما تكون صديقة عمري: سارة.
الفصل كان في آخر دور في المدرسة. ولأن سارة لها ظروف صحية معينة من إغماءات متكررة، كان لازم نغير حاجة معينة تتهيأ بها ظروف الفصل لاستقبال سارة كل صباح دون عناءٍ شديد. ورغم إن نقل الفصل من الدور التالت إلى الدور التاني كان غربة بالنسبة لنا علشان خلاص كنا تعودنا على فصلنا في الدور التالت واشترينا جلاد غطينا به الحوائط بتاعة الفصل وبدأنا بالفعل في شراء الزينة الجميلة اللي هتؤهلنا ناخد كاس أحلى فصل في المدرسة، وافقنا علشان سارة نتنازل عن فصلنا اللي حبيناه خالص وحبينا تفاصيله واتعودنا عليه، وكله يهون علشان سارة.
الفصل الجديد
كان صعب علينا نتقبل الفصل الجديد رغم إنه كان في قلب القصر اللي اتعملت فيه المدرسة. قصر الحوياتي باشا اللي بيقولوا عنه كان جميل. الحوائط والأسقف عالية جدًا. الشباك منه كان بمثابة بلكونة في بيوتنا كلنا لأن أكيد أكيد السقف في بيوتنا كلنا لم يبلغ هذا الطول اللي عليه القصر.
البلكونات كانت أهم حاجة تميز الفصل. ونخلي بالنا من البلكونات لأن دي نكبة ومصيبة وخصوصًا إننا مدرسة بنات والمدرسة المقابلة لنا مدرسة مختلطة "ليسيه الحرية" وفيها أولاد وبنات وقد تجلس الفتاة بجانب الفتى في نفس المقعد وهو ما قد نستغربه جميعًا لأننا حتى اللي جايين مننا من مدارس مختلطة كنا ممكن نستهجن وجود البنت في صف البنين مش بس على نفس المقعد مع الولد الغريب عنها.
لكن بقى يا ويلها يا سواد ليلها اللي تحس ناظرة الصف بتاعها إن بلكونتها مفتوحة وبيشاور لها ولد من المدرسة اللي قصادنا أو حتى تحس أبلة الناظرة إن البنت هي اللي بتشاور من بلكونة أو شباك الفصل. ومعنى ذلك إن البلكونات هتكون مغلقة ومحكمة الإغلاق كمان. وخدوا بالكم إننا نتجاور مع حجرة ناظرة الصف اللي ممكن تطب علينا في أي وقت حتى لو كان الفرق بين حجرتها وفصلنا حجرة الموسيقا.
مش ممكن أنسى يوم لما نشوة وقفت قصاد البلكونة وشاور ولد من مدرسة الليسيه على ظهره يقصد بيه البنت أم شعر طويل، وأخدت بالها أبلة الناظرة ودخلت بسرعة الفصل تزعق فينا جامد وتقول إنها مش عاوزة تنادي لأستاذ/ فلان ييجي يسمَّر البلكونة علشان ما تسدش علينا متنفس بس اللي هيتكرر منها موقف زي دا هيبقى نهارها مش معدي.
الجميل بقى في الفصل إنه كان رغم تجاور حجرتي الموسيقا وبعدها حجرة الناظرة على مقربة في نفس الدور إننا كنا لما نغلق باب الفصل نحس بإننا معزولين حتى عن سماع صوت جرس الحصص في المدرسة.
الفسحة
أجمل فسحة في المدرسة كنا بنقضيها في الفصل الجديد.
الفصل الجديد برضو منعزل عن المدرسة بشكل جميل يسمح لنا بالعزلة إحنا كمان.
ياسمين عباس بنوتة ضمن البنوتات اللي شعرهن ناعم مسترسل وأجمل حاجة فيه لونه البني اللامع الطبيعي.
في يوم جميل قررنا الفسحة تكون مختلفة وأغلقنا بالطبع البلكونات علشان ما حدش يحس إننا في الفصل من أصله.
البنات أخذن كرسي المدرس وبدأن الحفل الجميل.
أنا وبنوتة تانية بنعمل لياسمين في شعرها "سنبلة"
وهي ماسكة شعرها من ناحية وأنا ماسكة من ناحية.
ودورت البنوتة التالتة والرابعة الكرسي بتاع المدرس طبلة.
وانا سبت اللي بيعملوا الشعر ودخلت مع البنوتات الباقية.
وياللا يا بنات:
طالعة من بيت ابوها داخلة بيت الجيران... وأغاني من كدة وكلها من التاث الشعبي اللي البنات حافظاه وأنا بحاول أحفظ منه بس مش عارفة لأن حتى الحارة اللي ساكنين فيها لما كان بيبقى فيه أحداث من دي ما كناش بنقدر نتابع الأغاني بتاعة الستات لأننا منعزلين في بيتنا عن أحداث المكان بخصوصيتنا غير إن تيتة والخالات وماما كانوا بيمنعونا نتفرج ساعات من الشباك أو البلكونة ساعة الاحتفالات دي لأننا لسه بنات صغيرة وممكن كلمة تدخل ودننا ونكررها واحنا مش فاهمين لها أي معنى.
الأغاني فضلت واخدانا في الفصل وفضلنا عليها اللي بتطبل واللي بترقص واللي بتسرح العروسة وقال إيه إننا بنزف ياسمين الأمورة وبنوضب لها شعرها وكأننا في حنة أو في فرح عروسة شعبي بالظبط.
وانا بقى واخداني الجلالة وواقفة في ضهري الباب وبكمل التخت الشعبي اللي اتفتح في الفصل بالرقص والغنا وقمت فتحت في الزغروطة..
البنات فجأة لقيتها سابت الكرسي وسكتت وانا مش واخدة ف بالي وبزغرط برضو لقيت اللي بيقول من ورايا: بنت بنت..
وساعتها فوجئت إنه أستاذ/ أحمد جمال مدرس اللغة العربية البشوش الوجه بيكشر في وشي وبيحاول من ورا التكشيرة يخفي الابتسامة وهو بيقول لي: بتعملي إيه؟؟
أنا طبعًا بقيت في وسط هدومي وخصوصًا إن نص الزغروطة على طرف لساني والنص التاني خرج خلاص..
- بنت ... بنت ... بتنعملي إيه بقولك؟
- ولا حاجة يا أستاذ معلش أنا آسفة.
وفجأة لقيته بيرد: اعملي كدة تاني.
أنا بلمت واتسمرت ف مكاني وبحلقت واستغربت ودا كله ف وقت واحد..!!
- بقول اعملي كدة تاني.
رحت مكملة بقية الزغروطة وطلعت أجري من قدامه ودخلت استخبيت في سارة والبنات كلها بتضحك من الموقف.
وقال لنا: اعملوا اللي عاوزين تعملوه بس يا ريت مش بصوت عال علشان ما حدش يسمعكم برة ونروح في داهية..
ومن ساعتها بحب المدرسة أكتر لأن كبيري في مدرسة إعدادي كنت هراقب الجو للبنات لما الولاد ينزلوا ونقعد نغني أغاني الإعلانات بتاعة هاف تايم وغيرها ونطبل على المقاعد ولما أسمع صوت عصاية أستاذ/ عبد الغني ناصف ناظر الإعدادي وهو بيخبط بيها في الحيطة هجري كالعادة على الفصل وأقول للبنات: أبو الوفا أبو الوفا...
:،)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أشكر لك المتابعة والتفاعل بالتعليق