يوم وفاته
آخر يوم كنا على موعد معه كعادته. الأحد يوم العطلة الرسمية. كان قد وعدنا أن يأخذنا للفسحة في الأحد القادم في سيارته الجديدة.
ذهبَ مسرعًا وأثناء عودتي برفقة أخي من المدرسة قررتُ أن أمضي من طريق بينما أصر أن يمضي هو من طريق أخرى. سألته لماذا فأجابني بأنه يريدُ أن يكون أول مَن يصل إلى جدو ليرى السيارة الجديدة فيغيظني كعادته.
انطلقتُ من طريقي حزينة قليلًا لأنني أحب جدي بنفس القدر الذي يحبه به بل ربما أكثر، لكن جدي يفضله ويحبه أكثر مني.
ويشاء الله أن يمر جدي بسيارته المسرعة الجديدة بجواري وكأن الله قدَّرَ أن أكونَ آخر من يودعه.
جدو.. صرخت فرحةً عندما رأيته في سيارته الجديدة وكدت أطير بها إلا أنني حزنتُ لأن أخي قد مر من طريقٍ أخرى.
جدو.. أجابني بابتسامته المعهودة: فين حسن؟
فقلتُ له إنه انطلق من الطريق الأخرى كي يلحق به مسرعًا.
تأسَّفَ ولاحقته بالسؤال: جدو.. مش قلت لنا هتاخدنا معاك تفسحنا بالعربية الجديدة؟
مش النهاردة المرة الجاية.
وغادر
لم أكن أعرفُ أنه سيغادرُ الحياة.
فقط استيقظتُ ليلًا على أصواتٍ غريبة بعد أن عدت من مدرستي فوجدتُ جدتي قد أصابتها الحمى الشديدة وكانت تسيرُ وبيدها قالب من الثلج لكي يخفض من حرارتها ومع هذا كانت ترتعشُ وتكادُ تكون من المغشيين عليهم.
الجميع الجميع حولها..
كل الخالات وأمي بينهن تطببها.
هي في حالةٍ غريبة ومريضة للغاية.
نزلت مع أخي كي ننام قبل أن نستيقظ للمدرسة في الصباح الباكر.
استيقظت على عينيّ أمي المنتفختين. لأول مرة أراهما كذلك.
لم أعرف كيف أنطق وأسألها.. قلت لها: مالك يا ماما؟ فلم تجبني..!
ظننتُ أن هناك مكروهًا قد ألمَّ بالجدَّة، لكنني كنتُ لا أعرف وقتها كيف أعبِّر عن مشاعري بالصورة الواجبة.. فكان الصمت أبلغ لغة..
عدتُ إلى غرفة نومنا فوجدتُ خالي وخالي وعمو حسن وبابا في البلكونة مع أخي ونظرتُ من خلف الشيش فوجدتُ أخي يبكي بحُرقة وأنا متبلمة لا أعرف ماذا حدث..! هم ملتفون من حوله ويكلمونه.. أنا أحاول بعد أن انصرفوا أن أستنطقه..
هو لم ينبس ببنت شفة..!
أنا أرتدي ملابسي بعد أن أمرتني أمي كي لا أتأخر عن المدرسة.
أخي ارتدى الزي المدرسي بسرعة.
أبي لأول مرة يقرر أن يصطحبنا إلى المدرسة.
أصر هذه المرة على السؤال لأعرف ماذا حدث..
أجده يسألني: مش جدو أحمد مات؟
-أيوة!
-مش تيتة فوزية ماتت؟
- أيوة!!
-جدو حسن مات..
ما تعيطيش علشان ما يتعذبش
ما قدرتش أعيط زي حسن
مش عارفة ليه كنت صغيرة وكنت حزينة جدًا لكن حزني في اليوم دا ما خرجش لأني بحب جدو جدًا ومش مدركة معنى الموت بس خايفة عليه يتعذب زي ما قال بابا..
فضلت كاتمة ومش عارفة أعيط لحد ما رحت المدرسة. وبرضو قعدت في الفصل أثناء الفسحة ومش عارفة أعيط خالص.
جدو لا تمت إلا في ساعةٍ مؤقتة لأنك باقٍ في قلبي.
جدو من أجلي لا تمت أرجوك فأنا ما عرفتُ سوى كتفيك الحانيتين ظلًا لي.
جدو لا تمت..
جدو... وحشتني زغزغتك لرجلي من تحت الغطا علشان أصحا من نومي وأديك بوسة في خدك الجميل وشنباتك اللي بتشوكني.
آخر يوم كنا على موعد معه كعادته. الأحد يوم العطلة الرسمية. كان قد وعدنا أن يأخذنا للفسحة في الأحد القادم في سيارته الجديدة.
ذهبَ مسرعًا وأثناء عودتي برفقة أخي من المدرسة قررتُ أن أمضي من طريق بينما أصر أن يمضي هو من طريق أخرى. سألته لماذا فأجابني بأنه يريدُ أن يكون أول مَن يصل إلى جدو ليرى السيارة الجديدة فيغيظني كعادته.
انطلقتُ من طريقي حزينة قليلًا لأنني أحب جدي بنفس القدر الذي يحبه به بل ربما أكثر، لكن جدي يفضله ويحبه أكثر مني.
ويشاء الله أن يمر جدي بسيارته المسرعة الجديدة بجواري وكأن الله قدَّرَ أن أكونَ آخر من يودعه.
جدو.. صرخت فرحةً عندما رأيته في سيارته الجديدة وكدت أطير بها إلا أنني حزنتُ لأن أخي قد مر من طريقٍ أخرى.
جدو.. أجابني بابتسامته المعهودة: فين حسن؟
فقلتُ له إنه انطلق من الطريق الأخرى كي يلحق به مسرعًا.
تأسَّفَ ولاحقته بالسؤال: جدو.. مش قلت لنا هتاخدنا معاك تفسحنا بالعربية الجديدة؟
مش النهاردة المرة الجاية.
وغادر
لم أكن أعرفُ أنه سيغادرُ الحياة.
فقط استيقظتُ ليلًا على أصواتٍ غريبة بعد أن عدت من مدرستي فوجدتُ جدتي قد أصابتها الحمى الشديدة وكانت تسيرُ وبيدها قالب من الثلج لكي يخفض من حرارتها ومع هذا كانت ترتعشُ وتكادُ تكون من المغشيين عليهم.
الجميع الجميع حولها..
كل الخالات وأمي بينهن تطببها.
هي في حالةٍ غريبة ومريضة للغاية.
نزلت مع أخي كي ننام قبل أن نستيقظ للمدرسة في الصباح الباكر.
استيقظت على عينيّ أمي المنتفختين. لأول مرة أراهما كذلك.
لم أعرف كيف أنطق وأسألها.. قلت لها: مالك يا ماما؟ فلم تجبني..!
ظننتُ أن هناك مكروهًا قد ألمَّ بالجدَّة، لكنني كنتُ لا أعرف وقتها كيف أعبِّر عن مشاعري بالصورة الواجبة.. فكان الصمت أبلغ لغة..
عدتُ إلى غرفة نومنا فوجدتُ خالي وخالي وعمو حسن وبابا في البلكونة مع أخي ونظرتُ من خلف الشيش فوجدتُ أخي يبكي بحُرقة وأنا متبلمة لا أعرف ماذا حدث..! هم ملتفون من حوله ويكلمونه.. أنا أحاول بعد أن انصرفوا أن أستنطقه..
هو لم ينبس ببنت شفة..!
أنا أرتدي ملابسي بعد أن أمرتني أمي كي لا أتأخر عن المدرسة.
أخي ارتدى الزي المدرسي بسرعة.
أبي لأول مرة يقرر أن يصطحبنا إلى المدرسة.
أصر هذه المرة على السؤال لأعرف ماذا حدث..
أجده يسألني: مش جدو أحمد مات؟
-أيوة!
-مش تيتة فوزية ماتت؟
- أيوة!!
-جدو حسن مات..
ما تعيطيش علشان ما يتعذبش
ما قدرتش أعيط زي حسن
مش عارفة ليه كنت صغيرة وكنت حزينة جدًا لكن حزني في اليوم دا ما خرجش لأني بحب جدو جدًا ومش مدركة معنى الموت بس خايفة عليه يتعذب زي ما قال بابا..
فضلت كاتمة ومش عارفة أعيط لحد ما رحت المدرسة. وبرضو قعدت في الفصل أثناء الفسحة ومش عارفة أعيط خالص.
جدو لا تمت إلا في ساعةٍ مؤقتة لأنك باقٍ في قلبي.
جدو من أجلي لا تمت أرجوك فأنا ما عرفتُ سوى كتفيك الحانيتين ظلًا لي.
جدو لا تمت..
جدو... وحشتني زغزغتك لرجلي من تحت الغطا علشان أصحا من نومي وأديك بوسة في خدك الجميل وشنباتك اللي بتشوكني.
حرام عليكِ والله
ردحذفحديث الذكريات بتاعك دا بيوجع قوي
:'(
...