المتابعون

الاثنين، 6 فبراير 2012

حاجات مازلت بخاف منها

لما أستاذ/عبد الله مدرس الدين شرح لنا الموت والغرغرة وخروج الروح من الجسد كنا في خامسة ابتدائي. المشهد بكل تفاصيله فضل معلم في ذاكرتي لكن كان بيتدرج من خوف من الموت إلى حب للموت. كنت بشوف في الموت جمال من نوع خاص لما كان بيوصف لنا الجنة وما فيها ولما كنت أقرأ سورة الواقعة ويتكلم عن أصحاب الميمنة والسابقون. وبمرور الوقت حبيت الموت من عبارة:"من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه".
بس الموت مش هو اللي كان بيخوفني. في حكايات كتيرة كان بيتكلم فيها عن علامات يوم القيامة بتخوف. فضلت كل حكاية منهم تطاردني بشكل مختلف في كل رؤيا وحلم أشوفهم.
من العلامات دي: مسح القرآن، كنت ممكن أصحى كل يوم مفزوعة من نومي أفتش في كل صفحات القرآن وأدور هل القرآن اتمسح بالفعل ولا لأ. خوفي من إني أفتح في يوم وما ألاقيش القرآن مسطور ومكتوب في الصفحات كان بيموتني وبيزيد قلقي بشدة.
ولما كنت في تانية ثانوي أ.أحمد جمال مدرس اللغة العربية قال إن الغرض من محو القرآن إن حفظة القرآن وعلماء القرآن يتوفاهم الله فلا نجد بيننا من يتلوه أو يحفظه أو يقترب منه. لكن برضو فضلت فكرة إني أصحو من النوم وأفتش في صفحات المصحف.
خروج الشمس من مغربها:
ياااااااه هو ممكن أتخيل نفسي عايشة وربنا لا يقبل إني أقول له: أستغفر الله العظيم؟
طول عمري عارفة إن ربنا رحيم قوي وأرحم من الأم بطفلها الرضيع. وأكبر مثال على كدة لما الرسول أشار إلى امرأة وقال لصحابته ما معناه: أتجدونها ملقية ابنها في النار؟ فأنكر الجميع عليها ذلك فقال ما معناه إن الله أرحم من هذه بطفلها.
قلقي إن ربنا لا يغفر لي كان متزايد بشكل غير طبيعي وكنت أستيقظ كل يوم تقريبًا وأتابع الشمس :هل خرجت اليوم الشمس من مغربها؟؟
في كل مرة كنت أتابع الشمس بقلق يزيد عن المرة التي تسبقها بكثير. هل الله إذا استغفرته لن يقبل استغفاري له؟ هل سأقول يومًا: أستغفر الله العظيم ولن أجد الله لي غافرًا؟؟
ومازال القلق يحيطني أكثر من قلقي من الدجال وأكثر من قلقي من الموت ولكن يكاد يقترب من قلقي من محو القرآن الكريم إلى حدٍّ كبير.

ربما كان قلقي من محو القرآن هو السبب في تكرار رؤيا كنت أراها قبل أو بعد الفجر: أراني أجلس بمواجهة اللوحات المعلقة في منزلنا على الحائط وأحاول أن أقرأ سورة الإخلاص أو آية الكرسي وأتلعثم فيها رغم معرفتي وحفظي لهما لبساطتهما الشديدة. وباب الحمام بجواري ينفتح. وأخاف ويزداد قلقي وأحاول القراءة أو حتى الاسترجاع بالحفظ ولكنني أعجز بعد تلاوة أول آيات من السورتين.

تكررت الرؤيا... كثيرًا بنفس الحالة وبنفس المشاهد.
الله كريم حفيظ.
لكن مازالت كل المخاوف من محو القرآن وطلوع الشمس من مغربها تساورني.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أشكر لك المتابعة والتفاعل بالتعليق