أكتب عن ميس أميمة وميس محاسن.
بدايةً أحب أوضح إن العلاقة بيني وبين أمينات المكتبات على مدى سنوات حياتي مش عارفة ليه كانت متأصلة للغاية. من أول مكتبة دار الكتب للأطفال ولحد مكتبات المدرسة وأمينات المكتبات في كل مكان بس نقدر نستثني منهم المرحلة الجامعية لأن دي مرحلة غريبة تعرضت فيها لمضايقات كثيرة من جانب أمينتي المكتبة بقسمنا العزيز.
المهم
ميس أميمة دي كنت بحس فيها بإنها أم جميلة خالص، وما كانتش بتحسسني بفرق في العلاقة بينها وبين ابنها، بل ومن فرط حبها فيَّ سمعها ابنها مصطفى ذات مرة وهي تختم الصلاة وتقول في دعائها: يا رب تنولي كل اللي في بالك وتنجحي وتتفوقي يا رانيا. وبالطبع لما سمعها بتدعي لي كدة قال لها: مين رانيا دي اللي بتدعي لها قبل حتى ما تفكري تدعي لابنك؟
الكلام دا حكته لميس محاسن في المكتبة زميلتها اللي برضو كانت بتحبني.
وبمناسبة ميس محاسن برضو اللي شفتها في مرة بعد الدراسة وافتكرتني. صعب تكون مدرس في مدرسة وتفتكر الطلبة بتوعك خصوصًا لو مرت عليك دفعات كتيرة في المدرسة دي أو المدارس اللي بعدها.
على بالي والله يا ميس أميمة ومش ممكن أنسى الموقف اللي وقفت فيه جنبي.
في مرة سارة شافت هند وبنات تانية في الفصل(تالتة أول أدبي) بياكلوا كشري واشتاقت تاكل من الكشري اللي بياكلوا منه ولعبت في دماغي وقالت لي نجيب من العلبة الصغيرة اللي بجنيه ونص. طبعًا عشان سارة دي صديقة عمري اللي من رابعة ابتدائي في مدرسة إيجبت الخاصة معايا فقلت مش ممكن أكسر لها كلمة.
المهم تاني يوم جت أمل وجم الناس اللي من دار السلام محملين بعلب الكشري. في الوقت دا ميس فاتن اللي هي كنا مسمينها عسكري المدرسة تشمشم زي كلاب الحراسة بالظبط، وكانت من عادتها تفتش شنط البنات وتخرج منها بلاوي. ما عدا الفصل بتاعنا إحنا طبعًا لأن أقصى شيء مخالف كانت بنت زينا تشيله كان مشط أو مراية عشان تعدل شعرها أو تظبط طرحتها. ودا بيفكرني كمان بموقف ميس منى بتاعة التربية الرياضية اللي نادتني في يوم واحنا مروحين وقعدت تكحت في عيني بالمنديل الورق لما وجعت لي عيني قال كانت متصورة إني حاطة ماسكرا أو كحل.
المهم ميس فاتن قررت تفتش شنط البنات في الفصل بعد ما حد من البنات فتن إننا معانا كشري. هههههه. أنا طبعًا وسارة خفنا عشان ما تكتبش لنا جوابات استدعاء لولي الأمر ونبقى بنات مش محترمة وكل يوم أبوهم وأمهم جايين المدرسة عشان بيشاغبوا. ويالهوي لو كانت سمعتي مع مدرسي اللغة العربية اللي بيحتفوا بيَّ في كل مناسبة يعرفوا المصايب دي .. كانت تبقى كارثة. استغليت فرصة إن ميس فاتن لسه ما دخلتش الفصل وأخدت شنطتي اللي كانت فيها علب الكشري ونزلتها من الباب الخلفي للفصل عند ميس أميمة في المكتبة.
ميس أميمة ذكية وحطت الشنطة ورا الستارة اللي في المكتبة بحيث ما تشوفهاش ميس فاتن. مش عارفة مين لسانها كطويل من البنات وراحت فتنت إن رانيا أخدت الشنطة وراحت بيها المكتبة وأكيد هتخبي الكشري هناك.
ميس فاتن قابلتني وكانت عندنا حصة تربية رياضية والميس بتشوف الغياب وانا ميس فاتن نادت عليَّ.
يا نهار أبيض. وعشان ما بعرفش أكدب كنت بحاول أبلع الضحك في سري عشان ما اكشفش نفسي قدامها. ميس فاتن بقى بصت في عيوني بصتها الشهيرة اللي تخللي أجدع بنت فيكِ يا مصر تعترف بأي ذنب حتى لو ما عملتهوش بس تخلص من بصة عينيها. المهم ربنا ثبتني قدامها لما سألتني: فين علب الكشري يا بت؟ فقلت لها: كشري مين يا ميس؟ فقالت لي: هتستعبطي يا بت الكشري اللي مخبياه في شنطة المدرسة اللي مش في الفصل. فقلت لها: يا ميس أنا واخدة الشنطة معايا تحت في حصة الألعاب ومعنديش لا كشري ولا حاجة. فقالت لي: طب تعالي معايا المكتبة. قلت في بالي يا لهوي لو تكتشف الشنطة في المكتبة وتبقى مصيبة. ودخلت معاها المكتبة وأنا مش عارفة ميس أميمة وميس محاسن خبوا الشنطة فين. ميس فاتن فتشت المكتبة كلها ما عدا الستارة بالطبع ما جاش على بالها تفتش وراها. وبصت في عيني وهددتني لو لقت الشنطة بتاعتي تحت وفيها علب الكشري مش هيحصل لي طيب.
رحت أخدت الشنطة وعلب الكشري طبعًا كانت ميس أميمة خرجتهم وفرغت كل إزازة مزيل العرق في الشنطة عشان ريحة الدقة والشطة.
وأخدت الشنطة وطيران على الحوش عشان أقعد على دكة اللي مش بيلعبوا قبل ما ميس فاتن تنزل تفتش الشنط اللي تحت برضو.
في الوقت اللي نزلت فيه من ورا كانت ميس فاتن نزلت من قدام وبدأت تتكلم مع ميس التربية الرياضية وبتتفق على تفتيش الشنط وأول شنطة هي شنطتي. الميس سمحت لها وساعتها قالت لي: فين شنطتك يا بت؟ فقلت لها: أهيه يا ميس.
الميس فتحت الشنطة ولا لقيتش العلب بتاعة الكشري. ههههههههه
في الوقت اللي نزلت فيه من ورا كانت ميس فاتن نزلت من قدام وبدأت تتكلم مع ميس التربية الرياضية وبتتفق على تفتيش الشنط وأول شنطة هي شنطتي. الميس سمحت لها وساعتها قالت لي: فين شنطتك يا بت؟ فقلت لها: أهيه يا ميس.
الميس فتحت الشنطة ولا لقيتش العلب بتاعة الكشري. ههههههههه
الحمد لله
وفي آخر اليوم الدراسي نزلت لميس أميمة عشان آخد علب الكشري وطبعًا سارة كانت زعلت من الموقف وما رضيتش تاخد العلبة بتاعتها وقالت لي أديها لحد غلبان في الشارع. وأنا روحت البيت وأكلت العلبة أنا وأختي الصغيرة.
ونجاني ربنا من شر ميس فاتن.
سامحوني نطيت على تالتة ثانوي بس هرجع من تاني لإعدادي وابتدائي عشان عندي كلام كتير قوي هقوله.
حلوة الذكريات .. رجعتيني لايام المدرسة بس عارفة انه في المرحلة الابتدائية والاعدادية لم تدرسني غير مدرسة واحدة فقط وهي الست سهيلة وكانت بمثابة الأم الحنونة علينا كمان .. ربنا يعطيها الصحة وطولة العمر.
ردحذفاستمتعت بمروري هنا وقراءتي لما كتبتي
كوني بخير دائما وأبدا ..