العيد الكبير عندي يشكل أزمة كبيرة في أن أتقبله بمراسمه.. أمس كنتُ أحب الأعياد واليوم لا أحبها بنفس القدر، لكن هذا العيد منذ الصغر لا يُريحني ما نقومُ فيه من ذبحٍ للأضحية وتوزيعٍ للحومها وجلودها.
أتذكر جدي في الأيام التي كانت تسبق العيد عندما كان يشتري الخراف ليذبحها بصحبة والدي وأخي يُخيفني بالخراف حين يدفعها نحوي في جراج بيتنا. وأنا أصرخُ فيرفعني جدي على إحدى السيارات كي لا أخاف من الخراف.
ليست هذه هي الذكرى الأليمة بالطبع، ولكن ما يؤلمني هو مناظر ذبح الخراف ودماؤها يسيل على الأرض، وتتسخ الملابس والأيادي باللون الأحمر، فيزيدُ كرهي له رغم حبي لارتدائه في بعض الأحيان.
صوتُ الساطور وهو يكسر عظام الذبائح يُخيفني حتى أتخيل أن أصابعي تحته فأسارع إلى فراشي وألقي بنفسي عليه وأضع كل الوسادات كي لا أسمع صوته العالي.
عندما يخرجون السكاكين ليبدأ كل منهم في التقطيع أخافُ مناظرها ويؤلمني جدًا ما أرى من جروحٍ في أصابع البعض منهم أحيانًا، حتى لو كانوا لم يشرعوا بعد في عملية الذبح، فمجرد رؤية السكين تهيئ لي شكل الجروح حتى إنني أشعر بألمها في أصابعي.
عندما كنتُ صغيرة كنتُ أُوهِمُ نفسي باللعب بالبالونات والفساتين التي كنت أرتدي منها في كل يوم ما يبدو أجمل من سابقه. لكن مجرد رؤيتي للمشاهد الدموية كان يؤلمني بما يجعلني أكره هذا العيد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أشكر لك المتابعة والتفاعل بالتعليق