المتابعون

الاثنين، 3 أكتوبر 2011

الجمعة 30 سبتمبر...يومٌ شديد الاختلاف مدهش

الصباحُ مختلفٌ عن سابقيه.. الغريبُ أنني ركبت دراجتي فرأيتُ أحدهم يمرُ بسيارته ويقول لي: كنت عارف إنك هنا والساعة سبعة ونص بالظبط....
مررتُ على بائع الجرائد لأشتري جريدةً ظهرت لي فيها مقالة. يسألني عما نفعل فأقول إننا نركب الدراجة لتشجيع الجميع على استخدامها والحركة دون الاعتماد على المواصلات الملوثة للبيئة، المؤذية.
في طريقي على الكوبري ألتفتُ لأنغام غريبة لم أعتدها في حياتي... أديرُ رأسي لأرى الكنيسة بجواري.
أمرُ بدراجتي فيحاولُ أحدهم أن يُلقي كلمة يخرج منها بحوارٍ معي، إلا أنني أُفسحُ له الطريق وأقول: اتفضل شوف طريقك!! فيعتذر برأسٍ مطأطئ.
لا أكادُ أبدأ في النزول من الكوبري حتى ألاحظ سير الدراجة المسمى بالـ"جنزير" وقد خرج عن تروس الدراجة.... ياللحظ!! رباه!
أحاولُ الاتصال بالمسؤول عن تنظيم اليوم، فيطمئنُ قلبي عندما يخبرني أنهم مازالوا بعيدًا ولم يبلغوا نقطة البداية.
أرى من فوق الكوبري سيارة التاكسي وعليها دراجة يؤكدُ لي عقلي بأنه من المشاركين في اليوم. أستوقفهم.
أسأله، فيجيبني بالإيجاب وينزل السائق ليضع الدراجة بجوار دراجته فأقول له: لأ من ورا أصلها بتطبق.
نصل في ثوانٍ معدودة. نذهب معًا إلى الساقية بعد التعارف. نقابل الأصدقاء ونحييهم تحية الصباح. أرى حسين الطفل الجميل الذي يساعدني في فهم دراجتي فهو يفهمها أكثر مني. أشرح له المشكلة فنذهب إلى محطة البنزين أنا وهو وبعض الأصدقاء الذين يعانون من بعض المشكلات في دراجاتهم.
نبدأُ في التحرك بعد إصلاح الدراجات والتعارف الجميل.
هذه المرة كسابق العهد لا أعرف خط السير وبعد رمسيس أسمع أحدهم يقول إننا سنذهب إلى بانوراما حرب أكتوبر.
قبل كوبري قصر النيل نتبادل الدراجات أنا وزميل. نستأنف المسير.
هذه المرة أيضًا لم أتعب لأستريح في سيارة نقل ومتابعة الدراجات وهو ما جعلني أتفاءل.
عند نقطة الوصول طلبتُ من الزميل التقاط الصور لي بآلة تصويري الخاصة.. جميل!! تذكرتُ رحلة المدرسة إلى بانوراما حرب أكتوبر التي حُرِمتُ منها أثناء الدراسة..
يصلُ كلانا إلى نقطة بداية المهرجان حيثُ نحاولُ أن نُبقي على طائراتنا على ارتفاعٍ كبير لأطول مدة. يالها من متعة!!
متعةُ التعارف وبناء الصداقات الكثيرة لي أجمل المتع التي أسأل الله ألا يحرمنيها..
لدى انتهائنا أتوجهُ مع بعض الزملاء والأصدقاء الذين يمتلكون مثلي دراجاتهم إلى طريق العودة. صلاح سالم فالعباسية فالدمرداش وعند مسجد النور ننحرف في المسير فنسلك أنا وزميلي الآخر طريقًا أسهل. يتصل بهم للحاق بنا لكنهم يفضلون طريقهم، فيتفقوا على مكان الصلاة وأن يتقابلوا في التحرير بعدها....
أصلُ إلى وسط البلد لأعود إلى منزلي وأصواتُ صلاة الجمعة والخطبة تعلو في كل مكان...
أتأملُ ما حدث: كنتُ أسيرُ صباحًا على الكوبري لأتفاجأ بأصوات أجراس الكنائس... أتعرف على أصدقاء كثيرين من بينهم أقباط لا يهمني ما نختلف عليه ولكن الأهم أننا نتفق في ممارسة رياضة جميلة... أعودُ إلى منزلي وسط أصوات الأذان لصلاة الجمعة والخطبة.
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه يا وطن!!! كم أنتَ جميلٌ!!! كم أنتَ جميلٌ!!! كم أنتَ جمييييييييييييييييييل!!!!!
احتضنتني السماءُ بأصوات الجرس لأعود في حماية الله بأصوات الأذان وذكر الله!
هل هناك ما هو أمتع من هذا؟؟
بالطبع لا....
فليحفظك إلهي يا وطني يا غالٍ وعالٍ!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أشكر لك المتابعة والتفاعل بالتعليق