لأول مرة منذ فترة ليست بالبسيطة أرتدي الكعب العالي. ناهيك عن شعوري الأنثوي المختلف أنني أستطيع أن أبلغَ قامته الطويلة، أستطيعُ أن أقول إنني لا أشعر إلا بضعفي أيضًا الأنثويّ إذا ما أردتُ أن أتخلى عن الكعب العالي لأبدو قصيرةً بجواره. ومَن يا تُرى يكون؟؟ لستُ أدري!!
أخذتُ أتبختر في مشيتي وأُحاول التوازن الغريب الذي غاب عني كثيرًا. في الشوارع بدت ليَّ الأشياءُ مختلفة تمامًا وذات أبعاد لا تُماثلُ سابق عهدها بالنسبة لي. زجاجاتُ العرض التي كنتُ أنظرُ إليها من قبل بدت لي متميزةً الآن حيث كنتُ أُرسلُ نظراتي إليها عاليًا والآن أرى الأشياء من أعلاها في نظرةٍ مني إلى الأسفل؛ حتى كدتُ من الخجل أستعير ملاءة لأغطي الملابس الداخلية النسائية التي يراها أغلبُ الرجال أثناء السير. أدندنُ بغنوةٍ اشتاقت أُذُناي إليها منذ التسعينيات. وفجأة أراهُ يفسحُ لي الطريق تاركًا الزملاء يعبرون، لا يلتفتُ إليه بصري حتى أحدد لماذا أفسح لي، لكنَّ قميصه الأنيق وهندامه يدلان على أنه رجل محترم، يقولُ لي دون أن ألتفت: لو سمحتِ حضرتك زي القمر. لا أنتبهُ إلى العبارة إلا بعد أن أكون قد استأنفتُ السير. أسرحُ في عبارته: هل يا ترى رجلٌ محترم في مثل عمره ينعتني بالقمر ويفقدُ احترامه لنفسه والآخرين له من فراغ؟ أم أنني بالفعل أبدو كالقمر؟!!
أتذكر كلماتِ زميلتي بالجامعة عندما كانت تقول إنها تشعرُ بانتقاصةٍ إذا غازلها أحدٌ بالطريق. أُحاولُ أن أتقمصَ شعورَها إلى أن أصلَ إلى ذات المكان فألتقي الرفاق لتبدأ الجلسة، وأعود بعد انتهائها إلى وحدتي في طريق العودة مستأنسةً بالغنوة ذاتها: قلبي عشقها والعيون هويته وأهلها ما يرضون.......
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أشكر لك المتابعة والتفاعل بالتعليق