المتابعون

الجمعة، 19 أغسطس 2011

وها قد آن الأوان لأتحدث عن ابنتي الكبيرة وأختي الصغيرة


لا أدري كيف مرت السنوات كالرياح أو كلمح البصر لأجد نفسي أجلس لأحدثكم كيف سمعتُ لأول مرة بهذا الخبر. في البداية لم أصدق، لكنني عندما دخلت مع أمي إلى الصيدلية لتشتري دواءً لها سمعتها تخبرُ الصيدلاني أنها "حامل". وقتها صدقتُ أنني سأحمل على كتفي من جديدٍ نونو كما حملتُ لخالاتي وأخوالي أبناءهم وبناتهم. كانت فرحتي بالطفل الصغير الذي دعوت الله أن يكون بنتًا أكبر من فرحتي بأي شيء ربما تحلم ابنة الثانية عشرة ربيعًا به. في اليوم الذي ذهبتُ فيه إلى المدرسة كانت أمي تعاني آلام الولادة، كنتُ أريدُ أن أذهبَ معها إلى المستشفى، لكنني ما فعلتها مع أحد من خالاتي من قبل، ربما كان عيبًا أن أظل معها، وكذلك كان عليَّ أن أتذكر ما كانت تقوله لنا دومًا: مَن غابَ خاب. أي أن من غابَ عن المدرسة يومًا خابَ فيها.
في المدرسة سألتني الصديقات عن قلقي الواضح فقلتُ لهن إن ماما ذهبت لتلد. أخذت الصديقات تهنئني، وكنتُ أكتوي بلهفةِ اللقاء والشوقِ للطفل الجديد حتى أنني كنتُ أريدُ اليوم الدراسي ينقضي بسرعةٍ شديدة لأعود إلى المنزل وأرى النونو.
عندما عدتُ إلى المنزل صعدتُ الدرج لأجد جارة جدتي تهنئني وتقول لي: مبروك. فقالوا لي كما أرادوا قبلًا غيظي: أتعرفين إن كان ولدًا أم بنتًا؟ فقلتُ بخيبةِ أملٍ: إذًا فهو مصطفى!! فقالوا: لا، هي أميرة.
ساعتها دبت الفرحة وكدتُ أطيرُ..نعم هي مَن انتظرتها وكنتُ أتمناها: أميرة. سأصنع لها الفيونكات والضفائر الحلوة، ستنام معي في سريري، وأحكي لها حكاياتٍ كثيرة.
كانت أمي تذهبُ بعد انقضاء الثلاثة أشهر الأولى إلى العمل وتتركها لي وتترك لي قطع الجبن المثلثة لأطعمها. مازلتُ أذكر كيف كنتُ أضع الجبن بفمها. وعندما كانت ترتفعُ حرارتها كنتُ مع أمي نحاولُ إسعافها بأي شيء ونتمنى أن تزولَ عنها آلامها فتأتينا.
عندما دخلت المدرسة كنتُ أصنع لها فيونكات في الصباح، كل يوم أصنع لها ضفائرَ أجمل من اليوم السابق. كنتُ قد ادخرتُ لها فستاني لترتديه. فرحتُ عندما بدت هي فيه كما كنتُ أبدو، بل أحلى بكثير في عيني.
مضت السنوات، وهذا العام تدخلُ الجامعة. كانت فرحتي بها عارمة حين علمتُ أنها ستلتحق بكلية من كليات الفنون، فقد كانت إحدى رغباتي أن أراها فنانة عظيمة كما هي عادتي أن أراها كذلك من رسوماتها الجميلة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أشكر لك المتابعة والتفاعل بالتعليق