رانيا مسعود
بعد أشهر من محاكمة الرئيس، تظهر المذيعة على القناة الأولى ترتدي زيًّا رسميًّا لائقًا بالمشهد ويجلس أمامها شابٌ ثلاثيني –كما يقولون- تحاوره المذيعة الحسناء ويجيبها في ثبات وثقة وكأن شيئًا لم يكن. يبدو منتشيًّا ساخرًا مما حدث. وإمعانًا في السخرية تطلب المذيعة من معد البرنامج أن يعرضَ لها المشاهد التي يُعلق عليها الضيف باستخفافٍ يُثيرُ أغلبَ المشاهدين الذين يستشيطون غضبًا لمجرد رؤية هذا البُرص أمامهم مجددًا. في أثناء حديثها إلى الضيف لا تنسى المذيعة الحسناء أن توجه له أسمى آيات الاعتذار والتبجيل والامتنان لمواقفه الثابتة رغم ما مرَّ بالضيف وأبيه وأخيه من مشاهد سخيفة حاول بها بعضُ المغرضين الحاقدين النيل من شخصه الكريم وكل أفراد عائلته الذين أفنوا حياتهم فداءً لهذا الوطن ولترابه، بدءًا من أبيه الذي خدم الوطن بشرف الجندية كمحارب، وانتهاءً بأخيه الذي فقدَ أعزَ ما لديه فلذة كبده ومع ذلك ذهب في مهمة خارج البلاد بصحبة أصدقائه ورفاقه لمؤازرة أبناء الوطن المخلصين في إحدى مبارزاتهم ضد الخصم اللدود. أما أمه فكانت تفني حياتها ليل نهار في خدمة المجتمع بقطبيه وتشغلها بخاصة قضايا الأسرة فهي نواة المجتمع الأولى التي تحرصُ على إنمائها كالنبتة القوية الراسخة في جذوره.
سرحتُ بفكري و هاتفتُهُ على الفور، وقلتُ له: أما كنتُ أقولُ لكَ منذ البداية استعد لاستقبال 85 مليون مواطن لديك ولدى زملائك في عيادات الأمراض النفسية والعصبية؟؟ أما قلتها لك من قبل؟ وقلتَ لي إذًا سأكونُ أنا أولُ مريض بها؟؟!!
أما الشارعُ فقد انقسم إلى قسمين: فهناك مَن ظل على رأيه وهو قليلٌ إذ لم يتبقَ له من الحقيقة ما لا يدع له مجالًا للشك فيما حدث ومَن أحدثوه. وهناك مَن قال: كنا نقول منذ البداية إنهم مأجورون ولم يصدقنا أحد إلا بعد خرابها. والناس في الشوارع تسير كالسكارى وما هم بسكارى. يخشى بعضهم أن يقع في المحظور فيُعرض نفسه إلى بطش أعداء الحق الذي أصبح باطلًا رغمًا عنه، فأراهُ يقول: لا لم أكن معهم، كنتُ أؤكد أن ما يحدث من مأجورين. وهناك مَن يرمي بكلماته شامتًا مما حدث ويطلقُ ضحكة تشقُ سماء الميدان: هأأو قلنا كدة وأديهم خربوا البلد...
أُتابعُ الموقفَ مذهولة، وأفركُ عينيَّ ربما كنتُ في بلدٍ غير بلادي كما قال الشاعرُ، أو ربما كنتُ أمارس لعبة المغضوب عليهم وفي غفلةٍ منَّا انتصر الضالون. أتحولُ إلى شارعٍ جانبيٍّ فما أكثر المتحولين!
أُتابعُ الموقفَ مذهولة، وأفركُ عينيَّ ربما كنتُ في بلدٍ غير بلادي كما قال الشاعرُ، أو ربما كنتُ أمارس لعبة المغضوب عليهم وفي غفلةٍ منَّا انتصر الضالون. أتحولُ إلى شارعٍ جانبيٍّ فما أكثر المتحولين!
ردحذف.........................
اكثر من رائعه .. تؤثر ف العقل قبل النفس
تحياتي
جميله
ردحذفبس لو حصل ده يبقى عليه العوض
:)
تاكاشي
ردحذفعلى فكرة اللي كان على رابطة خريجي جمعية جيل المستقبل كان بيقراها كتير هو أكبر من كدة بس زي أبوه ما بيصبغ شعره هو كمان بيستهبل ويداري سنه.
هبة وخالد
ردحذفأشكركما
لولاكما ما كتبتُ. أنتما رائعان.
ربنا على كل ظالم
ردحذف