المتابعون

الجمعة، 5 أغسطس 2011

الفدائي الصغير

أول مجلة حائط لي في مدرسة إيجيبت الخاصة المشتركة كانت: الفدائي الصغير. كنتُ وقتها في الصف الخامس الابتدائي و كانت معلمتي "ميس هويدا" قاسيةً عليَّ و كانت كثيرًا ما توبخني و تجرحني رغم أنني كنتُ أحبُ اللغة العربية. تكوينُ فريق الصحافة لم يكن سهلًا، و قد سعيتُ أن أنضم إليه بكل الطرق الممكنة. كنتُ أريدُ أن أصنعَ مجلةً بأي وسيلة و لو بسيطة. إصراري دفعني أن أتجاهل ما كانت تقوم به "ميس هويدا" من توبيخ و إهانة لكي أصل إلى شرف تعليق المجلة التي كتبتُ كلَّ تفاصيلها بيدي و حتى الكاريكاتير رسمتهُ كذلك بيدي. و رغم ذلك كانت "ميس هويدا" ضد تعليق المجلة على الحائط. أتذكرُ أنني لم أستخدم الورق المقوى و المسمى بالكارتون لأنه وقتها كان مكلفًا بالنسبة لي؛ فصنعتُ من دفتر أوراقٍ كبيرٍ نفس الحجم الذي يماثلُ تمامًا حجم الورق المقوى الذي نستعمله في عمل اللوحات الإرشادية و الوسائل التعليمية لتعليقها على حائط فصلي: خامسة/رابع.
عندما علقتُ المجلة جذبت أنظار الجميع بما لا تهوى نفسُها، فقررت أن تنتزعها عن الحائط بعد فترةٍ بسيطة. لم تكن كراهيتي لـ"ميس هويدا" تثنيني عن حبي للغة العربية، و لكنها كانت فقط تجعلني أكرهُ أوامرها في حفظ النصوص المقررة حتى و إن كانت قرآنًا. حاولتُ كثيرًا التقرب إليها لكنها كانت تفتعلُ الإهانة لكي تزداد لدي كراهيتها. أكثرُ ما كانت توبخني به هو أنني ممتلئة الجسم و هو ما كان يجعلها دومًا تسألني عن إعرابِ كلمة فتهُمُّ رانيا محمود زميلتي في الفصل بالجواب عنها، فتصرخُ فيها قائلةً: مش رانيا أنتِ... و تردفها على الفور بـ "التخينة".
أظنُ أنه ما مِن مُعلمةٍ كانت تكره تلميذتها إلى هذا الحد مثلما فعلت "ميس هويدا" بي. لكن آيات الذل و العذاب لديَّ لم تكن بنفس القدر الذي رأيتهُ حين انتزعت عن حائط الفصل أول حُلمٍ لي خططتُ له و نفذته بأكمله حتى أُعجِبَ به كلُّ زملائي و زميلاتي، إنه: الفدائي الصغير.

هناك 5 تعليقات:

  1. هو كل طالب كدا عنده مدرس عامله عقده من صغرة :D
    انا كان عندى مدرس كدا بردو
    ما علينا

    جميل جدا انك تفكرى وتخططي وتنفذي فكرتك بالشكل دا
    جميل انك تحاربى عشان تعملى اللى بتحبيه

    ياريتنا نكمل حياتنا بنفس الروح اللى كناعايشين بيها واحنا صغيرين

    وياريت لو عندك اى قصاصات من الفدائى الصغير ترفعيلنا صور منها

    ردحذف
  2. أشكرك على التعليق الجميل.
    لو لاحظت إني في النص بتكلم عن انتزاع المدرسة لها من على الحائط و هو الأمر الذي جعلني أشعر بقمة إذلالها ليَّ.
    عمومًا سامحها الله.
    بس حقيقي أنا أفتكر إني أسميتها الفدائي الصغير لأن ضمن موضوعات المجلة كان موضوع يحمل نفس الاسم.
    أتمنى أن تدوم متابعتك و تعليقاتك على مدونتي المتواضعة.

    ردحذف
  3. اكيد لاحظت

    واكيد انشاء الله هاتابع باستمرار لان المدونه جميله وتستحق القراءة

    ردحذف
  4. دي واحدة مريضة بجد انا بكره المدرسات اللي من النوع ده
    مع اني بشتغل مدرسة يعني
    بس والله طيبة جدا
    منهم لله بقا

    ردحذف
  5. يا جماعة الله يرحمهم أحياءً و أموات
    بجد كفاني أنها علمتني أن أعرب بصورة صحيحة. ربنا يتغاضى عن أفعالها السيئة معي و ربنا يغفر لنا أخطاءنا.
    أتمنى تضيفوني لمدوناتكم و أضيفكم كمان لمدونتي للمزيد من التواصل.
    أشكركم

    ردحذف

أشكر لك المتابعة والتفاعل بالتعليق