المتابعون

الاثنين، 20 سبتمبر 2010

مصر تبديدٌ و تبديلٌ و إحلالٌ و إهلاك


اسمحوا لي أن أخوض في أمرها، فما كنتُ إلا عنها مدافعة و اليوم أنا معها و ضد من غيرها و أحلها و حولها و بدلها.
أهنتموها...فأهانكم عبيدها و نخاسوها...
مصر كانت لنا فأصبحت لهم و لنخاسهم و لعبدة الدرهم و الدينار...
لكم سمعنا بها...تكررت و مللنا تكرارها...(لكِ اللهُ يا مصر).كيف يكون لكِ؟ ماذا فعلتِ ليكون الله لكِ؟
كان الشعور الطبيعي الذي سينبع من مغترب عنها هو الحنين إليها بعد العودة أو قبلها أو حتى أثناء السفر، لكن غربةً ما دبت فينا داخلها فقررنا ألا تطأها أقدامنا إلا منتصرين. و كيف باللهِ عليكم ننتصر؟
رسالتي كطالبة و كمدرسة و كمترجمة و كمواطنة و ك.....ضع ما تشاء، فأنا كل هؤلاء.
كطالبة تأثرتُ بالجامعة، و كمدرسة تأثرت و تفاعلتُ مع الطلبة و وجدت القيم و المعايير تنهار و كمواطنة ليس لها حق المواطنة و لا حتى اللجوء أصابني الحزن بها و لها.كيف لأمٍ أن تبيع صغارها؟ كان السؤالُ غريبًا لكنه بات عاديًا... سؤالي اليوم:كيف لصغارٍ أن يبيعوا أمهم؟ كيف لهم أن تُباعَ و أن تفتت و أن يشتري فيها الغريب؟ لن أتحدث عن الخصخصة فالأمر منتهٍ، لكن حديثي هذا الذي أوجهه لقلوبٍ لم تعد كقلوب المصريين، هل أنتم حقًا مصريون؟
سؤالٌ عاديٌّ لكنه يا سادة أصبح من البساطة أن تسأل فيجيبك أحدهم متنصلاً من أصله:لا فأمي بريطانية لجدٍ اسكتلنديّ، أو أبي لجدي هو تركيٌّ من أصولٍ إيطالية، لا بل جدتي هي سوريةٌ لأمٍ فرنسية.....هل لكَ بلد؟ و ما هي بلدك؟ - لا لسنا فلاحين و لا صعايدة.- إذن فمن أين أنتم؟-نحن أفندية.....- هاهاهاهااااااااااااااااااا
أضحكني أحدهم عندما أجابني بذلك..!
كيف لبلدٍ أبناؤها ليسوا من بنيها و لا يفخرون بذلك أن تتماسك و تترابط و تصنع تغييرًا؟
الفخر و التباهي بأنك لستَ منها و أنك ابنًا لأمٍ من بلدٍ غريبٍ كانت تسعى بشتى الصور أن تنتسب هي إلى بلدك، و اليوم أنتَ من تسعى للانتسابِ لها!!!
أين تعلمتَ؟ في المدارس البريطانية أو الأمريكية أو الراهبات أو حتى اليهود....بينما من يتعلم في غير ذلك هو ليس منها و لا بها...هو ممن يتعلمون بالعربية!! و يا له من عارٍ أن تتعلم العربية! يا له من خزيٍّ أن تتعلمها و تنطق بها!
في مجتمعٍ كالجامعة يؤثر فيك ما ترى من كلمات مختلطة بلغاتٍ أخرى غير لغة بلدك و دينك، بينما يلومك الكثيرون لأن العلم الذي تستقيه لم ينبع من لغتك!! و مهما حاولتَ إفهامهم يقولون: نحن نتعلم ممن سبقونا في العلم و لا نريد أن نبقى في ظلام الجهل ... يقصدون العربية.
لقد ظلت مصر على مدى العصور تسقي العالم من علومها، و اليوم ممن نستقي العلم؟ ممن كانوا في إظلامهم.!
هل ينتوي بنو المظلمين أن يصنعوا ثقافةً أو علمًا أو مجدًا أو تراثًا لها؟ و كيف؟ إن بني المظلمين من أبناء المخلطين هم من يريدون لها الانتكاسة و الإظلام..هل سمعتَ بمحتلٍ أراد بأبناء أرضها خيرًا؟ و المحتلون هم بيننا، يأكلون معنا و يبددون فيها، يتحدثون إلينا فيبدلوننا....صارت مصرنا محتلة من جديد..صرنا بين الإحلال و التبديل و التبديد.
صرناعارًا عليها و نحن بها!
نحنُ من أدخلناهم..أدخلنا علومهم..أظلمنا صدورنا بأفكارهم .. هتكوا أعراضَ قيمنا.. فتتوها و شتتوها و أظلموا بنا و ضلوا عنها.
هي عنهم غريبة و هي بهم غريبة و هم بها ليسوا غرباء.
عادت سياط الجلادين.. عادت السادة و العبيد. مشاهدُ "رد قلبي" تتكرر.. يرى بعضنا البعض في الطرقات فلا نعرف من نكون و لا ماذا نقول..ينظر بعضنا إلى البعض بعجرفة المحتل..أنتم متخلفون بينما نحنُ المتقدمون. أنتم المظلمون و نحن لكم منيرون. نستنير بضياء الغفلة و نتشح بثياب التبديل... و كيف لمن تركها أعوامًا أن يبحثَ اليومَ عنها بعد الظلام؟ بعد الإظلام؟ بعد التفتيت؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أشكر لك المتابعة والتفاعل بالتعليق