دارت المناقشات و المجادلات في الأيام الماضية حول حظر بناء المآذن في سويسرا، و لستُ أدري: لماذا احتلت المئذنة مكانة في نفوس المسلمين كادت تربو على ما أُثير من مناقشات حول قضية سب الرسول و الفتن الطائفية التي نمر عليها يومياً؟
و ستذهلون بالحقيقة التي قد غابت عن الجميع:
إن المئذنة و القبة و الزخارف التي تملأ مساجدنا و مبانينا الإسلامية ليس لها أصل في القرآن و السنة بل هي من البدع التي نهانا عنها الرسول صلى الله عليه و سلم و كل ما يُتخذ اليوم من زخارف و مزاين و هندسات معمارية هي من المكروهات إن لم تكن من المحرمات في الإسلام.
و المفاجأة الكبرى أن هذه الطُرُز و هذه الأُطر المعمارية هي في الأصل تعود إلى المعمار المسيحي و الذي تم تقليده في جوامعنا و مساجدنا. و أن الجامع الذي اتخذه عمرو بن العاص في القرن السابع الهجري كان عبارة عن مساحة مستطيلة سقفها مطأطأ لا تزيد عن ثلاثين ذراعاً في خمسين، و أنه حينما اتخذ درجة سلم اعتلاها ليخطب في المسلمين للجمعة، و سمع بها الفاروق عمر بن الخطاب، فأمره بكسرها حتى لا يعلو فوق رؤوس المسلمين و يقف فيما بينهم.
و أن الرسول صلى الله عليه و سلم قال: جُعلت لي الأرضُ مسجداً و طهوراً.
و إنما جُعِلت المساجد ليتقابل المسلمون و يتراحموا و يتوادوا فلا فرق بين عالم و جاهل فالكل سواسية لا يعتلي أحدٌ منبراً ليخطبَ الناس ليتعالى عليهم بمنزلة و لا مكانة دينية.
و الأصل في المساجد البساطة لأن الرسول صلوات ربي و تسليمه عليه لعن اتخاذ الزينة في المساجد و نهانا عنها. و لا أدري لماذا تقوم الدنيا و لا تقعد لسبب تافهٍ كبناء مئذنة أو حتى بناء مسجد في حين أن ما يحتاجه المسلم ليس المئذنة و لا المسجد.
إن البشرية جمعاء في حاجة لتطبيقٍ عادل لأصول الأديان السماوية بما فيها من سماحة و تراحم و ترابطٍ و شجبٍ لإزهاق الأرواح و إراقة الدماء. و أظن أن ما يحدث للمسلمين في كافة بقاع الأرض و مشارقها و مغاربها ليس مما تدعو إليه أيٌّ من الرسالات السماوية الثلاثة و في مقدمتها الإسلام. و تأمل عزيزي القارئ ما يقوله المصطفى: "لهدمُ الكعبة أهون عند الله من إراقةِ دمِ مسلمٍ."
و أنتَ و أنتِ و أنتم ممن يريقون الدماء و يهدرون الأرواح. هل فكر أحدكم يوماً فيما نفعل؟
هل فكرتم فيما تستهلكون من بضائع توجه سهامها القذرة في صدور أبنائنا و بناتنا و تبيدُ فينا القيمَ و الأخلاقَ و تحثنا على الخمول و الكسل و قلة الجهد و العمل؟
هل فكرتم فيما ترتديه الفتيات و يرتديه الشبان مما يسيء لمكانة المسلم و الإسلام؟
هل فكرتم فيما تنفثونه في صدورنا من أدخنة؟
هل و هل و هل؟
هل كل هذا لا يساوي مساحة تفكيرٍ لدى كلِ منا و تثيرُ التفاهات هذا القدر منها؟
أإلى هذا الحد أصبحنا أمةً مُغَيَبَة؟
ألهذا الحد احتلت الصغائر في نفوسنا محل الكبائر؟
قل لي بالله عليك: كم مرة اغتبتَ فيها مسلماً اليوم؟
قل لي بالله عليك: سَلِمَ أحدٌ من لسانك و يدك اليوم؟
أأديتَ حقَ الله عليك؟
حق الإسلام؟
حق المقربين و الأصدقاء و الإخوان؟
هل كففت عن المسلمين الأذى؟
هل؟
هل؟
هل؟
إن المتأمل ليجد أننا جميعاً نُخطئ في حقوقنا و في حق الغير ألف مرة.
ثم ننادي بحق مئذنة تشكل كيان الإسلام متغافلين الأخلاق و القيم و الروحانيات التي اختفت جميعها عن علاقاتنا.
لقد تهنا في زحام المواصلات و الموضات و الموبايلات و غيرها و غيرها.
بل إن البعض منا قد ضل بين الكتب في الأفكار الرديئة منها و السليمة و نسي حقَ كتاب الله.
و منا من شغل نفسه بعيوب الأئمة و الدعاة و الأولياء و ترك عيوب نفسه دون أن تحتل لديه مكانة و لو هينة في تفكيره.
و منا من بات ينظر إلى لباس و زينة المرأة و حالها و نسيَ تماماً منظره و هيئته.
بل و الله لقد سمعتُ كثيراً من يعيب على المرأة انحلالها و هو ممن قد انحلَّ عنه سرواله، فانطلق يجره على أرض الخيبة و العار. و منهم من يعبثُ بعقل فتاةٍ و إذا ما اقتربت منه لتنصحه ألقى اللوم كل اللوم عليها دون نفسه.
اتقوا الله يا بني البشر!
اتقوا الله فيما تقولون و ما ترتدون و ما تقرأون!
انظر لنفسك و حاول الإصلاح و أصلح من غيرك و كن بالإسلام و له قدوة!
اقرأ القرآن و تدبر و أعطِ كل ذي حقٍ حقه، ثم ابحث عن المئذنة و القبة و المنبر الذي تدافع عنهم و لم ترَ عيناك الطريقَ إليهم!
و ستروا جميعاً أننا لسنا في حاجة إلى المسجد و لا إلى الكنيسة بالقدر الذي نفتقر فيه إلى من يميطُ الأذى عن الطريق و يرد غيبة المغتابين و يصلح ذات البين.
و ستذهلون بالحقيقة التي قد غابت عن الجميع:
إن المئذنة و القبة و الزخارف التي تملأ مساجدنا و مبانينا الإسلامية ليس لها أصل في القرآن و السنة بل هي من البدع التي نهانا عنها الرسول صلى الله عليه و سلم و كل ما يُتخذ اليوم من زخارف و مزاين و هندسات معمارية هي من المكروهات إن لم تكن من المحرمات في الإسلام.
و المفاجأة الكبرى أن هذه الطُرُز و هذه الأُطر المعمارية هي في الأصل تعود إلى المعمار المسيحي و الذي تم تقليده في جوامعنا و مساجدنا. و أن الجامع الذي اتخذه عمرو بن العاص في القرن السابع الهجري كان عبارة عن مساحة مستطيلة سقفها مطأطأ لا تزيد عن ثلاثين ذراعاً في خمسين، و أنه حينما اتخذ درجة سلم اعتلاها ليخطب في المسلمين للجمعة، و سمع بها الفاروق عمر بن الخطاب، فأمره بكسرها حتى لا يعلو فوق رؤوس المسلمين و يقف فيما بينهم.
و أن الرسول صلى الله عليه و سلم قال: جُعلت لي الأرضُ مسجداً و طهوراً.
و إنما جُعِلت المساجد ليتقابل المسلمون و يتراحموا و يتوادوا فلا فرق بين عالم و جاهل فالكل سواسية لا يعتلي أحدٌ منبراً ليخطبَ الناس ليتعالى عليهم بمنزلة و لا مكانة دينية.
و الأصل في المساجد البساطة لأن الرسول صلوات ربي و تسليمه عليه لعن اتخاذ الزينة في المساجد و نهانا عنها. و لا أدري لماذا تقوم الدنيا و لا تقعد لسبب تافهٍ كبناء مئذنة أو حتى بناء مسجد في حين أن ما يحتاجه المسلم ليس المئذنة و لا المسجد.
إن البشرية جمعاء في حاجة لتطبيقٍ عادل لأصول الأديان السماوية بما فيها من سماحة و تراحم و ترابطٍ و شجبٍ لإزهاق الأرواح و إراقة الدماء. و أظن أن ما يحدث للمسلمين في كافة بقاع الأرض و مشارقها و مغاربها ليس مما تدعو إليه أيٌّ من الرسالات السماوية الثلاثة و في مقدمتها الإسلام. و تأمل عزيزي القارئ ما يقوله المصطفى: "لهدمُ الكعبة أهون عند الله من إراقةِ دمِ مسلمٍ."
و أنتَ و أنتِ و أنتم ممن يريقون الدماء و يهدرون الأرواح. هل فكر أحدكم يوماً فيما نفعل؟
هل فكرتم فيما تستهلكون من بضائع توجه سهامها القذرة في صدور أبنائنا و بناتنا و تبيدُ فينا القيمَ و الأخلاقَ و تحثنا على الخمول و الكسل و قلة الجهد و العمل؟
هل فكرتم فيما ترتديه الفتيات و يرتديه الشبان مما يسيء لمكانة المسلم و الإسلام؟
هل فكرتم فيما تنفثونه في صدورنا من أدخنة؟
هل و هل و هل؟
هل كل هذا لا يساوي مساحة تفكيرٍ لدى كلِ منا و تثيرُ التفاهات هذا القدر منها؟
أإلى هذا الحد أصبحنا أمةً مُغَيَبَة؟
ألهذا الحد احتلت الصغائر في نفوسنا محل الكبائر؟
قل لي بالله عليك: كم مرة اغتبتَ فيها مسلماً اليوم؟
قل لي بالله عليك: سَلِمَ أحدٌ من لسانك و يدك اليوم؟
أأديتَ حقَ الله عليك؟
حق الإسلام؟
حق المقربين و الأصدقاء و الإخوان؟
هل كففت عن المسلمين الأذى؟
هل؟
هل؟
هل؟
إن المتأمل ليجد أننا جميعاً نُخطئ في حقوقنا و في حق الغير ألف مرة.
ثم ننادي بحق مئذنة تشكل كيان الإسلام متغافلين الأخلاق و القيم و الروحانيات التي اختفت جميعها عن علاقاتنا.
لقد تهنا في زحام المواصلات و الموضات و الموبايلات و غيرها و غيرها.
بل إن البعض منا قد ضل بين الكتب في الأفكار الرديئة منها و السليمة و نسي حقَ كتاب الله.
و منا من شغل نفسه بعيوب الأئمة و الدعاة و الأولياء و ترك عيوب نفسه دون أن تحتل لديه مكانة و لو هينة في تفكيره.
و منا من بات ينظر إلى لباس و زينة المرأة و حالها و نسيَ تماماً منظره و هيئته.
بل و الله لقد سمعتُ كثيراً من يعيب على المرأة انحلالها و هو ممن قد انحلَّ عنه سرواله، فانطلق يجره على أرض الخيبة و العار. و منهم من يعبثُ بعقل فتاةٍ و إذا ما اقتربت منه لتنصحه ألقى اللوم كل اللوم عليها دون نفسه.
اتقوا الله يا بني البشر!
اتقوا الله فيما تقولون و ما ترتدون و ما تقرأون!
انظر لنفسك و حاول الإصلاح و أصلح من غيرك و كن بالإسلام و له قدوة!
اقرأ القرآن و تدبر و أعطِ كل ذي حقٍ حقه، ثم ابحث عن المئذنة و القبة و المنبر الذي تدافع عنهم و لم ترَ عيناك الطريقَ إليهم!
و ستروا جميعاً أننا لسنا في حاجة إلى المسجد و لا إلى الكنيسة بالقدر الذي نفتقر فيه إلى من يميطُ الأذى عن الطريق و يرد غيبة المغتابين و يصلح ذات البين.