المتابعون

الخميس، 24 ديسمبر 2009

مئذنة و هلال و صليب....و ما الداعي؟؟لستُ أدري!؟

دارت المناقشات و المجادلات في الأيام الماضية حول حظر بناء المآذن في سويسرا، و لستُ أدري: لماذا احتلت المئذنة مكانة في نفوس المسلمين كادت تربو على ما أُثير من مناقشات حول قضية سب الرسول و الفتن الطائفية التي نمر عليها يومياً؟
و ستذهلون بالحقيقة التي قد غابت عن الجميع:
إن المئذنة و القبة و الزخارف التي تملأ مساجدنا و مبانينا الإسلامية ليس لها أصل في القرآن و السنة بل هي من البدع التي نهانا عنها الرسول صلى الله عليه و سلم و كل ما يُتخذ اليوم من زخارف و مزاين و هندسات معمارية هي من المكروهات إن لم تكن من المحرمات في الإسلام.
و المفاجأة الكبرى أن هذه الطُرُز و هذه الأُطر المعمارية هي في الأصل تعود إلى المعمار المسيحي و الذي تم تقليده في جوامعنا و مساجدنا. و أن الجامع الذي اتخذه عمرو بن العاص في القرن السابع الهجري كان عبارة عن مساحة مستطيلة سقفها مطأطأ لا تزيد عن ثلاثين ذراعاً في خمسين، و أنه حينما اتخذ درجة سلم اعتلاها ليخطب في المسلمين للجمعة، و سمع بها الفاروق عمر بن الخطاب، فأمره بكسرها حتى لا يعلو فوق رؤوس المسلمين و يقف فيما بينهم.
و أن الرسول صلى الله عليه و سلم قال: جُعلت لي الأرضُ مسجداً و طهوراً.
و إنما جُعِلت المساجد ليتقابل المسلمون و يتراحموا و يتوادوا فلا فرق بين عالم و جاهل فالكل سواسية لا يعتلي أحدٌ منبراً ليخطبَ الناس ليتعالى عليهم بمنزلة و لا مكانة دينية.
و الأصل في المساجد البساطة لأن الرسول صلوات ربي و تسليمه عليه لعن اتخاذ الزينة في المساجد و نهانا عنها. و لا أدري لماذا تقوم الدنيا و لا تقعد لسبب تافهٍ كبناء مئذنة أو حتى بناء مسجد في حين أن ما يحتاجه المسلم ليس المئذنة و لا المسجد.
إن البشرية جمعاء في حاجة لتطبيقٍ عادل لأصول الأديان السماوية بما فيها من سماحة و تراحم و ترابطٍ و شجبٍ لإزهاق الأرواح و إراقة الدماء. و أظن أن ما يحدث للمسلمين في كافة بقاع الأرض و مشارقها و مغاربها ليس مما تدعو إليه أيٌّ من الرسالات السماوية الثلاثة و في مقدمتها الإسلام. و تأمل عزيزي القارئ ما يقوله المصطفى: "لهدمُ الكعبة أهون عند الله من إراقةِ دمِ مسلمٍ."
و أنتَ و أنتِ و أنتم ممن يريقون الدماء و يهدرون الأرواح. هل فكر أحدكم يوماً فيما نفعل؟
هل فكرتم فيما تستهلكون من بضائع توجه سهامها القذرة في صدور أبنائنا و بناتنا و تبيدُ فينا القيمَ و الأخلاقَ و تحثنا على الخمول و الكسل و قلة الجهد و العمل؟
هل فكرتم فيما ترتديه الفتيات و يرتديه الشبان مما يسيء لمكانة المسلم و الإسلام؟
هل فكرتم فيما تنفثونه في صدورنا من أدخنة؟
هل و هل و هل؟
هل كل هذا لا يساوي مساحة تفكيرٍ لدى كلِ منا و تثيرُ التفاهات هذا القدر منها؟
أإلى هذا الحد أصبحنا أمةً مُغَيَبَة؟
ألهذا الحد احتلت الصغائر في نفوسنا محل الكبائر؟
قل لي بالله عليك: كم مرة اغتبتَ فيها مسلماً اليوم؟
قل لي بالله عليك: سَلِمَ أحدٌ من لسانك و يدك اليوم؟
أأديتَ حقَ الله عليك؟
حق الإسلام؟
حق المقربين و الأصدقاء و الإخوان؟
هل كففت عن المسلمين الأذى؟
هل؟
هل؟
هل؟
إن المتأمل ليجد أننا جميعاً نُخطئ في حقوقنا و في حق الغير ألف مرة.
ثم ننادي بحق مئذنة تشكل كيان الإسلام متغافلين الأخلاق و القيم و الروحانيات التي اختفت جميعها عن علاقاتنا.
لقد تهنا في زحام المواصلات و الموضات و الموبايلات و غيرها و غيرها.
بل إن البعض منا قد ضل بين الكتب في الأفكار الرديئة منها و السليمة و نسي حقَ كتاب الله.
و منا من شغل نفسه بعيوب الأئمة و الدعاة و الأولياء و ترك عيوب نفسه دون أن تحتل لديه مكانة و لو هينة في تفكيره.
و منا من بات ينظر إلى لباس و زينة المرأة و حالها و نسيَ تماماً منظره و هيئته.
بل و الله لقد سمعتُ كثيراً من يعيب على المرأة انحلالها و هو ممن قد انحلَّ عنه سرواله، فانطلق يجره على أرض الخيبة و العار. و منهم من يعبثُ بعقل فتاةٍ و إذا ما اقتربت منه لتنصحه ألقى اللوم كل اللوم عليها دون نفسه.
اتقوا الله يا بني البشر!
اتقوا الله فيما تقولون و ما ترتدون و ما تقرأون!
انظر لنفسك و حاول الإصلاح و أصلح من غيرك و كن بالإسلام و له قدوة!
اقرأ القرآن و تدبر و أعطِ كل ذي حقٍ حقه، ثم ابحث عن المئذنة و القبة و المنبر الذي تدافع عنهم و لم ترَ عيناك الطريقَ إليهم!
و ستروا جميعاً أننا لسنا في حاجة إلى المسجد و لا إلى الكنيسة بالقدر الذي نفتقر فيه إلى من يميطُ الأذى عن الطريق و يرد غيبة المغتابين و يصلح ذات البين.

هناك تعليقان (2):

  1. مئذنة وهلال وصليب
    العنوان يا اختي مسيء جدا..
    المئذنة _ بغض النظر عن حكمها في الشرع_ كانت وسيلة لايصال صوت المؤذن للناس فالإصل انها تستخدم لغرض شرعي مباح ..
    اما الهلال فهو وسيلة لمعرفة الشهور ..وضعه في الاسلام هكذا ..وهو في افضل حالاته مجرد رمز دأب المسلمين على استخدامه ... لكن ليس لها اي قدسية
    فما شأن هذا بالصليب !!
    فليفعل اهل الصليب بصليبهم ما يشاؤون ما شأننا نحن بدينهم اصلا !!
    الصليب لا يعني لنا شيئا هو من رمزوهم ومقدساتهم لذا نحن نبتعد تماما عنه كي لا نتشبه بهم
    اما عن دينعم فهو دين محرف ..
    وان ماتوا عليه فهم من اهل النار ..
    ولا داعي لأي خجل من ذكر اعتقادنا هذا
    فهم ايضا يقولون اننا ان لم نعتقد ان المسيح مخلصنا فنحن من اهل النار !!
    فاعيد عليك السؤال مالنا ورموزهم
    نحن ننكر دينهم كله
    ونتمنى ان يهديهم الله الي الحق ..
    فلماذا نتحدث عن صليبهم أو كنيستهم
    شريعتنا السمحة كفلت لهم حق العبادة
    ولا نتدخل في عبادتهم ..
    واعتقد ان كلامي في هذة النقطة يكفي

    أما عن المئذتة ارجعي الي هذه الفتوى ففيها من الكلام ما قل ودل
    http://www.islam-qa.com/ar/ref/97497
    أما ان تمنعنا سوسيرا من بناء المئاذن
    ونغضب لهذا
    فهذا حق !!
    فالغضب للدين واجب
    والغضب لعزة المسلمين واجب
    ولا يجب ان ننكر هذا
    ولا بأس ان ينضبط هذا الغضب
    ولا بأس ان نستكر على من يغضب لهذا
    ولا يغضب لسنة الحبيب
    ولا يغضب اذا فوتت الصلاة وضيع الحجاب وضيعت الأخلاق
    لكن مع حفظ حقنا في الغضب ممن يضيق حريتنا
    ولي عودة

    ردحذف
  2. أشكرك أولاً على تعليقك
    و اسمح لي أعترض على أشياء كتيرة فيه
    أولاً ما وجه الإساءة في العنوان؟
    مئذنة..شكل هندسي معين لم يكن موجوداً في الإسلام و قد استحدث بعد مسجد الرسول و أبنية المسلمين بقرون
    أما الهلال...المسلمون ليس لهم أن يرتبطوا بالهلال كشكل يوضع فوق مآذنهم مثلما يوضع الصليب فوق أبراج الكنائس
    أما العلاقة
    فأنا لا أشير إلا لرموز
    علينا ألا نرتبط بها و نتقيد
    فنحن لا نتبع إلا قرآناً و سنةً و لا نتبع رموزاً صنعها تفكيرنا
    أما عن الدديانة المسيحية
    فهي ديانة مقدسة شأنها شأن الإسلام و كذا اليهودية
    جميعها ديانات سماوية
    أما عن معتنقيها فليس لنا أن نحكم عليهم في دينهم
    لكم دينكم و لي دين و لسنا أوصياء على أحد
    إن كنا و لا بد فاعلين
    فلتكن الوصاية على أنفسنا
    أنا أنشد الأخلاقيات في مقالي
    و لا أريد أن نعيش قيد أشكال هندسية و رموز خائبة
    الدين المعاملة
    إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق
    الدين ميزان للخلق و ليس مئذنة و لا هلالاً
    و ما أريده بقولي أننا لا نحتاج لمساجد فهي كثيرة من حولنا
    و كذا لا نحتاج لكنائس فما أكثرها
    فقط نحتاج إلى أخلاق و تنفيذ لأخلاقيات الأديان السماوية و اتباع لأنبيائها
    و عملاً بصلاتنا لا بد أن نطبق مبادئها

    ردحذف

أشكر لك المتابعة والتفاعل بالتعليق