العبارة الشهيرة: (استرجل و اشرب بيريل) التي فوجئنا جميعاً بها تجتاح شوارعنا و مياديننا العامة و جامعتنا مؤخراً، لم تكن سوى محاولة رخيصة دنيئة مدبرة لتحويل المجتمع ككل و بخاصة الشباب الذين يمثلون الجزء الأكبر منه، إلى سكارى.
استفزني الإعلان و استفزتني العبارة كما استنكرتموها جميعاً و لكن ما استفزني و أجج قريحتي ما رأيته بالجامعة: ثلاجة بإحدى الكافتيريات تتصدرها زجاجات تشبه إلى حد كبير جداً جداً زجاجات الخمر أو النبيذ الأحمر على وجه التحديد.
اقتربت من الثلاجة و إذا بي أشاهد ما أشاهده اليوم كثيراً من حجج واهية بالية خرقاء تطلقها هذه الشركات الكافرة لترويج بضائعها بشكل لافت للانتباه :"مشروب التفاح".... تأملت الزجاجة أكثر فأكثر فوجدتها و الله تشبه زجاجات النبيذ الأحمر الذي نراها في الأفلام الأمريكية عندما يجلس البطل إلى جوار العاهرة و يمد يده إلى الكأس الفارغة و يصب بنشوة استعداداً للسكر و ما يتبعه معاذ الله.
سألت البائعة لأتأكد ربما ما أراه أخطأت قراءة عباراته، فتقول لي بمنتهى البراءة: إنه عصير التفاح.. مسكينة فقد خدعوها من أجل لقمة العيش التي أصبحت عملة للإتجار بالغالي مقابل الرخيص في مجتمعاتنا العربية.
فتاة في مثل عمرها تؤكد لك أنه ليس خمراً و أنه عصير التفاح اللذيذ الجميل القوي النكهة البريء التأثير.
بريئة هي الفتاة.
و سافرة هي الشركات المروجة لأبشع الأشياء المنكرة.
سافرة سافلة قبيحة.
و الوجه مكشوف.
و الشباب يترنحون بأيديهم آلات السكر و العربدة.
و السؤال: كيف أقرت هذه المشروبات الأجهزة الصحية و الرقابية بالدولة؟؟؟
أأأأأأأأأأأأأأأأأه تباً لهم.
ليست المنتقبات وحدهن المحاربات.
قد يجيبني أحد الشباب ببراءته المعهودة: و هل هو خمر؟ إنه عصير؟ ماذا يجعلك تهاجمينه؟
فأرد ببساطة: يوماً كنا نضع الأقلام في أفواهنا هزلاً و مرحاً في الصغر، فكبرنا و دخن منا الكثيرون.
الآن يضعون زجاجات تشبه زجاجات الخمر في أيديكم، فتعتادوها مثلما اعتدتم من قبل وضع الأقلام فالسجائر.
حسبنا الله و نعم الوكيل
في بلد الأزهر تغتال براءة المرأة و طهرها و عفافها:خلع النقاب، ترويج أغشية العذرية الزائفة، ترويج زجاجات تشبه زجاجات الخمر في الجامعات، و ماذا بعدها؟؟؟ لا نعرف.
و لماذا نعرف؟ كفانا ما نأكل و نشرب و نرتدي فنستر أو لا نستر فالكل عارٍ.
الكل عارٍ يا أجهزة الدولة!
الكل عارٍ يا سيادة الغفير!
الكل عارٍ يا سيادة المحترم الذي تركنا ليتسول اللقيمات من إخواننا العرب!
الكل عارٍ و ياللعار؟!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أشكر لك المتابعة والتفاعل بالتعليق