ليلًا تستمع إلى الغنوة ذاتها وتطرب بها أذناها فتجد لسانها يتدفق بالكلمات.
تنتعشُ حين تتذكر كيفية الحب الذي مر بها وربما كان ارتباطًا في خيالها فقط وفي خيالهم قبلها.
لم يستطع أحدهم اتخاذ الخطوة الجادة.
وكانت الخطوة الجادة بالنسبة إليها بمثابة الخطوة المربكة.
عاشت تنتظر الوهم.
الحبُّ الأول تبدد للسبب ذاته.. أحباها في ذات اللحظة.
أحدهما مالت إليه ولم تدرك شعورَ الآخر.
تمنت أن تكون للأول زوجة وعرفت من كلمات الأول ما يكنه إليها الثاني من شعور.
ولأنه ولأنها كانا حساسيْن أكثر مما ينبغي، تركها.
الزهد حتى في الحب من أجل الإيثار.
==================
تمر السنون وتنتهي القصة الأولى وتتمنى أن ترى حظها في قصة مكتملة علها تدرك اللحظة الحقيقية في الحب الجميل.
الحب لها وله هو أسمى من مجرد لذة أو متعة في الحب ذاته.
الحب لها على الأقل هو حبٌ في الله ورسوله.
تتمناهُ أن يضع يده على جبينها لحظة زفافهما ويتلو الدعاء.
تتمناه يسبقها إلى الصلاة.
تتمناه يأخذُ بيدها إلى المتعة والسعادة الحقة في الدنيا التي تبلغ منها السعادة في الدار الباقية.
المتعة الحقيقية لها عندما تنظر إليه وإلى طفلهما النظرة الحانية التي تنتظرها وهما يقبضان على يديها ويتركانها ليذهبا للصلاة.
كفه الصغيرُ تقبض على يدها وتقبل كفها الحاني ليذهب، ساعتها تنظر إلى السماء وتحمد الله أن عوضها خيرًا بدعائها أن يأخذ بيد طفلها إلى المساجد ويصليان معًا كل الصلوات.
لا يهمها كم من السنوات تعيش معه.
لا يهمها إن كانت هي الزوجة الوحيدة له أم سيتبعها بأخرى.
الأهم أن الله قد استجاب.
في عالم الأحلام اتصالٌ لك بها ، ولكن المجهول مازال يطاردها.
هي لا يمكنها أن تبني حقيقة شعورك نحوها على اتصالٍ رباني فقط أراها صورتك تتواصل معك.
صحيح إنها الرؤيا التي يكشف الله لها بها عن صدق مشاعرك، لكنها ليست كافية.
تظن إنك أيضًا فهمتَ الرسالة..
تظن إنك أيضًا قد هاتفتها واجتزتَ مرحلة الخيال إلى الواقع.
تظن، وتظن.
فهلا تجاوزتَ الظن لليقين؟!
الآن الآن وليس بعد أستطيع الاطمئنان عليها.
الآن الآن وليس بعد تستطيع هي أن تطمئن على ما صبرت من أجله كثيرًا.
الآن الآن عليك أن تقولها قبل أن يسبقك أحدهم.
الآن أرجوك ألا تتركها لغيرك ويتركها غيرك لك وتترككما معًا.
الآن الآن أرجوك لا أريدُ أن تتكرر المأساة القبلية فأموتُ وأنا أستمع للغنوة نفسها: على بال ما يدق قلبك هتكون عدت سنة، وتقول كلمة بحبك لغيري مش أنا.. يا صبر قلبك يا.. يا خايف م الحياة.....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أشكر لك المتابعة والتفاعل بالتعليق