المتابعون

الثلاثاء، 31 يوليو 2012

هي دي الحقيقة

من زمان كنت بحس لما أتابع بنات فصلي في المدرسة إن كل بنوتة منهن هتكون زوجة إلا أنا. ما اتخيلتش نفسي هكون زوجة وعندي بيت أبدًا. حياتي كلها كنت بحس إنها ترانزيت بين فوق وتحت. فوق الأمان والدفء والحب اللي مش ممكن ألاقي زيه. تحت النكد والصوت العالي والأوامر اللي ما بتنتهيش. فوق احترام المعاني اللي ورا الكلام والأغاني والزمن الجميل. احترام الرأي هاكل إيه وهنعمل إيه النهاردة يا رانيا؟ وتحت الأكل محطوط اللي عاجبه ييجي ياكل واللي مش عاجبه اللي بياكل على ضرسه بينفع نفسه.
يمكن تحت كنت بحس إنه فيه حاجاتي وخصوصياتي اللي أمتلكها وما أقدرش أمتلكها فوق. لكن فوق كنت بحس بالحب الغريب اللي عمري ما هحس بالبديل عنه وهعيش لآخر نفس فيَّ أفتكره وأفتكر كل تفصيلة جميلة كانت بتضمني بالحب دا اللي مليان خير ووفا.
الفصل الدراسي بالفعل قابلت كل بنت فيه لما كبرت: رشا أصبحت طبيبة وارتدت النقاب اللي كنت متوقعاه لها لأنها ارتدت حجاب من واحنا في سنة خامسة ابتدائي، وأسماء أصبحت موظفة في الجامعة علشان تفوقها وبقت أم لطفلين، سارة كمان بقت موظفة في مكان أمني ولها طفل ورغم مشاكلها الكبيرة اللي برضو كنت متوقعاها مع زوجها فهي برضو مكملة معاه الله يهديهم. نادية ونهى ورشا وبنات كتيرة من اللي كانت بتعيش اللحظة في المدرسة وعاملين شلة برضو كل واحدة بقت زوجة لشخص مغاير تمامًا للي كان في بالها أيام الدراسة، وكل واحدة أصبحت أم لطفل أو لطفلين. يسرا ورانيا وإيمان برضو قابلت من بينهن اللي معاها طفلها على إيديها وسمعت عن اللي تزوجت وغيره وغيره. حتى زمايلنا اللي كانوا في الفصل وتوقعت لهم برضو حياة أسرية من نفس نوع الحياة اللي توقعتها بالظبط للبنات... وانا؟
أنا دايمًا كنت بشوف إني عمري ما هعيش الحياة دي.
عمري ما هحس بأي شعور مرت به أي بنت من دول أو حتى ولد. عارفة إن حياتي توقفت عند حدود الترانزيت ... حدود اللا استقرار. بتمنى الحدود دي تنتهي. أتمنى إني أنتهي جدًا لأن هو دا المصير اللي كنت بتوقعه لنفسي وانا ببص على كل واحد وواحدة في الفصل.
حتى القصة الغريبة اللي عشتها في حياتي من بعيد خالص وعمرها ما تطورت لأكتر من نظرات إعجاب وتعبير من طرفه هو نفسه.. كنت حاسة إن كتير عليَّ إني أكمل لأن مصيري إني أفارق.
هعيش طول العمر أفتكرها وهي بتقول لي: تعاشر يا بني آدم مهما تعاشر ومسيرك تفارق.
الكلمة اللي عمري ما نسيتها.
هي دي المعاناة اللي بيعيشها الفنان زي ما بيقولوا: بيعيش طول حياته مؤرَّق ولا بيشعر بالاستقراروبيفضل طول الوقت في معاناة بتخرج أجمل ما فيه: الفن.
حاولت أحبكم بعد ما فارقتني.. لكن أنا مصيري إني حتى لو حبيتكم ما تحبونيش لأنكم عندكم دايمًا البديل.
ومصيري إني أفارق..
يمكن علشان كدة بتحس بيَّ وتيجي لحد دلوقت في الحلم وتكلمني وتطبطب عليَّ وتحسسني إن كل مشاكل الدنيا اللي بشيلها على كتفي هينة بكلمة جميلة أو بأسلوبها في التعبير التلقائي وهي بتلاعب لي حواجبها وتكشر علشان تضحكني في عز مانا زعلانة.
بحبك يا تيتة وهقابلك مهما طالت بيننا سنين البعاد.
بحبك قوي وأتمنى أكون في حضنك أكتر من إني أضم ابني أو بنتي بإيديا.
بحبك <3

هناك تعليق واحد:

  1. مش عارفة يا رانيا أعلق على إيه بالضبط
    بعض المشاعر الإنسانية لا تحتمل التعليق
    كلماتك مؤثرة فعلا
    ربنا يصبرك على فراقها
    و يرزقك بحياة أجمل من حياة صديقاتك إن شاء الله :)

    ردحذف

أشكر لك المتابعة والتفاعل بالتعليق