المتابعون

الاثنين، 8 أغسطس 2011

جواب ترشيح

انتظرته مليًّا و كم حلمت بهِ. جاءني يومها يرتدي بنطاله القصير و قميصه الأبيض يتقدم ليطرق الباب. أنظر من خلف الباب أجده بلحيته السوداء التي تتزين بالأبيض و نظارته القاتمة و بيده أوراق كثيرة لا أدري أي الأوراق كانت تخصني من بينها. توقعتُهُ يأتيني بخطاب. لكنني فوجئتُ بأنه خطاب الترشيح. استلمته أنا و أخي الذي كان يتمنى لي هذه الكلية؛ فمنذ دخلنا معًا المدرسة و نحن لم نفترق إلا عندما دخل هو مدرسة الخديوية الثانوية و دخلت من بعده أنا مدرسة الحوياتي الثانوية. رأيتُ إلحاحه المستمر عليَّ في أن أدخل كلية الألسن، في حين أصر أنا على دخول كلية الإعلام لتحقيق حلمي في أن أصبح مذيعة أو صحفية و هي ميولي التي أعشق الاستمرار بها.
تلقى أخي خبر دخولي الكلية التي طالما رشحها لي. كنتُ فرحة للغاية و كانت للجميع مفاجأة؛ إذ أن بعضَ الأقارب لا يحبون الخير لي فأذكرُ مَن اتصلت بي لا لتهنأني مثلما فعل الآخرون بل لتحذرني من دخولها و من الرسوب بها و من غلاء كتبها و من أشياء كثيرة ابتدعتها هي و غيرها لتعترض حُلمي. وإذا بوالدتي تقول لي: ما تسمعيش كلامهم.
في الوقت الذي كنتُ أراجعه من فترة لأخرى و أقرأ كل تفاصيله كنتُ أتذكر الموقف عندما ذهبتُ لأول مرة مع رشا زميلة الدراسة التي جاءها نفس الجواب بنفس الكلية لتلتحق هي بقسم اللغة الألمانية و ألتحق أنا بقسم اللغة الإيطالية التي أحبها كما كنتُ أفعل في سنتي الدراسة بالمدرسة الثانوية، وقتها كنا نحاول أن نتعود الذهاب بمترو الأنفاق و في الطريق أراقبُ كل التفاصيل من حولي، تفاصيلُ المكانُ الكبير الذي يكبرني و يضم حلمي. نسيرُ خلف السائرين في طريقنا اللولبي إلى الجامعة. عندها أتوقفُ كالعادة لأسأل المارة عن الطريق، و تسخر هي من فعلتي إذ كانت أغلب أفعالي لا ترُوقها حتى لو كنت على صوابٍ، فهي تريد لنفسها القيادة. أستوقف بالقرب من الجامعة أحدَ المارة لأسأله: هي دي كلية عين شمس.... قصدي جامعة عين شمس. أضحكُ من نفسي و تضحك هي مني. أُريهم جواب الترشيح، و أدخلُ بصحبتها.
في كل مرة أقلبُ أوراقي القديمة أتفحصهُ جيدًا و أريه نفسي و أُملي عيني منه. أعتقدُ أنني قد ألفته حتى نشأت بيننا علاقة قوية تربطني بأول بشرى غالية عليَّ ظلت معي لأيامٍ حتى استخرجتُ أول كارنيه جامعي مازال أيضًا ضمن أوراقي الكثيرة القديمة التي يتربع هو على عرشها...إنه...جوابُ الترشيح.

هناك 4 تعليقات:

  1. :D

    اللى يسأل مايتوهش

    انا لما ببقى داخل مكان جديد عليا بحب اسأل ناس كتير مش شرط انى اكون مش عارف لا بحباحس انى اعرفهم او بتعايش معاهم مش عارف اوصف ازاى بس هى كدا :D

    جواب الترشيح دايما له ذكرة ما تتنسيش

    وانا بالنسبالى ذكرى سخيفه دايما تفكرنى بسنه ضاعت من عمرى :)

    حلوة الذكريات وجميل ان الواحد يسجل اوقات حلوة مربيها او يحتفظ بشيء من الماشى لذكرى حلوة

    ردحذف
  2. أشكر لك المرور الجميل و أتمنى أن يستمر على الدوام

    ردحذف
  3. هههههههههه
    انا بقى جواب الترشيح بتاعى كان جايلى فيه استنفاذ رغبات

    وجالى جواب تانى

    يعنى انا جالى جوابين ترشيح
    :D

    ردحذف

أشكر لك المتابعة والتفاعل بالتعليق