نكمل حديثنا مع الفروق الاجتماعية الغريبة التي أوجدتها أخلاق المجتمع التي لا تمت بأي صلة إلى الدين، وهو ما ينبغي أن يكون لنا المرجع الأخلاقي الذي نستمد منه المنهج السلوكي المتزن في المجتمع. ففي حديثي مع إحداهن ذات مرة تطرقنا إلى المكان الذي نشأنا فيه وتربينا، وكانت هي من حي مصر الجديدة وأنا كما تعلمون من القاهرة الفاطمية أي من أشد أحياء القاهرة القديمة فقرًا في نظر الآخرين، وما إن أكملتُ حديثي عن مكان نشأتي إذا بها ترمقني بنظرة غريبة لم أضعها في حسباني من قبل ولم أتوقع أنها ستفعلها عندما أذكر مكان ميلادي ونشأتي. والحق أنها كمثيلاتها اللاتي يقيمن الإنسان بمكان نشأته من حيث انقسام مصر إلى: ريف، ومدينة. والمدينة يُشارُ بها إلى القاهرة أو الإسكندرية لأن ما عداهما في نظر المجتمع هو إما قبلي أي صعيد أو بحري وهنا يأتي انقسامٌ آخر فهو إما فلاح أو من مدن ساحلية. ونظرًا لنقص الخدمات في كل محافظات مصر بما فيهم المدن الكبيرة، تجد مَن ينظر إليك بنفس النظرة الدونية؛ فأبناءُ القاهرة ينظرون إليك أنك إما فلاح-وبالمناسبة هو ليس عيبًا وإنما هو شرف إلا إذا اعتبره الآخرون شيئًا معيبًا- أو صعيدي وبالإنصات إلى جميع النكات التي قيلت في حق الصعايدة وأبناء الوجه القبلي فأنا أرى أننا جميعًا مدينون إليهم بكل حسناتنا وإن لم تكفِ فستُطرح مؤكدًا علينا سيئاتهم في الآخرة؛ إذ لا تخلو أحاديثُنا من سخرية على أبناء الوجه القبلي أو الصعيد.
أما داخل المدينة الواحدة أي القاهرة، فنحنُ أمام تقسيمة أخرى: أحياء راقية، وأخرى شعبية أو عشوائيات. وإذا صادفك الحظ بالحديث مع أي ساكن لأحيائنا الجديدة أو الراقية، فستندهش أنك توضع في كادر الشحاتين أو المرتزقة، هذا وإن بلغت مكانتك مبلغها من العلم والفن والأدب، فأنتَ حتمًا منبوذٌ بينهم.
والحق أن الظروف الاجتماعية قد حتمت علينا أن نخلق أنواعًا متعددة وأشكالًا من الكراهية والاختلافات الغريبة التي تجعل تقييم الأشخاص وحكمهم سطحيًّا إلى أقصى درجة. ولن أطيل عليكم فلي معكم حديث أكمله في الغد بإذن الله. لكنني أريد سماع أصواتكم في هذا المضمون حتى وإن كان قد قُتل بحثًا من قبل.
أما داخل المدينة الواحدة أي القاهرة، فنحنُ أمام تقسيمة أخرى: أحياء راقية، وأخرى شعبية أو عشوائيات. وإذا صادفك الحظ بالحديث مع أي ساكن لأحيائنا الجديدة أو الراقية، فستندهش أنك توضع في كادر الشحاتين أو المرتزقة، هذا وإن بلغت مكانتك مبلغها من العلم والفن والأدب، فأنتَ حتمًا منبوذٌ بينهم.
والحق أن الظروف الاجتماعية قد حتمت علينا أن نخلق أنواعًا متعددة وأشكالًا من الكراهية والاختلافات الغريبة التي تجعل تقييم الأشخاص وحكمهم سطحيًّا إلى أقصى درجة. ولن أطيل عليكم فلي معكم حديث أكمله في الغد بإذن الله. لكنني أريد سماع أصواتكم في هذا المضمون حتى وإن كان قد قُتل بحثًا من قبل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أشكر لك المتابعة والتفاعل بالتعليق