أتمنى ألا يقف على غسلي.. ألا يسارع بالكفن إليّ.. ألا يخرج لدفني..
أتمنى
ألَّا يعود فيجد آخر أنفاسي..
أتمنى أن تسبقه يا موت في الوصول إليَّ.
أعد الساعات والأيام وأنتظر الموت ولا أنتظرك.
يا أيها الموت اللعين لماذا لا تريحني من أن أتعذب برؤيته؟
يا أيها العدل الإلهي فلتأخذني عنه بعيدًا.
يا أيها العدل الإلهي فلتأخذني عنه بعيدًا.
لقد طال عمري كي أراه يفعل بي مثلما كانت تفعل البنات الصغيرة مع مَن أعطاهن قبلةً على وجناتهن.
لا أنسى هذا المشهد وهو يقف ليقبلها أمامي وقد اشتقتُ حتى إلى نظرة عطفٍ من نفس النوع منك.
إنه العطف الذي لن تبلغه معي.
إنها الحياة التي ضننتَ بها عليَّ.
إنه الأمان الذي كان لا بد أن أشعره حين يستقر رأسي بين يديك وأنتَ تستعد لتقبلني.
نفس القبلة التي لا تعرفها أنتَ ولا تعرفها وجنتي ولا يعرف معناها قلبي ولا تعرفها سوى الفتاة التي أراها أمامي وهو يقبلها وأنظر إلى القبلة وكأنني طفلٌ يشتاق إلى حلوى يراها في يد طفلٍ قد استأثر بدكان الحلوى كله لنفسه.
عذرًا سيدتي
لم أكن لأجرحكِ وأنا أرى زوجك يقبل ابنتيكِ.
عذرًا سيدتي فما ترينها ليست المرأة التي تريد أن تنتزع قبلةً من زوجكِ وتتمناه زوجًا لها.
عذرًا واجبًا يقدمه لي زوجكِ باعتباره الأب الذي نسي وأدخل فاكهة بيته جهرًا أمامي دون أن يراعي حدود الجيران، فخرجت بالفاكهة ابنتاكِ يغيظاني بها.
عذرًا يا أنت
عذرًا يا أنت فلا أستطيع حتى التفوه بوظيفتك المؤقتة..
عذرًا يا هو من الرجال الذين كان لي الحق فيهم أن أتمنى حتى أن أضع يدي في يده وألَّا أخرجها إلا وقد اغترفت قدرًا من الحب الأبوي.
عذرًا يا نفسي..
فإن لكِ محارم قد عزَّ على عينيكِ أن تراهم إلا وقد فقدت القدرة على إبصارهم بالحياة الدنيا.