المتابعون

السبت، 3 ديسمبر 2011

راعٍ ورعية



قال معقل بن يسار المزني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة).المصدر: صحيح مسلم.




من هنا أبدأُ الحديث



تروي إحداهن إن أبًا قد فعل فيها وفعل، وتروي الأخرى ظلم زوجها، بينما تروي الثالثة

هجر إخوتها الثلاثة من الذكور لها.


هناك بيننا مستضعفون، ربما لا نراهم لكن الله يراهم. من بين المستضعفين النساء

اللاتي سأحكي عنهن هنا

.
هن لسن إلا نتاج عائلة كان ربها عنها غافلًا، فكان كالذي حمله الله كتابًا فألقى بهِ

وطرحه عنه، ولم يكتفِ بل وداسه بقدميه.


إحداهن لها ثلاثة من الإخوة لم تتحرك لهم نخوة عندما سمعوا بطمع الجار، الذي

استأجرَ لديهم في بيت العائلة القديم حيث تسكن هي بمفردها بعد أن حالت الظروف

والسنون دون زواجها، فتجرأ عليها وضربها على مرأى ومسمع من الجميع في

الشارع، وقال لها: إخواتك راميينك!


تتسول ليل نهار العطف والحنان من أي شقيقٍ لها، وتحاولُ أن تطرقَ أبوابهم، لكن لا


مفرَ من الاستهانة بالغشاوة التي يستحلها كلُّ مَن استرعاه الله رعية.


الثانية لها أبٌ لم ترَ منه حنانًا قط في

أحلكِ ظروفِ حياتها. يتقدم بها

العمر والأبُ يومًا عن يومٍ ينساها،

بل ويكره أن تكونَ ناجحة لامعةً

براقة. كلما رأى منها ما يُزيدها علمًا ونجاحًا، اندفع بين الناس بادعاءاتهِ ضدها كي

يكسرها ويهزمها. والمسكينة تحتاجُ إلى مَن تلقي في أحضانه جزءًا من هموم الدنيا،

فلا تجد. ضاع الأبُ، الرفيق، الصديق، الأخ الذي ربما كان لها سترًا وقتَ افتضحَ

الجميعُ كل أخبارِ مَن فاتها قطارُ الزواج.

الثالثة زوجة ترعى صغارها ولا ترى من زوجها أدنى رعاية. تخرجُ في الصباح تحملُ

الكتبَ والكراسات لأبنائها الصغار، ومن بينهم اثنان شاء الله ألَّا تحملهما ساقاهما،

فتدفعهما على عربة وتحرصُ على أن ينالا من التعليم ما لم تنل.

القصص الثلاثة بيننا

الأبُ

الأخ


الزوج

وربما تناقلنا جميعًا الآيات التي تحثُّ على طاعة الوالدين دون أن

نقرأ هذا الحديث، فالظلمُ الذي تتعرضُ له النساءُ في هذه القصص

لا يدفع أيًّا منهن إلى طاعة زوج أو ولي أو حتى أب.


هل يكلِّفُ الله نفسًا إلا وسعها؟


هل العدل أن أطلب منك الإحسان وأنتَ لم تعلمنيه؟


كيف بالله عليكم؟



عندما تسألني عن عدل الحاكم، أجيبك بظلم المحكومين...


ساعتها فقط تستطيع أن تدرك لماذا نرى عقوق الوالدين، وجرائم قتل الزوج للزوجة

والأب لأبنائه والأبناء لوالديهم، فالقوانينُ في الطبيعة لا تطلبُ من الفعل ألَّا يُصدِر ردًا

له. فلكل فعل رد فعل مساوٍ له في المقدار ومضاد له في الاتجاه.



اتقوا الله واستوصوا بهنَّ خيرًا ولا تستهينوا بوصية


الرسول!!!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أشكر لك المتابعة والتفاعل بالتعليق