المتابعون

الأحد، 19 أغسطس 2012

الحمد لله على الرضا

أحمدك اللهم على القناعة بما قسمت لي في الحياة. وأحمدك على رزقك الوفير. وأحمدك على الذل لك. وأحمدك على نعمة الإحساس بك في عليائك. وأحمدك أنني لم أنظر وأمعن النظر كثيرًا فيما أنعمتَ به على الناس من خيرٍ قلَّ أو كثر.
وبعد الحمد والثناء أعتذرُ من نفسي التي تعلقت بين أملين : أمل الحياة وأمل الموت.
مَن منا لا تأتيه اللحظة التي يفكر فيها في متعة بالحياة: المال، البنين، الزوج/ة الصالح/ة؟
مَن منا لا يطمع في اللهو واللعب والمتعة الحلال وأن يؤتيه الله من فضله علمًا وخلقًا ودينًا؟

كثيرون هم مَن يدركون كم هي غالية نعمة الحياة.
ولا يدرك نعمة الموت إلا قليلون.

وأحمد الله أنني كنتُ من الكثيرين الطامعين والقليلين المدركين.

كلما تعلق قلبي بالدنيا، وارتجف شغفًا بليلةِ متعة أقضيها مع عائلة تضمني وتضم أولادي الصغار وزوجي الحنون، أفاقني الله من لذة الحلم الزائف على متعةِ الحلم الأسمى: الموت.
لا هذا ليس لي، ولا ذاك، ولا تلك الحياة، ولا تلك القصة لا ولا هذه..
إنها غاية الغايات: إدراكُ لذة الموت جهادًا ومجاهدةً في الزهد في عطايا زائلة.
لحظاتُ الصدق مع النفس أسمى بكثير من لحظات المباهاة بها أمام الجميع، ولذا فقد عزَّ على الكثيرين إدراك معاني هذه الكلمات الغالية، ولن يأتي يومٌ يفهمني فيه أحدهم أو تقرأني فيه إحداهن، فقد عزَّ عليكم أن تفهموا للحرف الذي يقطرُ دمًا من شراييني ويسيل على أسطري بانسيابٍ ليروي قصةَ صدقي لنفسي النفيسة.

لا لستَ أنتَ، ولا هؤلاء ممن أردتهم، ولستَ أنتَ ولا الحياة كلها مَن أقف لأعد الثواني والأنفاس لقربِ موعدٍ بهم.
الحمد لله على فرحتي بما ساقني الله إليه من خيرٍ كثير، والحمد لله على فرحتي بكل ضمةٍ شعرت فيها بأنني أمٌّ لكل طفلٍ يتيم محتاج.
لا حرمني الله من متعه الجميلة.
ولا حرمني الله من لذة الحمد.
ولا حرمني الله من لذة إدراك أسمى المعاني للـــ (موت).