المتابعون

الخميس، 1 أبريل 2010

"آن أحمد فؤاد"

كانت تلك الفتاة الجميلة التي لم تكن تتحدث إلى أحد إلا نادرًا...أو هكذا اعتقدتُ. في المرحلة الثانوية اقتربت منها أو فرضت علينا الظروف أن نقترب....كنت أحضر معها درس الفلسفة و كان خالد فاروق هو المدرس الذي يضاحكنا و يشرح لنا في يسرٍ. كنتُ أحب مادة الفلسفة ليس فقط من أجل المدرس لكنني كنت أعشق ديكارت الذي شك في كل الموجودات حتى نفسه إلى أن وصل إلى طريقه و عرف أن مجرد شكه يبقيه موجودًا. كنت أدخل إلى بيت من المفترض أنه بيتها.أحاول ألا أجرح الموجودات فهكذا كنت أتعلم أنه ما ليس ملكًا لي لا يمكن أن تقع عليه عيناي، أو هكذا تعودتُ.كنت في كل مرة أتساءل: ما هذه الصورة الجميلة التي تعلو الرءووس؟ لماذا يبدو جميلاً جميلاً؟ لم أسألها و لن أسألها....عذراً ! عيناي وقعت عليها من دون قصدٍ. و تمر الأيام و نحن معًا في حصة الفلسفة..أحاول أن أكتشف "آن" تلك الفتاة الجميلة ذات العينين المستديرتين الدقيقتين و الملامح الأجنبية ... كانت العمة قوية الشخصية حتى على الزوج... اعتقدتُ أن اسمها راندا فهكذا كنت أسمع اسمها. لم أكن أدقق في الاسم و ربما كنت أكتفي بالاسم الذي سمعت أذناي. أو قل إنني كما أخشى أن تلمح عيناي شيئًا آخر غير الصورة....خشيتُ أن ألمح بسمعي غير الاسم الأول الذي انطبع في ذاكرتي.تفاصيل كثيرة....علامات استفهام أكثر.....و يومًا بعد يوم تتكشف أمامي الحقائق كما أرادت "آن" الفتاة الجميلة التي تكبرني بعامٍ واحدٍ أن تخبرني بهاالعمة تستضيفهم و ربما تساووا مع أبنائها في كل شيء...أو هكذا اعتقدتُ.
الأب كان يعمل طيارًا...مات الأب فلم تبقَ منه سوى صورة تعلو جدار البلكونة التي كنا نأخذ فيها الدرس فهي مغلقةٌ بأسوار الألوميتال التي تفصلها عن الصالة.
و ماذا عن أم "آن"؟؟؟
سألتها عنهاكثيرًاكثيرًا، فماذا أجابت؟كانت تداري إجاباتها..بينما كنت أستنكر عليهاكيف؟؟؟؟إنها أمك!! إن مات أبوك، فأمك مازالت تحيا!!!
كنت ألح عليها و أطيل في إلحاحي ، حتى لاحظ أستاذنا..
قال لي ذات مرة: أمهم لو كانت عايزاهم كانت أخدتهم
لماذا؟! ما بدت لي "آن" ابنة سيئة الأدب أو غير بارة على الأقل بعمتها قوية الشخصية التي تنفث في وجهنا دخان سيجارتها!!!....أشارت إليَّ آن ذات مرة أنها لديها سيارةو أن لديها شقة أخرى في المهندسين ، لكن العمة تصر ألا يعيشا وحدهما.لا بد أن يعيشا معها...لم أكن أفهم لماذا!؟لماذا تلقي أمٌ بأعز ما لديها للعمة؟
لكني اليوم استيقظتُ، فأردتُ أن أكتبها هي هي
أو كما ظننتُ أنها هي
آن أحمد فؤاد